"كونسيرفاتوريوم"... فندق يتهادى على إيقاع الموسيقى!

08/18/2018 - 20:57 PM

Nanour

 

أمستردام - هارفي حبيب

من عالم المال، إلى عالم الموسيقى، ومن ثم إلى عالم الفخامة والرفاهية. هذا هو بإختصار تاريخ فندق "كونسيرفاتوريوم" Conservatorium الرابض في منطقة المتاحف وسط العاصمة الهولندية أمستردام.

سيأخذكم هذا الفندق الأنيق برحلة عبر تاريخ المدينة العريق، وينقلكم إلى عام 1901 حيث شُيد آنذاك ليكون أحد مصارف المدينة.

وسرعان ما حظيت هندسته الشبيهة بهندسة القصور الملكية بإعجاب الجميع وشجعت المباني المترامية حوله على إجراء عمليات تحديث جذرية لكي تتماشى مع تلك التحفة المعمارية التي حملت توقيع "دانيال كنوتل" أحد أبرز المهندسين المعماريين الهولنديين في تلك الفترة. وبحلول عام 1978 هجر المصرف مقره الجميل ليتركه فارغاً لحوالي 5 سنوات.

 بعد ذلك تحول لسنوات عديدة إلى معهد "سويلينك" للموسيقى Sweelinck Conservatorium ومن هنا جاءت تسمية الفندق بإسمه الحالي كتحية إلى إرثه الفني.

وكما كان مصير المصرف الإنتقال إلى مكان آخر، لقي المعهد الموسيقي المصير نفسه عام 2008. فترك الطلاب مقاعدهم الدراسية، وسكتت أصوات الآلات الموسيقية التي كانت تصدح كل يوم، لتسلم المكان إلى الصمت والهدوء.

وفي ذلك العام تمت عملية بيع المبنى لتحويله إلى فندق من فئة الخمس نجوم، وأسندت المهمة إلى المهندس المعماري الإيطالي "بيارو ليسوني" الذي نجح في إستعادة رونق وبهاء هذا المعلم التاريخي الذي دُشن عام 2011 ليصبح منذ إفتتاحه حاصد الجوائز العالمية الواحدة تلو الأخرى.

فور عبوركم بوابته العريضة سيشدكم منظر تلك الكامنجات التي تتدلى من السقف في خيوط من النايلون لتتوج طاولة خشبية مستديرة زُينت بمزهريات من الزجاح الأصفر الفاخر لتُخلق فسحة تتوهج بالفن والأناقة. في ردهة الفندق التي تفيض بالنور الطبيعي، وقفت وتأملت سحر المكان الغارق في القصص القديمة يوم كان مصرفاً حيث كان يأتي الزبائن لإيداع أموالهم فيه. ومن ثم يوم كان معهداً موسيقياً حيث كان يأتي الطلاب للغوص في عالم الفن والموسيقى. ففي كلا الحالتين كان المكان الذي كان يستقطب رؤوس الأموال.

ولا يزال حتى يومنا يستقطب الأموال من النزلاء أو من أهل البلاد الذين يتوافدون اليه لعيش تجارب ممتعة في مطاعمه التي يطيب فيها الجلسات وتذوق أشهى الأطباق العالمية كتلك التي تقدم في مطعم "تايكو" Taiko الذي يحمل هذا الإسم تيمناً بالطبول اليابانية المعروفة بإيقاعها الأسطوري. يدير هذا المطعم طاهي هولندا الأشهر "تشيللو فان كوفوردن" البارع في تحضير النكهات الآسيوية التي تجمع الحدة والرقة في آن واحد. تمزج كل غرفة أو جناح في الفندق بين العراقة وكل ما هو حديث وعصري.

ولذلك إختارته إحدى أهم المجلات العالمية التي تعنى بالسياحة والسفر كأفضل فندق فخم من بين كافة فنادق هولندا بأسرها. ولكي تلمسوا رفاهية المكان ندعوكم إلى الإقامة في جناح "بانت هاوس"Penthouse Suite الذي يترامى على مساحة تصل إلى 170 متراً مربعاً. يمكن لنزلاء هذا الجناح المميز الإستمتاع بواجهات الفندق العتيقة عبر نوافذه الزجاجية التي تحيط به من كل جانب والتي تتمادى من الأرض إلى الأسقف، وهذا ما سيهبكم أيضاً منظراً شاملاً لهذه المدينة الجميلة وما يتناثر حولها من مناطق مطرزة بالزهور المترامية على مد النظر.

وعبر أروقة الفندق الأنيقة يصل النزلاء إلى مركز "آكاشا" Akasha للعلاجات الصحية الشاملة، ويشمل على سبع غرف لتقديم علاجات متنوعة، علاوة على وجود كافة خدمات السبا الأخرى التي تعد الأفضل في امستردام لقدرتها على مزج التقنيات الغربية مع التقاليد الشرقية المتوراثة عبر الأجيال، وهناك حمام تركي مخصص لخدمات تقشير البشرة وجلسات التدليك. هكذا يحظى نزلاء ال"كونسيرفاتوريوم" بأعلى معايير الرفاهية والخدمات الحصرية التي يتقنها جميع العاملين فيه. الشعب الهولندي لطيف بطبعه، فكيف إذا كانت الزيارة إلى أحد أهم وأفخم فنادق البلاد الرائدة في التعامل مع الضيوف بحرفيه عالية؟ هذا هو ال"كونسيرفاتوريوم" الذي ينتظركم في وسط أمستردام. فمتى الزيارة تكون زيارتكم القادمة؟

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment