ثورة 23 يوليو في مصر أثمن الدروس والعِبَر

07/23/2021 - 12:59 PM

Nanour

 

بقلم المحامي عمر زين*

 

أيام معدودات... وتُطِلُّ علينا ثورة 23 يوليو المجيدة، حاملةً في ثناياها أثمَنَ الدّروس والعِبَر التي أغْنتْ مسيرة الامة العربية في نضالاتها كما في عَثَراتها!!

لقد كانت حركة الضباط الاحرار منذ ولادتها الاولى، ردّاً على النّكبة التي حلّت بفلسطين، والتي فضحت عدم اهلية النظام السياسي العربي لمواجهة مخططات الامبريالية الغربية الهادفة الى زرع جرثومة الصهيونية في قلب العالم العربي (فلسطين)، تمهيداً لديمومة الكيانات القطرية التي انشأها الثنائي البريطاني/الفرنسي بعد الحرب العالمية الاولى، وبالتالي للسيطرة كلياً على موارد البلاد العربية وثرواتها ومواقعها الاستراتيجية.

تألّقت شخصية القائد العربي جمال عبد الناصر من خلال مواقفه ومعاركه ضد الامبريالية، وجهاً لوجه، وبرزت خصائصه القيادية في التفاف الملايين من المشرق الى المغرب حول رؤيته القومية التي وضعته في قلوبهم وفي عروقهم، بطلاً ورمزاً لايمانهم في الوحدة والحرية ومقارعة الاستعمار.

إستشعرت اسرائيل وبريطانيا وفرنسا، خطورة جمال عبد الناصر، نهجاً وفكراً وممارسة على مشاريعهم في فلسطين والخليج والجزائر، فكانت حرب بور سعيد عام 1956 التي خرجت منها مصر مزهوة بانتصارها على العدوان الثلاثي الغاشم، واندفعت مرحلة التأجج القومي العربي الى ان تحققت الوحدة الدستورية بين مصر وسوريا، تحت قيادة البطل الذي صار في اذهان جماهير الامة، قائداً اسطورياً يؤهلها لمعركة تحرير فلسطين من النهر الى البحر!!!

يطولُ الحديثُ ويطول، عما انجزته ثورة يوليو المجيدة، ولا بد من الاشارة الى اعظم انجازاتها التاريخية التي حققت للشعب المصري الحبيب نهضة انمائية خيالية بإقامة السد العالي في أسوان، رغم كل اساليب العراقيل والافشال والتثبيط التي تجاوزها وتخطاها القائد المناضل جمال عبد الناصر. لقد اوصل هذا البطل، قضية فلسطين الى عقول وقلوب الشعوب الافريقية وشعوب اميركا اللاتينية، من خلال علاقاته بأبطال النضال ضد الاستعمار امثال نلسون مانديلا ولومومبا وفيدال كاسترو وتشي غيفارا...

تحية الوفاء والعرفان للضباط الاحرار الذين شكلوا مجلس قيادة ثورة 23 يوليو المجيدة، واوصلوا مصر الى قيادة الاتحاد الافريقي والى زعامة دول عدم الانحياز في العالم.

المجد والخلود لشهداء الامة العربية الذين ارتقوا في ساحات النضال مشرقاً ومغرباً، من اجل الحرية والسيادة والاستقلال.

 

*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب

 

 

 

*الكتابات والآراء والمقابلات المنشورة في اقسام المقالات والاقتصاد والأخبار والبيانات والاعلانات عامة لا تعبّر بالضرورة ابداً عن رأي ادارة التحرير في صحيفة بيروت تايمز، وإنما تعبّر عن رأي الكتاب والمعلنين فيها حصراً. وموقع صحيفة بيروت تايمز غير مسؤول عن أي نص ومضمونه.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment