طرابلس - تشهد طرابلس تصاعدا جديدا في حدة الاشتباكات المسلحة حيث أفادت مصادر محلية باندلاع مواجهات بمناطق جنزور، وقرية الريقاطة، وجسر "المعاقين"، والغيران، ومحيط قرية النخيل.
وتسببت هذه الاشتباكات في تزايد المخاوف بين السكان المدنيين، الذين وجهوا مناشدات عاجلة لتوفير ممرات إنسانية آمنة للخروج من بؤر الاشتباك.
من جهته، طالب جهاز الإسعاف والطوارئ كافة أطراف القتال بإعلان هدنة عاجلة وفتح ممرات آمنة بشكل فوري، مشددا على ضرورة الاستجابة للنداءات المتكررة من المواطنين لا سيما في المناطق المحاصرة بالنيران.
وأشار الجهاز إلى أن مستشفى "الجلاء" للأطفال يعاني من صعوبة الوصول، حيث توجد حالات طبية ترغب بالخروج، فضلا عن حاجة المستشفى لاستبدال طواقمه التي أرهقها العمل المتواصل منذ بدء الاشتباكات.
وعلى الصعيد الخارجي، قررت شركة مصر للطيران إلغاء رحلتها المجدولة اليوم الأربعاء من مطار القاهرة إلى مطار معيتيقة الدولي، بسبب اضطراب الوضع الأمني في العاصمة الليبية، لتصبح أول شركة طيران تتخذ هذا القرار منذ تجدد التوتر.
من جهتها، دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التصعيد المتسارع لأعمال العنف في طرابلس، وحشد القوات في مناطق أخرى من البلاد.
وحذرت في بيان من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة بسرعة، مضيفة: "نعرب عن بالغ قلقنا إزاء التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا من المدنيين".
وقالت "نكرر دعوتنا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في جميع المناطق، بما يتيح فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين العالقين في مناطق النزاع".
كما حثت البعثة جميع الأطراف المنخرطة في النزاع على احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية السكان المدنيين، والدخول فورا في حوار "جاد وبنوايا صادقة بهدف حل الخلافات عبر الوسائل السلمية".
وأكدت أنها على تواصل مستمر مع الأطراف المعنية على الأرض والشركاء "سعيا لاحتواء الوضع".
من ناحية أخرى، أدان مجلس حكماء وأعيان طرابلس ما وصفه بـ"الحرب العبثية" الدائرة في شوارع العاصمة الليبية محملا المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وأطراف الصراع مسؤولية حماية المدنيين وممتلكاتهم.
وطالب المجلس في بيان عاجل بسحب كافة التشكيلات المسلحة من مدينة طرابلس فورا، مهما كانت مسمياتها، داعيا إلى وضع حد للاقتتال داخل المناطق السكنية.
كما وجه نداء لعميد بلدية طرابلس والمجلس البلدي، داعيا إياهم إلى اتخاذ موقف واضح وحازم برفض الحرب، والعمل العاجل على إخراج التشكيلات المسلحة من العاصمة حفاظا على أمن السكان واستقرار المدينة.
وتأتي هذه الدعوة بعد ساعات من إعلان الجهات الرسمية التوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار، فيما يستمر انتشار قوات محايدة في عدة مواقع من العاصمة في محاولة لفرض التهدئة وحماية المدنيين.
إلى ذلك، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة تعليماته بعقد اجتماع عاجل لبحث الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين في طرابلس، بحضور وزير الحكم المحلي ووزير الإسكان والمرافق ومدير عام جهاز الإسكان والمرافق.
وشدد الدبيبة على ضرورة الوقوف ميدانيا على حجم الأضرار وتشكيل فرق عمل فورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويض المتضررين.
وكانت أحياء حيوية في العاصمة الليبية طرابلس قد شهدت منذ فجر الأربعاء مواجهات عنيفة بين "جهاز الردع" لمكافحة الجريمة المنظمة وقوات "اللواء 444" قتال، التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، مستخدمة أسلحة متوسطة وثقيلة في تصعيد هو الأخطر منذ شهور.
وتركزت المواجهات في مناطق شارع النصر، وشارع عمر المختار، وسوق الثلاثاء، وطريق الشط، وفشلوم، وزاوية الدهماني، والجرابة، وعين زارة وصلاح الدين جنوبا، إضافة إلى مناطق غرب طرابلس مثل جنزور والسياحية، وسط تحذيرات متصاعدة من تفاقم الأوضاع وتحولها إلى نزاع مفتوح.
وتبقى الأوضاع في طرابلس شديدة الهشاشة وسط ترقب حذر لما ستؤول إليه جهود التهدئة، في ظل دعوات متزايدة محليا ودوليا لإنهاء القتال وفرض سلطة الدولة على كل المؤسسات الأمنية والعسكرية.
المصدر: رويترز
Comments