الاعلامي كريم حداد
رسّخ مارك كارني الولاية الرابعة على التوالي للحزب الليبرالي في الحكم، وهو إنجاز نادر في السياسة الكندية، بعدما تغلّب على حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفر.
توقّعت كل من شبكتي “سي بي سي نيوز” و”سي تي في نيوز” فوز مارك كارني برئاسة وزراء كندا يوم الإثنين، بعد أن منح الكنديون زعيم الحزب الليبرالي التفويض الذي سعى إليه لمواجهة رسوم وتعريفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياسته التجارية.
وقد تمكن كارني من تثبيت استمرار الليبراليين في الحكم لولاية رابعة متتالية، فيما حال دون تمكن حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفر من الوصول إلى السلطة. ويُظهر هذا الفوز أن الناخبين رفضوا نمط الشعبوية المرتبط بترامب — الذي قال الليبراليون إن بويليفر أصبح يمثله.
كارني، الذي يُنظر إليه على أنه أعاد الحزب الليبرالي إلى الوسط السياسي بعد استقالة رئيس الوزراء جاستن ترودو، خاض حملته الانتخابية مرتكزًا على سجله الاقتصادي. إذ تولّى رئاسة مصرفين مركزيين من مجموعة السبع الكبار، وعمل لأكثر من عقد في بنك "غولدمان ساكس"، وترأس كلًا من "بروكفيلد لإدارة الأصول" وشركة "بلومبرغ".
قدّم كارني نفسه على أنه “مدير أزمات” سيحمي اقتصاد كندا وثقافتها من تعريفات ترامب وطموحاته التوسعية الظاهرة. ونجح الليبراليون في استثمار مخاوف الناخبين من تأثير الرسوم الجمركية على وظائفهم وتكاليف المعيشة لديهم.
وخلال حملته الانتخابية، وعد كارني بـ ”تحصين كندا ضد ترامب”، وتوحيد البلاد التي شهدت تصاعدًا في المشاعر الوطنية عقب تصريحات ترامب التي عبّر فيها عن رغبته في ضم كندا كولاية أميركية رقم 51. وقد تمكّن السياسي الجديد من التفوق على المحافظين بقيادة بويليفر، المخضرم الذي قضى 20 عامًا نائبًا في مجلس العموم.
واعتبر خبراء استطلاعات الرأي أن هذا التحول السياسي لصالح الليبراليين غير مسبوق؛ فالحزب أمضى ما يقرب من عامين متخلفًا بفارق كبير خلف المحافظين. لكن استقالة ترودو، وانتخاب كارني زعيمًا للحزب، وعودة ترامب إلى البيت الأبيض ساهمت جميعها في إنعاش الليبراليين.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عدة رسوم جمركية على كندا، منها 25٪ على السلع غير المتوافقة مع اتفاقية الولايات المتحدة – المكسيك – كندا (USMCA)، إضافة إلى رسوم جمركية بنسبة 25٪ على بعض السيارات وأجزائها.
وقال كارني إن أولويته القصوى من “اليوم الأول” ستكون التفاوض مع ترامب، لكنه شدد مرارًا على أن العلاقة التقليدية بين كندا والولايات المتحدة “قد انتهت”. كما تعهد بالسعي إلى عقد شراكات جديدة في مجالي التجارة والدفاع مع الحلفاء، وتنويع سلسلة التوريد الخاصة بصناعة السيارات الكندية، وتعزيز قدرات الجيش الكندي، خصوصًا في منطقة القطب الشمالي.
وحذّر كارني الكنديين من أن الطريق أمامهم سيكون طويلًا، قائلاً بعد فرض رسوم ترامب على السيارات: “لا توجد حلول سحرية. ولا توجد إصلاحات سريعة. لكنني أملك ثقة تامة ببلدنا، لأنني أفهم ما لا يفهمه الرئيس ترامب — أننا نحب كندا بكل ذرة في كياننا.”
Comments