باراك: أمل لبنان يستيقظ... وهذه لحظة تاريخية لتحقيق الوعد الحقيقي كوطن وشعب وجيش واحد
مصادر دبلوماسية أكدت لـ"بيروت تايمز" أن اجتماعًا عُقد في السفارة الأميركية في عوكر، جمع سفراء الدول الخمس المعنية بلبنان، حيث أطلعتهم السفيرة الأميركية ليزا جونسون على أجواء ورقة باراك.
في تصريح لـ"بيروت تايمز"، أبدى مصدر دبلوماسي غربي قلقًا متزايدًا من احتمال انفجار الوضع بين لبنان والعدو “الإسرائيلي”، في ظل الهدنة الهشة التي تسود المنطقة.
موقف موحد من الرئاسات الثلاث
مصادر متابعة لورقة الرد أكدت لـ"بيروت تايمز" أن الرئاسات الثلاث متفقة على أن زمن السلاح خارج إطار الدولة قد انتهى، وهناك توافق واضح على رفض جرّ لبنان إلى الدمار تحت أي ذريعة.
بيروت – منى حسن – بيروت تايمز
واصل الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان زيارته إلى بيروت، في خطوة تُعدّ الأبرز منذ تسلّمه المِلَفّ اللبناني، وسط تصعيد سياسي وميداني يستدعي تحرّكًا عربيًا–دوليًا منسّقًا.
الأمير بن فرحان شارك في اجتماع اللجنة الخماسية، ثم عقد سلسلة لقاءات مع شخصيات محورية في المشهد اللبناني، من بينهم:
رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ومن المرتقب أن يلتقي بكل من سمير جعجع ووليد جنبلاط
مصادر متابعة أشارت إلى أن الموفد السعودي حمل لهجة حازمة، داعيًا إلى مقاربة واقعية تجاه الورقة الأميركية المطروحة، تقوم على "القبول المبدئي مقابل ضمانات واضحة".
أهداف المبادرة السعودية:
- تسليم سلاح حزب الله تدريجيًا خلال فترة لا تتجاوز ثمانية أشهر
- اعتماد مبدأ المراحل بدلاً من التجريد المفاجئ من السلاح
الدفع نحو:
- انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة
- ترسيم الحدود مع كل من سوريا وإسرائيل
- اعتراف رسمي بمزارع شبعا كأراضٍ سورية محتلة
- خطة لإعادة الإعمار مدعومة دوليًا
- تحذيرات ورسائل واضحة
الأمير بن فرحان شدد في لقاءاته على أن رفض الورقة الأميركية قد يعيد لبنان إلى نقطة الانفجار، محذرًا من عواقب أقسى من الحرب الأخيرة. وأكد أن الطرح الحالي يمثل "فرصة نادرة لإنقاذ البلد اقتصاديًا وفتح أبواب الاستثمار".
التحرك السعودي اتّسم بطابع غير تقليدي؛ إذ تمّت اللقاءات بعيدًا عن الإعلام، في ظل غياب ملحوظ للسفير السعودي وليد البخاري، ما فتح باب التأويل حول أبعاد هذا التمايز في الأدوار داخل البَعثة السُّعُودية.
رد حزب الله على الورقة الأميركية
أفادت مصادر "العربية/الحدث"، بأن حزب الله سلّم رده على الورقة الأميركية، لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وذلك بعدما أرسلت له رئاسة لبنان إنذارا صباح اليوم السبت.
وأضافت المصادر أن الحزب سلم رده دون الإشارة صراحة إلى التخلي عن السلاح، كاشفة عن أنه وصف ورقة المبعوث الأميركي بـ "الاستسلامية"، فيما أتى الرد بعد أن أرسل بري رسالة للحزب مفادها: "إذا لم تردوا سنمضي بدونكم"، وفقا للمصادر ذاتها.
فما هي بنود هذه الورقة؟
البنود الأساسية لوثيقة المبعوث الاميركي توماس براك، كما لخصتها مصادر سياسية ودبلوماسية، هي كالتالي:
البند الأول: يتعلق بسحب سلاح حزب الله وتحديدًا الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة الهجومية، أما الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فهي شأن لبناني داخلي وذلك خلال ستة أشهر، أو في حلول نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
بالإضافة إلى سحب سلاح كل الفصائل المسلحة اللبنانية أو غير اللبنانية، على أن يقدم لبنان آلية تنفيذية تفصيلية حول خطة سحب السلاح.
ومن ضمن ما تقترحه ورقة باراك، هو اعتماد مبدأ الخطوة مقابل خطوة، أي أن يبدأ سحب السلاح من شمال نهر الليطاني لتبدأ أميركا بالضغط على إسرائيل للانسحاب من النُّقَط الخمس في الجنوب اللبناني.
البند الثاني: يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية والجمركية، والعمل على إقفال كل المؤسسات المالية التابعة للحزب، وخصوصا "القرض الحسن"، بالإضافة إلى تشديد إجراءات المراقبة المالية، ومنع تهريب وإدخال الأموال، وفرض مراقبة شديدة على كل المعابر والمرافق العامة.
البند الثالث: يتعلق بإصلاح وتحسين العلاقة مع سوريا وتطويرها، لا سيما على المستوى السياسي بين البلدين لضبط الحدود ومنع التهريب. ويوافق لبنان على ترسيم الحدود مع إسرائيل بصورة نهائية، واعتبار مزارع شبعا أراضي سورية، وتثبيت خط الانسحاب الأزرق كحدود معترف بها دوليا.
البند الرابع: حصر أي دعم مالي أو إعادة إعمار ما هدمته الحرب بشرط تنفيذ بند نزع السلاح، بما يشمل عدم إطلاق أي مشاريع إعادة إعمار قبل تجميع السلاح.
البند الخامس: ربط الإفراج عن الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل بنزع السلاح.
البند السادس: عدم ممانعة استمرار حزب الله كمكوّن سياسي ضمن البرلمان والحكومة، شرط خروجه من العمل المسلّح كقوة مستقلة.
البند السابع: تحديد مهلة لا تتجاوز شهرين لتقديم الحكومة اللبنانية خطة تنفيذية واضحة، والبدء بجمع السلاح، مع تحذير صريح بأن البديل هو قيام إسرائيل بعمليات عسكرية لتدمير السلاح.
براك: لنجعل لبنان عظيمًا من جديد
صرّح المبعوث الأميركي توم باراك بالقول: "أمل لبنان يستيقظ، والفرصة هي الآن. إنها لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتشنّجة، وتحقيق الوعد الحقيقي: وطن واحد، شعب واحد، جيش واحد".
وأضاف: "كما أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرارًا، لبنان بلد عظيم، بشعب عظيم. فلنجعل لبنان عظيمًا من جديد".
"الورقة ليست مفتوحة"... والفرصة تضيق
كشفت معلومات ديبلوماسية لـ"بيروت تايمز" أن مهمة براك ليست مفتوحة زمنيًا، وأن الورقة الأميركية تمثل فرصة نادرة لحل مستدام. على لبنان أن يستغل الوقت المتاح قبل فوات الأوان، فالاستجابة العاجلة باتت مطلوبة، لا سيما في ظل أولوية مِلَفّ السلاح، التي لم تعد قابلة للتأجيل.
سباق مع الوقت في قصر بعبدا
شهد قصر بعبدا والمقار الرسمية نشاطًا مكثفًا منذ 24 ساعة، حيث تُشبه الأجواء خلية نحل في ضوء التحضيرات الجارية للرد المرتقب على ورقة باراك، الذي من المتوقع أن يصل إلى بيروت يوم الإثنين.
وقد تسارعت التحركات استعدادًا للزيارة الثانية المرتقبة التي سيقوم بها الموفد الأميركي توماس براك، والتي ستمتد ليومي الإثنين والثلاثاء. وفي هذا السياق، قام براك بزيارة خاطفة إلى باريس، حيث أجرى مشاورات مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو حول المِلَفّ اللبناني.
ترقّب لبناني وتفاؤل حذر
تشير الأوساط الرسمية والسياسية اللبنانية إلى أن الأسبوع المقبل سيكون مفصليًا في تحديد مسار التطورات، في ظل زيارة براك المرتقبة. وبات واضحًا أن الرهانات تتصاعد على احتمال حدوث تطور إيجابي، خصوصًا في ظل إشارات عن استعداد حزب الله لإظهار مرونة في الرد اللبناني.
أسئلة لبنانية... ومخاوف مبرّرة
تبدأ الساعات المصيرية للبنان مع وصول الموفد الأميركي توماس براك صباح الإثنين ومغادرته الأربعاء، وتثير الورقة الأميركية أسئلة لبنانية جوهرية، أبرزها: من يضمن “الإسرائيلي”؟ كما تتصاعد المخاوف من إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في لبنان.
باريس: لتنفيذ اتفاق تشرين الثاني
مصادر فرنسية أفادت "بيروت تايمز" بأن باريس تتواصل مع الأميركيين حول المِلَفّ اللبناني، مشددة على "وجوب تنفيذ اتفاق تشرين الثاني بكل بنوده"، ومشيرة إلى أن "قوات اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني".
Comments