تحليل د. ايمي حسين
مقدمة الكتاب
من انا لأقول للآخرين ما هي القيادة الأخلاقية؟ فان أي شخص يدعي القدرة على كتابه كتاب عن القيادة الأخلاقية لابد ان يتعرض الى الوقاحة، حتى النفاق. والأكثر من ذلك إذا كان هذا الكاتب معروفا للكافة انه طرد من وظيفته الأخيرة. وانا افهم الدافع إلى الاعتقاد بان اي كتاب عن تجربتي الحياتية يمكن ان يكون به بعض الغرور، وهذا هو السبب في انني قاومت ولفتره طويلة فكره كتابه هذا الكتاب. لكني غيرت رايي لسبب مهم للغاية، فنحن نشهد وقتا خطيرا في بلدنا، مع وجود بيئة سياسيه حيث الحقائق الأساسية فيها متنازع عليها، والحقيقة الأساسية محل تشكيك، والكذب اصبح امر طبيعي، والسلوك غير الأخلاقي يتم تجاهله، معذور، أو يتم مكافاته. وهذا لا يحدث فقط في عاصمه امتنا، وليس في الولايات المتحدة فحسب. وهذا اتجاه مقلق لمس المؤسسات في جميع انحاء أمريكا وفي جميع انحاء العالم، مجالس أداراه الشركات الكبرى، وغرف الاخبار، والحرم الجامعي، وصناعه الترفيه، والرياضة للمحترفين والأوليمبية. بالنسبة لبعض المحتالين، والكذابين، والمسيئين، كان هناك بعض الحساب. بالنسبة للآخرين، لا تزال هناك أعذار، والمبررات، والرغبة العنيدة من قبل أولئك الذين من حولهم للنظر في الاتجاه الآخر أو حتى تمكين السلوك السيئ. لذلك إذا كان في اي وقت مضي ضرورة حتمية ان نختبر القيادة الأخلاقية، فهو الآن.
على الرغم من انني لست خبيرا، لقد درست، وقراءه، وفكرت في القيادة الأخلاقية منذ كنت طالبا في الكلية وكافحت لعقود مع كيفية ممارستها. ولا يوجد قائد مثالي لتقديم هذه الدروس، ولذلك فأننا يجب ان نهتم بهذه الأمور التي تدفعنا إلى الحديث ونتحدى أنفسنا وقادتنا لكي نفعل ما هو أفضل. القادة الأخلاقيين لا يهربون من النقد، وخاصه النقد الذاتي، وأنها لا يتواروا الأسئلة المحرجة. بل يرحبون بهم. جميع الناس لديهم عيوب وانا لدي الكثير منها. بعض منها ستكتشفونه في هذا الكتاب، فانا يمكن ان اكون عنيدا، ومتزمت، وعندي ثقة زائده ويحركها عندي الانا. لقد كافحت هذه العيوب طوال حياتي هناك الكثير من الوقت كنت أتطلع إلى الماضي وائتمني ان أكون فعلت هذه الافعال بشكل مختلف، ومرات قليله كنت اشعر بالحرج منها. معظمنا لديه تلك اللحظات والشيء المهم هو ان نتعلم منها ونأمل ان نفعل ما هو أفضل.
انا لا أحب النقد، ولكن اعرف انني يمكن ان تكون مخطئ، حتى عندما أكون متأكدا من انني على حق. استمع إلى الآخرين الذين يختلفون معي وعلى استعداد لتوجيه الانتقاد لي، وهذا أمر أساسي لكبح الإغراء أنك على اليقين. لقد تعلمت ان الشك هو الحكمة. وكلما كبرت في العمر، الأقل انني على اليقين. وهؤلاء القادة الذين يعتقدون انهم ابدا لا يخطئون، والذين لا يشككون أبدا في احكامهم أو وجات نظرهم، يشكلون خطرا على المنظمات والناس التي يقودونها. وفي بعض الحالات، فأنهم يشكلوا خطرا على آلامه بل والعالم. وقد تعلمت ان القادة الأخلاقيين يقودون برؤية تتجاوز المدى القصير، وتتجاوز الحاجة الملحة، وتتخذ كل الإجراءات بهدف تحقيق قيم دائمة. وقد يجدون قيمهم في تقليد ديني أو نظره اختلاقيه أو حتى تقدير للتاريخ.
ولكن تلك القيم-مثل الحقيقة والنزاهة واحترام الآخرين، على سبيل الذكر لا الحصر-تشكل نقاطا مرجعيه خارجيه للقادة الأخلاقيين لاتخاذ القرارات، ولا سيما القرارات الصعبة التي لا يوجد فيها خيار سهل أو جيد. وهذه القيم أكثر اهميه مما يمكن ان تمر به الحكمة السائدة أو الفكر الفئوي لقبيله. هذه القيم هي أكثر اهميه من نبضات الرؤساء فوقهم والعواطف من الموظفين أدناهم. وهي أكثر اهميه من ربحيه المنظمة وخطها الأدنى. ويختار القادة الأخلاقيون ولاءات اعلى لتلك القيم الأساسية وتقديمها على مكاسبهم الشخصية. القيادة الأخلاقية هي أيضا حول فهم الحقيقة حول البشر وحاجتنا للمعني. وهو يتعلق ببناء أماكن العمل حيث تكون المعايير مرتفعة والخوف منخفض. تلك هي أنواع الثقافات حيث يشعر الناس بالراحة وهم يتحدثون الحقيقة للآخرين لأنهم يسعون إلى التفوق في أنفسهم والناس من حولهم. وبدون التزام أساسي بالحقيقة-وخاصه في مؤسساتنا العامة والذين يقودونها-فأننا سوف نخسر. وكمبدأ قانوني، إذا لم يكن الناس يقولون الحقيقة، فان نظامنا القضائي لا يمكن ان يعمل والمجتمع القائم على سيادة القانون يبدا في الانحلال. وكمبدأ قيادي، إذا لم يكن القادة يقولون الحقيقة، أو لم يسمعوا الحقيقة من الآخرين، فانهم لا يستطيعون اتخاذ قرارات جيده، ولا يمكنهم ان يحسنوا من أنفسهم، ولا يمكنهم ان يلهموا الثقة بين من يتبعونها. والخبر السار هو ان النزاهة ومعرفه الحقيقة يمكن ان تكون تقوي وتدفع، وتشكيل ثقافات الصدق، والانفتاح، والشفافية. ويمكن للقادة الأخلاقيين ان يضعوا القوالب الثقافية بكلماتهم، والاهم من ذلك، بأفعالهم، لأنهم دائما ما يشاهدون من الاخرين. لسوء الحظ، العكس صحيح أيضا. القادة غير الشرفاء لديهم نفس القدرة على تشكيل ثقافة، من خلال إظهارها لشعبهم انماط خيانة الأمانة، والفساد، والخداع. والتزام بالنزاهة والولاء الأعلى للحقيقة هما ما يفصل الزعيم الأخلاقي عن أولئك الذين يحدثون لمجرد انهم يحتلون أدوارا قياديه. ولا يمكننا ان نتجاهل الفرق.
قضيت الكثير من الوقت في التفكير في عنوان هذا الكتاب. بمعني اخر، عندما خرجت من اجتماع العشاء الغريب في البيت الأبيض، حيث طالب رئيس جديد للولايات المتحدة ولائي--له شخصيا—على حساب واجباتي الوظيفية كمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي وللشعب الأمريكي. ولكن بمعني آخر أعمق، فان العنوان هو تتويج لأربعه عقود في القانون، وكمدعي عاما اتحاديا، ومحامي، والعمل عن كثب مع ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة. في كل تلك الوظائف، وتعلمت من الذين حولي وحاولت ان انقل ذلك إلى هؤلاء الذين عملت معهم ان هناك ولاء اعلى في كل حياتنا-- ليس لشخص، ليس لحزب، ليس لمجموعه. الولاء الأعلى للقيم الدائمة .
Comments