يوم التنوع الثقافي في رحاب جامعة المعارف

06/02/2018 - 18:22 PM

Fadia Beauty Salon

Image result for ‫محمد زريق‬‎

بقلم: محمد زريق

انطلاقا من قوله تعالي: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وتأكيدا على قيم المشاركة الثقافية والمواطنة العالمية والتعرف على الآخر المختلف، قام طلاب قسم الترجمة في جامعة المعارف بتنظيم يوم التنوع الثقافي، وذلك نهار الخميس في 31 من شهر أيار.

تعتبر جامعة المعارف واحدة من الجامعات التي تتطور بسرعة هائلة، فبالرغم من عمرها الزمني القصير إلا أنها قدّمت الكثير من الانجازات والأفكار المميزة والمبتكرة على الصعد الأكاديمية والثقافية والتربوية، إنها صرح تربوي في ريعان الشباب، تنهل العلم لتصقله في عقول ونفوس الطلاب، وتأتي مبادرة "يوم التنوع الثقافي" لتضيف بصمة جميلة إلى سجل هذه الجامعة الحافل بالمبادرات والنشاطات.

مما لا شك فيه أنَّ للغة بشكل عام وللترجمة بشكل خاص دور مهم  في تحريك عملية التثاقف، فاللغة هي عنصر حيوي من العناصر المكونة للثقافة، لا بل إنَّ الثقافة ولحد كبير قائمة على اللغة. لهذا، ليس من المستغرب أن يقوم طلاب قسم الترجمة تحت إشراف الدكتورة زينب جابر، بهذه المبادرة التي تمتّن العلاقة ما بين اللغة والثقافة.

إنَّ الترجمة هي أداة لنشر الأفكار والعادات والتقاليد ما بين شعوب الأرض بلغاتهم المختلفة، وبهذا فإنَّ الترجمة تحمي التنوع الثقافي، وتعزز مبدئ التعدد الثقافي، وتطور عملية التبادل الثقافي من خلال تسهيل وتسريع التواصل وانتقال الأفكار. إذا، يمكن القول أنَّ كل ما نسمعه عن الحوار بين الحضارات والثقافات يظل مجرد أفكار لولا وجود المترجم في كافة الميادين الثقافية.

ما أجمل أن أهدي صديقي الروسي كتاب "دمعة وابتسامة" المترجم إلى اللغة الروسية للكاتب اللبناني جبران خليل جبران، وهو بدوره يقوم بإهدائي رواية "الحرب والسلام" المترجمة إلى العربية للكاتب الروسي ليو تولستوي؛ هكذا تكون أجمل تجليات التنوع الثقافي والتفاعل الحضاري، فليس بالضرورة أن تتعلم كافة لغات العالم كي تصبح مواطنا عالميا، يكفي وجود مترجم ذو فكر واسع وخلفية ثقافية ليجعلك تبحر في بحر الثقافات العالمية اللامتناهي.

إنَّ ما يوحدنا نحن العرب قائم على اللغة العربية، فكل دولة تنطق بالعربية هي عضو في جامعة الدول العربية، ولكن الأهم من كل ذلك وقبل أي شيء علينا أن نتعلم تقدير النفس والذات وأن نعظّم تاريخنا؛ إنَّ لبنان ليس بالدولة المارقة، إنَّ هذا الوطن الذي صنع الحرف ونصَّ الشرائع ووهب العالم الثقافة يجب أن يُكرّم في يوم الثقافة العالمي وأن نسلط الضوء على تاريخ حضاري ولغوي وفلسفي، هذا الوطن الذي تواجد فيه طورو جبيلي وقدموس وحيرام أبي وفيثاغورس وطاليس وزينون يجب أن نضعه في خانة الدول التي نشرت صدّرت إلى العالم.

يوم التنوع الثقافي في جامعة المعارف، كان يوما مميزا من خلال النشاطات والأفكار المبتكرة مثل: الستاندات التعريفية عن مواضيع ثقافية متنوعة، والملابس التقليدية، والقصص الشعبية، بالاضافة إلى الموسيقى مع التواشيح الرمضانية، والرسم على الوجه والسوفينيرات، والأشغال الحرفية من النحاسيات والجلديات والصابون والمجسمات الفينيقية والموزاييك والمنسوجات، والألعاب المختلفة مع جوائز فورية.

فليكن كل يوم هو يوم تنوع ثقافي، وحبّذا لو تعمّمت هذه الفكرة على باقي الجامعات والمراكز التربوية، مع الشكر ودوام التقدم لجامعة المعارف.

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment