​الرئيس عون واللبنانية الاولى حضرا قداس عيد الفصح المجيد في بكركي

04/01/2018 - 11:35 AM

Nanour

رئيس الجمهورية: رجاؤنا اليوم في قيامة لبنان وخلاصه من التعثر ومواقفنا يجب ان تهدف الى ما يحدث في فلسطين
--------------------
الرئيس عون: نسهل للمبعدين قسرا الى اسرائيل العودة اذا رغبوا ولا علاقة لهم بالعفو العام
------------
البطريرك الراعي للرئيس عون: انتم تقودون مسيرة هذا النهوض بالبلاد ونتطلع الى المزيد
--------------------------
البطريرك الماروني: نطالب الدولة مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة
بتمويل الدرجات الست الاستثنائية للمعلمين
-------------------

بيروت - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان رجاءنا اليوم في قيامة لبنان وخلاصه من التعثر، وان لا يتعرض كل من القدس وكنيسة القيامة بعد اليوم لما تعرضا له سابقا "لانه اذا تمت السيطرة على المعالم المسيحية في القدس، فسيكون الامر اشبه بجفاف النبع الذي يغذي العالم والروح المسيحية"، مشددا على ضرورة ان  "تهدف مواقفنا السياسية الى ما يحدث في فلسطين".

وشدد الرئيس عون في اعقاب الخلوة التي عقدها والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبيل القداس الحبري الذي اقيم في بكركي صباح اليوم لمناسبة عيد القيامة والفصح المجيد، على ان لا علاقة لموضوع المبعدين قسرا الى اسرائيل بالعفو العام، وقال "هؤلاء نسهل لهم العودة اذا رغبوا".

 اما البطريرك الراعي، فلفت الى قيادة الرئيس عون مسيرة النهوض التي تشهدها البلاد في العديد من المجالات، وشدد على اننا "نتطلع إلى تحقيق اللّامركزيّة الإداريّة الموسّعة، ومحاربة الفساد، وضبط مال الدّولة، والنّهوض بالإقتصاد، وتحقيق الإنماء الشّامل وتوطيد الأمن المتوازن، والعمل الجدّي على تحييد لبنان، لكي يتمكّن من أن يكون مكانًا عالميًّا لحوار الدّيانات والثّقافات والحضارات".
وفي موضوع ازمة المدارس، طالب البطريرك الراعي "الدولة مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة  بتمويل الدرجات الست الاستثنائية فيما المدارس تلتزم بتطبيق الجدول 17" من قانون سلسلة الرتب والرواتب، وذلك "تجنبا لاقفال العديد من المدارس وتشريد التلامذة وزج المعلمين والموظفين في عالم البطالة".

وكان الرئيس عون وصل الى الصرح البطريركي قرابة التاسعة والدقيقة الخامسة والعشرين، حيث ادت له التحية كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، وعزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم والنشيد الوطني. وبعدما عرض كتيبة التشريفات، دخل الرئيس عون برفقة النائبين البطريركييّن حنا علوان وبولس الصياح اللذين كانا في استقباله في الباحة الخارجية للصرح، الى البهو الداخلي حيث كان في استقباله عند المدخل البطريرك الراعي والكاردينال مار نصر الله بطرس صفير.  ثم توجه الجميع الى صالون الاستقبال الكبير حيث رحب البطريرك الراعي بالرئيس عون والتقطت الصور التذكارية.
ثم انتقل الرئيس عون والبطريرك الراعي الى مكتب البطريرك  حيث عقدا خلوة  استمرت نحو عشرين دقيقة عرضا خلالها للمستجدات المحلية ولاسيما التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية الشهر المقبل.

الرئيس عون
وبعد الخلوة، عايد رئيس الجمهورية الصحافيين في الصرح بعيد الفصح متمنيا ان يعيده الله عليهم، وعلى لبنان واللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بالصحة والسلامة. وقال:" نحن في العيد الكبير الذي يتجدد فيه الرجاء. ورجاؤنا اليوم في قيامة لبنان وخلاصه من التعثر. ونتمنى ان لا يتعرض كل من القدس وكنيسة القيامة بعد اليوم لما تعرضا له سابقا. وكلنا رجاء كما مسيحيي العالم اجمعين بذلك،  لانه اذا تمت السيطرة على المعالم المسيحية في القدس، فسيكون الامر اشبه بجفاف النبع الذي يغذي العالم والروح المسيحية. نحن لا نريد ان تصبح كنائسنا مرافق سياحية فقط، فنقف على ابوابها في انتظار الحصول على تأشيرات لدخولها كما كان سيحصل  في كنيسة القيامة لدى السريان. من هنا، فان مواقنا السياسية يجب ان تهدف الى ما يحدث في فلسطين".
سئل: هل ستجدون حلا للمبعدين قسرا الى اسرائيل ام ان الامر سيكون في اطار العفو العام المنتظر؟
اجاب: لا علاقة للامر بالعفو العام، هؤلاء نسهل لهم  العودة اذا رغبوا.
سئل: هل تناولتم في الخلوة توصيف الوضع الاقتصادي؟
اجاب: لقد اتينا اليوم للصلاة وغدا نتكلم بكل الامور.
القداس
ثم انتقل الرئيس عون بعدما انضمت اليه اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون التي كانت وصلت الى بكركي في وقت لاحق، الى كنيسة القيامة حيث حضرا قداس الفصح الذي ترأسه البطريرك الراعي وعاونه فيه نوابه العامون المطارنة  الصياح وعلوان وسمير مظلوم. كما حضر القداس الكاردينال صفير، الرئيس امين الجميل، الوزيران بيار رفول وسيزار ابي خليل، عدد من النواب الحاليين والسابقين والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس ورؤساء الهيئات القضائية وعدد من القادة الامنيين والعسكريين  والسفراء والقناصل ورؤساء البلديات وكبار الموظفين من مدنيين وعسكريين وكبار القضاة وفاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية ورجال دين وحشد من المؤمنين.
 
عظة البطريرك
 وبعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة رحب في مستهلها برئيس الجمهورية وقرينته، جاء فيها:
"لقد قام! وليس هنا"
         (مر 16: 6)
فخامة الرّئيس،
1. يسعدني والأسرة البطريركيّة أن أرحّب بفخامتكم وبالسّيدة اللبنانيّة الأولى عقيلتكم، وأنتم، جريًا على العادة الحميدة، تشاركون في قدّاس عيد الفصح في كنيسة هذا الكرسي البطريركي، على رأس جمهور من وزراء ونوّاب وشخصيّات مدنيّة: سياسيّة ودبلوماسيّة وعسكريّة وإداريّة، ومؤمنين ومؤمنات. فباسمهم وباسمنا نعرب لفخامتكم عن أطيب التّهاني والتّمنيّات بالعيد، راجين لكم، وأنتم تقودون كربّان ماهر وحكيم سفينة الوطن، أن تبلغوا بها إلى ميناء الأمان السّياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، وأن يحفظكم الله في الصّحة التّامة، ويكلّل مساعيكم الخيّرة بالنّجاح.
2. عندما جاءت النّسوة، صباح الأحد، حاملات الطّيب لتطييب جسد يسوع، فوجئن بالحجر الكبير وقد دُحرج عن باب القبر. ولما دخلن لم يجدْن جسد الرّب، بل رأيْن، من عن يمين اللفائف، ملاكًا بشبه رجلٍ بلباس أبيض، فأخذتهنّ الرّعدة والإنذهال. ولكنّ الملاك هدّأهنّ بقوله: "لا تخفْن! أنتنّ تطلبْن يسوع النّاصري الّذي صُلب، لقد قام، وليس هنا" (مر 16: 6).
إن صدى هذه الكلمات ما زال يتردّد في المسكونة كلّها، كبشرى مفرحة تجتاز القرون مع كلّ ما تحمل من نِعم ومفاهيم. قيامة الرّب من الموت هي في أساس الإيمان المسيحي، وتشكّل جوهره. بقيامته جعلنا أبناء وبنات القيامة التي نحقّقها بقيامة القلب، وبقوّتها نعمل على إنهاض الإنسان إلى حياة روحيّة وأخلاقيّة جديدة، وإنهاض مجتمعنا إلى حالة أفضل، والبلوغ بوطننا إلى وحدة متراصّة، وإلى مستوى دولة راقية، مقتدرة، ومنتجة.
3. أنتم، فخامة الرّئيس، على رأس الدولة تقودون مسيرة هذا النّهوض بما أُتيتم من وعي لجوهر الأمور، وهمّة في الإرادة، ورغبة في القلب، ومعرفة في شؤون الدّولة، وخبرة سنوات.
إننا نشكر الله معكم، ومع كلّ المسؤولين في البلاد، على عودة المؤسّسات الدّستوريّة والإدارات العامة إلى عملها، فيما الملفّات المتنوّعة والمؤجّلة متراكمة عبر السّنين. ونشكره تعالى على ما تحقّق من إنجازات، على أكثر من صعيد، وبخاصّة ما يختصّ بزيادة قدرات الجيش والقوى الأمنيّة وسائر الأجهزة، الذين نقدّر تضحياتهم، وقد صانوا بكفاءة عالية سيادة الوطن وأمنه. كما نقدّر توصيات مؤتمر روما الذي شاركت فيه إحدى وأربعين دولة، مشكورة، لدعم الجيش والقوى الأمنيّة.
لكنّنا نتطلّع مع فخامتكم إلى تحقيق اللّامركزيّة الإداريّة الموسّعة بكلّ ما لها من حسنات على كلّ صعيد، ومحاربة الفساد، وضبط مال الدّولة، والنّهوض بالإقتصاد، وتحقيق الإنماء الشّامل وتوطيد الأمن المتوازن، والعمل الجدّي على تحييد لبنان، لكي يتمكّن من أن يكون مكانًا عالميًّا لحوار الدّيانات والثّقافات والحضارات، بحسب رغبتكم.
4. "ليس هنا... لقد قام" (مر16: 6). لم يمكث إبن الله في القبر، لأنّه ما استطاع أن يظلّ "أسير الموت"، كما قال بطرس الرّسول في عظته الأولى بعد حلول الروح القدس في اليوم الخمسين، المعروف بالعنصرة. والقبرُ ما استطاع أن "يُمسكَ بالحيّ"، على ما قاله الرّبّ ليوحنا في رؤياه (رؤيا1: 18). فهذا "الحيّ" الازلي هو نبع الحياة بالذّات. وهو بموته ومكوثه في القبر في ذاك "السبت العظيم" الواقع فيه عيد الفصح اليهودي، قد جعله السبت الأكبر في التّاريخ، لأنّ فيه رفعَ الخلق الأوّل (راجع تك2: 1-4) إلى كماله، والإنسان والكون بأسره إلى حرّيّة مجد أبناء الله (راجع روم 8: 21)؛ وبقيامته من بين الأموات، في اليوم الأوّل، بثّ في الإنسان والعالم روح القيامة، لكي لا يمكث أحد في حالة الموت، أيًّا يكُنْ نوع هذا الموت: روحيًّا كان أم معنويًّا أم اجتماعيًّا أم اقتصاديًّا أم ثقافيًّا أم سياسيًّا.
5. إنّ العيد دعوة لنا لنتعاضد في تحقيق هذه القيامة، لتشمل الجميع. فما أكثر الذين يختبرون عندنا هذه الأنواع من حالة الموت، حتّى اليأس واللاثقة. فالمسيح أنهى رحلته على وجه الأرض في القبر، ككلّ النّاس، غير أنّه انتصر على الموت، وبفعل حبّ كبير شقّ الأرض وفتحها واسعة نحو السّماء، لكي لا يظلّ أحد أسيرًا لشيء فيها. هذه المسؤوليّة تقع على عاتق كلّ واحد وواحدة منّا في مسؤوليّته وظروفه وحالته وإمكاناته وطاقاته. فمن حقّ كلّ إنسان أن يعيش سعيدًا ومكتفيًا في دفء بيته وعائلته. ومن حقّ كلّ دولة أن تنعم بالسّلام والإستقرار والنّموّ. ومن حقّ كلّ شعب أن يعيش في وطنه، ويحقّق ذاته فيه، ويتمتّع بكلّ حقوقه الأساسيّة. هذه كلّها من مظاهر السلام، عطية الله للبشرية. إنّنا نحتفل في هذا القداس برتبة السلام، لأنّ المسيح بقيامته أعطانا السلام، بل هو نفسه سلامنا، واستودعنا هبة السلام لننشره ونبنيه على أسسه الأربعة: الحقيقة والعدالة والمحبة والحرية.

 

فخامة الرئيس،
6. إنّنا نشاطركم الهموم الوطنيّة الكبيرة، وبخاصّة الهمّ الاقتصادي، لكون الاقتصاد عصب الدولة وعمودها الفقري. لكنّي أودّ مرّة جديدة أن أشدّد على همّ آخر كبير، هو قضيّة العلم والتربية. وأنتم تشعرون به أكثر من سواكم بحكم موقعكم على رأس الدولة. لا أحد يجهل أنّ ثروة لبنان الطبيعيّة هي العلم والمعرفة. فقد برع اللبنانيّون واحتلّوا القمم في بلدان الانتشار بفضل علمهم الرفيع وطاقاتهم الفكريّة الخلّاقة. هذه الثروة مهدّدة اليوم بالسقوط إذا لم تحافظ الدولة عليها.
هل من أحد ينكر ويجهل أنّ التعليم النوعي يعود بمجمله إلى المدرسة الخاصّة؟ يجب المحافظة على هذه المدرسة بمعلّميها وطلّابها وأهلهم. لا تستطيع المدرسة بأيّ شكل من الأشكال أن تتحمّل سلسلة الرتب والرواتب مع الدرجات السّتّ الاستثنائية، التي أقرّها القانون 46/2017، من دون أن ترفع أقساطها. وهذا لا تريده البتّة لأنّ الزيادة ستكون مرهقة بالكليّة على أهالي الطلّاب. نحن نأسف كلّ الأسف أن تكون نتيجة هذا القانون خلافًا مستحكمًا بين إدارة المدرسة ومعلّميها وأهالي طلّابها، فيما هم أسرة تربوية واحدة. توجد المدرسة اليوم أمام أمرَين تكرههما: حرمانَ المعلّمين حقوقهم، وإرهاق أهالي التلاميذ بأقساط جديدة تقتضيها السلسلة والدرجات السّتّ. 
فتجنُّبًا لإقفال العديد من المدارس، إن لم يكن معظمها، وتشريد تلامذتها، وزجّ المعلّمين والموظّفين في عالم البطالة، طالبنا ونطالب الدولة مع اتّحاد المؤسسات التربوية الخاصّة بتمويل الدرجات السّتّ الاستثنائية، فيما المدارس تلتزم بتطبيق الجدول 17 من القانون 46. إنّه من المعيب حقًّا أن يستمرّ التهديد بإضراب من المعلّمين أو الأهالي أو المدرسة، فيما الضحيّة هم أجيالنا الطالعة الذين من حقّهم أن يتابعوا دروسهم في جوّ من الهدوء والاطمئنان حتى إنهاء سنتهم الدراسيّة وإجراء امتحاناتهم، ولا سيّما الرسميّة منها. وهذا حقّهم المقدّس ولا يحقّ لأحد التلاعب به أو حرمانهم منه.
7. نحن نصلّي، فخامة الرئيس، كي يعضدكم الله وكلّ معاونيكم في الحكم والإدارة لتتمكّنوا من رفع هذه التحديات بإيجاد الحلول الملائمة لها. فنحن في زمن القيامة والرجاء. وقد أعربتُم عن هذه الحقيقة في بطاقة المعايدة حيث كتبتُم: "لولا الفداء لما كانت القيامة، ولولا القيامة لما كان على الأرض رجاء". بهذا الإيمان نردّد ونقول: المسيح قام! حقًّا قام!"

التهاني بالعيد
وفي الختام، توجه الرئيس عون والرئيس الجميل بصحبة البطريرك الراعي والكاردينال صفير والقائم باعمال السفارة البابوية والاساقفة الى صالون الصرح حيث تقبلوا التهاني بالعيد.
 
 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment