التصعيد الإسرائيلي يسابق الدبلوماسية
مصادر دبلوماسية عربية لـ "بيروت تايمز" الاتصالات الداخلية تتكثف بدفع وحضور عربي سعودي فاعل ومواكبة اللجنة الخماسية، للموقف الموحد في صياغة الرد اللبناني على ما عرف بورقة باراك.
مصادر عسكرية متابعة لـ "بيروت تايمز"
قد يشهد لبنان في الفترة الحالية تصعيدًا عسكريًا وسياسيًا بهدف دفع حزب الله إلى تقديم التنازلات في الصيغة المنتظرة
بيروت - منى حسن - بيروت تايمز
تنتظر الساحة السياسية وصول المبعوث الأميركي توماس براك الى لبنان مطلع الأسبوع القادم، وتكثف الاتصالات الداخلية بدفع وحضور عربي وسعودي فاعل متمثل بالأمير السعودي يزيد بن فرحان ومواكبة اللجنة الخماسية، للموقف الموحد للرؤساء الثلاث الذي تمثل في صياغة الرد اللبناني على ما عرف بورقة باراك.
وأكدت مصادر خاصة لمراسلة "بيروت تايمز" ان هناك خَشْيَة من الانزلاق مجددًا في أتون حرب مدمرة أكثر قسوة من تلك التي لم يخرج لبنان بعد من تداعياتها، حيث تبدي المصادر قلقها من أن يتأخر إعلان حزب الله موقفه من الرد اللبناني.
الأمير يزيد بن فرحان في بيروت
في زيارة تحمل دلالات سياسية بالغة، وصل المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت، في توقيت يتزامن مع اقتراب لبنان من تسليم رده النهائي على الورقة الأميركية المتعلقة بملف السلاح ودور حزب الله. وتُقرأ هذه الخطوة، حَسَبَ مصادر مطلعة، كمحاولة سُعُودية لمواكبة التطورات وضبط إيقاع الرد اللبناني ضمن الإطار الدُّوَليّ المطلوب، في ظل إشارات إلى أن الحزب يسعى لربط تسليم السلاح بسلة شروط مسبقة قد تعرقل المسار التفاوضي وتفتح الباب أمام مزيد من التأزيم.
مواكبة عربية ودولية
المواكبة العربية والدولية للأوضاع اللبنانية هي في أعلى مستويات خَشْيَة انزلاقها مجددًا إلى اتون النيران المشتعلة. خصوصا وان لبنان على مسافة أمتار من عودة الموفد الاميركي توماس برّاك الى بيروت لتسلّم الرد اللبناني الرسمي على اقتراحاته. واستنفرت اللجنة الخماسية الدبلوماسية مجددًا واجتمعت رباعيًا (لغياب السفير السعودي بداعي السفر) على مدى ساعتين ناقشت خلالها الموقف اللبناني.
حتى الساعة ليس ما يطمئن. فحزب الله يبدو، رغم انفتاحه على الحُوَار، متمسكًا بسلاحه لا تهمه تهديدات إسرائيل ولا ورقة واشنطن ولا ما يتردد عن 4000 هدف حددتها تل ابيب في لبنان. وفيما تستمر الجهود حثيثة لإقناعه بورقة الرد اللبناني الرئاسي من دون تجاوب حتى الآن
الرؤساء الثلاثة
أفادت المعلومات ان الرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام يتمسكون بموقفهم الذي ضمّنوه الورقة، فإذا ما تمايز الحزب، وأصرّ على تمايزه سيبقون على موقفهم ويبلغونه لبرّاك كموقف رسمي للدولة اللبنانية. وفي انتظار الجواب النهائي من الحزب وعلى أمل الا يبقى معلقًا على حبال المفاوضات الاميركية- الإيرانية باعتباره ورقة قوة لطهران، وقبل وصول برّاك الى بيروت، ينشط الأمير السعودي يزيد بن فرحان على جبهة تنظيم وتوثيق العلاقات اللبنانية - السورية لبلوغها افضل حال والشروع في ترسيم الحدود لضبطها ومنع التهريب على أنواعه نهائيًا.
الساعات المقبلة مفصلية
اكدت مصادر سياسية لمراسلة "بيروت تايمز" أن الساعات المقبلة ستشكل اختباراً مفصليًا لأركان السلطة الثلاثة في حسم وجهة الردّ الرسمي على الورقة الأميركية وسجل في الساعات المقبلة.
تصعيد إسرائيلي
تشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا إسرائيليًا لافتًا، يُقرأ في سياق الضغط السياسي والعسكري المتزايد على بيروت عشية بلورة الرد اللبناني على الورقة الأميركية. فبحسب تقارير ميدانية، شنّت إسرائيل سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق في الجنوب اللبناني ومحيط العاصمة، أبرزها ضربة بطائرة مسيّرة في منطقة خلدة أسفرت عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
هذا التصعيد، الذي تزامن مع مهلة أميركية للبنان لتقديم خِطَّة واضحة بشأن سلاح حزب الله، يُفهم على أنه محاولة لفرض شروط تفاوضية عبر "النار"، في ظل ما تعتبره تل أبيب فرصة سانحة لإعادة رسم قواعد الاشتباك، مستفيدة من الضغوط الدولية على الحزب ومن تراجع قدرة "محور المقاومة" على الرد.
جهوزية الرد اللبناني
يؤكد المتابعون ان صيغة الرد اللبناني قيد الجهوزية.. لبنان سيكون أمام تحديات داخلية وخارجية لا يُستهان بها، وتحمل جملة من السيناريوهات والاحتمالات السلبية، وغير المريحة، فالرد السلبي، إن حصل، لا يجب أن يُختصر بكلمة واحدة. بل عليه أن يترافق مع رؤية بديلة، ومبادرة داخلية شجاعة، تقنع الداخل والخارج بأن لبنان لا يتهرب من مسؤولياته، بل يسعى إلى حل نابع من أرضه وواقعه، لا مفروض عليه من الخارج. فالأزمة لم تعد تحتمل سياسة النعامة، والخروج الآمن يتطلب قرارًا وطنيًا جامعًا وحاسمًا، قبل أن تُغلق كل أبواب الحلول الديبلوماسية.
وقال مصدر مسؤول مضطلع على جانب من الاجتماعات لـ "بيروت تايمز" إن التشاور قائم، وإن رأي حزب الله في الورقة أصبح واضحًا في أي اتجاه، لكن في النهاية هناك أجوبة نهائية يجب ان تعطيها الدولة على المقترح الأميركي، ويفترض أن تكون هذه الأجوبة موضع توافق. وأشار، "أنّ الرئيس نبيه بري أعاد تصويب المشهد خصوصًا أنّ فريقًا معينًا يريد جوابًا محددًا يعمل عليه من خلال ضخ أجواء ضاغطة تتقاطع بين الداخل والخارج".
وكشف المصدر أنّ الاجتماع الأخير للجنة صوغ الردّ في القصر الجمهوري وضعت خلاله أجوبة عن معظم بنود الورقة. أما الجواب الأساسي المتعلق بالسلاح وهو بيت القصيد بالتأكيد، لا يستطيعون الإجابة عنه وحدهم ويجب أن يكون حزب الله الطرف الأساسي في هذا الجواب. ولفت المصدر إلى أنّ هناك نقطة مهمّة جداً في السياق العام، إذ أنه حتى الرؤساء الثلاثة لا يستسيغون طبيعة الورقة التي تتبنّى الموقف الإسرائيلي بكامله وتُسقط عدم التزامه باتفاق وقف النار والقرار 1701. والأهم أنّ هذا الاتفاق التزم لبنان به بكل شروطه سواء بالانسحاب او بتسليم السلاح جَنُوب الليطاني وعدم الردّ على الخروقات والاغتيالات التي بلغت 190 شهيدًا، وإسرائيل تستكمل عدوانها وفق اتفاقية سرّية بينها وبين الأميركيين خارج نص الاتفاق. من هنا يعتبر الرئيسان عون وبري أن الورقة لا تشكّل ضمانًا لتأمين التزام إسرائيل الكامل.
الثنائي الشيعي
أكّدت مصادر في الثنائي الشيعي لمراسلة "بيروت تايمز" أنّ هناك هواجس لدى قسم كبير من اللبنانيين حتى في البيئة المسيحية، زادها ما يحصل على الحدود الشرقية وعودة ظهور شبكات "داعش"، التي تبين أنّ لديها حركة في لبنان، فكيف يمكن تجاوز هؤلاء الناس".
واعتبرت المصادر "أنّ السعي لخلق بلبلة بين "الثنائي" لن تنجح. وانّ النقاش مستمر ولن ينتهي مع وصول برّاك الذي قدّم الورقة، وقال سأعود بعد بعد ثلاثة أسابيع، ما يعني أنّه يعلم تماماً بأنّ الورقة ستخضع للنقاش، وهو العارف بالخصوصية اللبنانية".
وأشارت المصادر نفسها إلى "أنّ هذه الورقة "ما بتقطع" كما هي. كما أنّه لا يجوز التعاطي معها ضمن سياسة العصا والجزرة أو بمنطق التهديد ولا وفق ضغوط لإجبار حزب الله على إعطاء جواب بين السبت والأحد، فهذا الأمر لن يحصل. ولماذا استعجال الجواب بطبيعة الحال؟ الورقة تتضمن أسئلة ومطالب، ويُصار حاليًا إلى توحيد الموقف حولها، ولن ينتهي النقاش على قاعدة Take it or leave it، ونحن ننتظر وصول برّاك لاستكمال عملية الأخذ والردّ، خصوصًا وان حزب الله وافق على خطاب القَسَم والبيان الوزاري وأبدى مرونة في مناقشة استراتيجية الأمن الوطني. وسألت المصادر فلماذا يريدون أخذ لبنان إلى الهاوية؟".
Comments