السفير الإيطالي لـ"بيروت تايمز": "لبنان بلد جميل جدًا بكل معاني الكلمة"
بيروت – شمال لبنان – منى حسن – بيروت تايمز
زار السفير الإيطالي لدى لبنان فابريتسيو مارتشيلي ونائبه، قرية بدر حسون البيئية الواقعة في منطقة ضهر العين – قضاء الكورة في شمال لبنان، وهي مشروع متكامل يجمع بين الزراعة العضوية، الصناعات الطبيعية، والحرف التراثية، وتعد من أبرز الوجهات السياحية البيئية في المنطقة. تبلغ مساحة القرية نحو 30 ألف متر مربع، وتحتوي على مصانع لإنتاج الصابون والعطور، متحف صابوني هو الأكبر من نوعه، مطاعم تقليدية، وحدائق عضوية، إضافة إلى منتجع طبيعي قيد الإنشاء يهدف إلى إعادة إحياء نمط الحياة اللبنانية الأصيلة.
كان في استقبال السفير مؤسس المشروع الدكتور بدر حسون وأفراد عائلته. وفي تصريح خاص، شدّد الدكتور حسون على أهمية هذه الزيارة، واصفًا إياها بأنها "تحمل دلالات مهمة على مستوى التعاون الثقافي والسياحي"، مشيرًا إلى أنه قدّم للسفير عطرًا مميزًا قام بصناعته يدويًا كعربون محبة وتقدير.
شهدت المناسبة تحضيرات أمنية ولوجستية على مستوى عالٍ من التنظيم، إذ كانت القرية في جهوزية تامة لاستقبال الضيف الدبلوماسي. وقد حظي السفير الإيطالي فابريتسيو مارتشيلي ونائبه باستقبال حافل تخلله نثر الورود المزروعة محليًا، وتصفيق حار من الحضور، شارك فيه أبناء وأحفاد الدكتور حسون، إلى جانب مراسلة "بيروت تايمز" في لبنان الإعلامية منى حسن.
بدأت الزيارة بجولة على أقسام القرية، شملت الآتي:
الأقسام الخارجية والمباني المنتشرة على مساحة 30 ألف متر مربع، وتضمنت:
مبنى أثري
قسم إدارة الجودة والمختبرات حيث تُجرى الأبحاث والتجارب
مصنع إنتاج منتجات "خان الصابون" التي تُصدّر عالميًا
معصرة زيتون لاستخلاص الزيوت الطبيعية المستخدمة في المنتجات
مكاتب إدارية ومطبخ لصناعة الصابون
مطعم قروي يقدم مأكولات عضوية
فرن ضيعة تقليدي يقدم مناقيش على الصاج
كما تضم القرية منتجعًا صحيًا فريدًا مؤلفًا من ثلاث مغاور في وادي القرية، يُعاد من خلاله إحياء نمط الحياة التقليدية للبنانيين قبل مئتي عام. الوصول إلى المنتجع سيكون عبر الحمير بدل المركبات، وسيرتدي الزائرون الملابس اللبنانية التقليدية ويقيمون في المغاور، ويتناولون طعامًا عضويًا مئة في المئة من مزارع القرية، التي تشمل أبقارًا وخرافًا ودجاجًا، إلى جانب حدائق غنية بإكليل الجبل، والبابونج، والشاي الأخضر، وأصناف متنوعة من الخضروات والفواكه العضوية. وتضم القرية أيضًا متحفًا يُعد الأكبر من نوعه في العالم من حيث تنوع الصابون وأشكاله وعطوره، إضافة إلى مبانٍ سكنية للعائلة المؤلفة من 61 شخصًا يعملون كخلية نحل موحدة.
السفير الإيطالي يتحدث إلى "بيروت تايمز": لبنان بلد جميل وقرية بدر حسون نموذج للتنمية المستدامة
في حوارٍ خاص أجرته مراسلة "بيروت تايمز" خلال زيارته الرسمية إلى قرية بدر حسون البيئية في شمال لبنان، عبّر السفير الإيطالي المعتمد لدى الجمهورية اللبنانية عن إعجابه العميق بجمال لبنان وتنوّعه الثقافي والحضاري.
وأوضح السفير أن زيارته إلى القرية جاءت بناءً على ما سمعه من تقارير ومراجعات إيجابية عنها، مشيرًا إلى أن الفضول وحب الاستكشاف دفعاه إلى التعرف عن كثب على هذا المشروع البيئي الرائد. وختم تصريحه بالإشادة بمضيفه، الدكتور بدر حسون، واصفًا إياه بأنه "رجل ناجح ومخلص لوطنه، استطاع أن يحوّل التراث إلى فرصة تنموية واقتصادية مستدامة". وتأتي هذه الزيارة في سياق تنامي الاهتمام الأوروبي المتزايد بفرص الاستثمار السياحي البيئي في لبنان، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلد.
تصريحات السفير الإيطالي تُبرز بوضوح التقدير الدولي للمشاريع المحلية التي تنجح في الجمع بين التراث، والحرفية، والاستدامة، وهو ما تمثّله قرية بدر حسون البيئية التي أصبحت نموذجًا رائدًا في السياحة الخضراء، وتشكل محطة متقدمة على خارطة السياحة البيئية في الشرق الأوسط.
الدكتور بدر حسون
في مكتبه، روى الدكتور حسون – الحائز على دكتوراه فخرية في "علاج المساج" من جامعة FIMA في لندن – للسفير الإيطالي حكايته في بناء القرية حجرًا حجرًا، والتحديات التي واجهها مع أولاده حتى تحول الحلم إلى حقيقة، وجعل من القرية معلمًا سياحيًا لبنانيًا يقصده الزوار من مختلف دول العالم.
موقع رائد في السياحة البيئية
بفضل هذه المواصفات، احتلت القرية المركز الأول عالميًا كأول قرية بيئية عربية نموذجية تُعنى بالصناعة والسياحة البيئية، وتُعد استثمارًا متقدّمًا في الاقتصاد الأخضر.
حوار مع الدكتور بدر حسون
سألته "بيروت تايمز" عن أهمية زيارة السفير الإيطالي، فأجاب: "منذ لحظة وصول السفير، كان في قمة الفرح والسرور. استقبلته عائلتي بالكامل، وقد قام بجولة شاملة على أقسام القرية. زرنا المختبر ومكتبي، وقد أبدى إعجابه بما تحقق من إنجازات."
وعن الهدايا التي قدّمها له:
"قدّمت له عطرًا خاصًا من صناعتي، عربون تقدير لهذه الزيارة، إضافة إلى قطع نحتية من الصابون اليدوي بأشكال متعددة"، ورأى أن زيارة السفير تأتي ضمن إطار الاطلاع على أجواء القرية السياحية، لأهمية إدراجها على لائحة المواقع التي يُنصح السائح الإيطالي بزيارتها خلال تواجده في لبنان.
علاقاته مع السفراء
أكد الدكتور حسون أن علاقته مع السفراء المعتمدين في لبنان ممتازة، لافتًا إلى وفود مستمرة من أوروبا الشرقية، والسفارة الفرنسية، والسفارة الإيطالية. وفي معرض حديثه عن تداعيات الحرب، أشار إلى أن القرية شهدت في فترة معينة ركودًا دبلوماسيًا، لكنه زال، وأنه كان يخصص يومًا دبلوماسيًا سنويًا يجمع السفراء، وكان يحضره 25 سفيرًا من دول المغرب، تونس، العراق، صربيا، كرواتيا، بلجيكا، هولندا، كندا، أستراليا وغيرها.
رسالته للسفراء
"رسالتي إلى السفراء وكل العالم: تعالوا إلى هذه القرية النموذجية التي تمزج بين التراث والتنمية. نحن في قرية بدر حسون نحمل العلم والمعرفة، ونُسلّط الضوء على إحياء تراث عمره أكثر من 500 عام، وصناعات وحرف يدوية توارثناها أبًا عن جد، وقد أنشأنا مركزًا حرفيًا لتطوير المهارات."
وأضاف: "نحرص على صون الحضارة والتراث الذي لا يخص لبنان وحده بل الإنسانية جمعاء. نحن نحيي روح التحدي والإيمان".
الجيش اللبناني في قلب القرية
قال الدكتور حسون "أخصص يومًا للجيش اللبناني، لأن ولاءنا الكامل له. حتى إن ضباط الجيش يزورون القرية مع ضيوفهم العرب والأجانب، وهم موضع ترحيب دائم. نحن جنود اقتصاديون في خدمة اقتصاد لبنان."
عن موقعه في الاقتصاد اللبناني
"إن أردت القول إنني الأول اقتصاديًا، فهذا يعني امتلاك الملايين، لكنني أملك ما هو أثمن: منتج لبناني أصيل. أنا أصنع المال من تراب هذا الوطن، وأحييت أراضٍ كانت يابسة. مئات العائلات تعيش من عملي."
"أنا أُعيد الحياة لصناعات لبنانية تراثية، وأحمل هذه الصناعة للعالم."
المغتربون
"رسالتي إلى مغتربينا في كندا وأميركا وكل العالم: لبنان لا يموت، ولبنان بلد آمن. لا تخافوا، فالوطن بانتظاركم"، وأكد الدكتور حسون أن الموسم السياحي في القرية نشط، واستقبلت السواح من أوروبا والخليج، خصوصًا من الإمارات، عمان، والسعودية، وكانت أول وجهتهم بعد وصولهم إلى لبنان.
رؤيته الجيوسياسية
"اليوم، أرى أن القوة العظمى هي أميركا، وأن سفارتها في لبنان تُشكّل قاعدة حكم واستقرار. نحن نتجه نحو استقرار دائم، وهذا ما يحتاجه لبنان."
المشاريع المستقبلية
"مشاريعي ترتكز على الزراعة والكوزماتيك، وهي ما نُطلق عليه "الصناعة السياحية". أطمح إلى تطوير كل حدائقي ومزارعي ليشاهد الزائر بنفسه كيف ننتج كريماتنا، من الأرض مباشرة. هذه الشفافية والارتباط المباشر بالطبيعة هي سر نجاح منتجاتنا عالميًا.".
Comments