bah القاعات الإفتراضية للتعليم عن بعد والدروس الخصوصية المدعمة للتلاميذ والطلاب - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

القاعات الإفتراضية للتعليم عن بعد والدروس الخصوصية المدعمة للتلاميذ والطلاب

01/02/2020 - 20:29 PM

Atlas New

 

 

فؤاد الصباغ*     

 

شكلت إستخدامات شبكة الإنترنت في مجال التعليم عن بعد الحدث البارز دوليا بحيث سخرت تكنولوجيات الإتصال والمعلومات من أجل تطوير البنية التحتية الرقمية والتي إستفادت منها بالأساس الأساتذة وتلاميذ المدارس والمعاهد وطلاب الجامعات. فلا مجال اليوم لأدني شك عن مدي نجاعة تلك الوسائل من أجل تقريب شعوب العالم بعضها ببعض وتسهيل عمليات الولوج إلي مصدر المعلومات بسرعة فائقة وجودة عالية والمزيد من الإنفتاح الكلي علي الفضاء المعرفي العالمي.

إذ كانت آخر صيحة لبرمجيات تلك التكنولوجيات والتقنيات الحديثة متمثلة في إنتشار القاعات الإفتراضية الموازية في محتواها للقاعات التقليدية بحيث أصبحت تتوفر في صلبها سبورة رقمية يمكن الكتابة عليها رقميا أو بالقلم الإلكتروني علي اللوحة الإلكترونية فتبرز مباشرة تلك الكتابة الخطية الرقمية علي السبورة.

أما بخصوص التلاميذ والطلاب فهم أيضا أصبحوا بدورهم يشعرون وكأنهم في قاعة دراسة عادية بحيث تبرز لهم الصورة والصوت فائقة الدقة بحيث تسهل لهم متابعة الدرس عن بعد مع الأستاذ عبر تلك الوسائل المتوفرة داخل تلك القاعات الإفتراضية. إجمالا تشكل تلك القاعات للتعليم عن بعد فضاء تعليم رحب مستقبليا قادر علي تجاوز العوائق والصعوبات التي تعاني منها التلاميذ والطلاب أو أيضا الأساتذة في مختلف دول العالم.

القاعات الإفتراضية عن بعد: الإيجابيات والسلبيات

توجد علي شبكة الإنترنت العديد والعديد من برمجيات القاعات الإفتراضية "المجانية أو المدفوعة الثمن مسبقا", لكن تختلف محتوي تلك البرمجيات من الواحدة إلي الأخري. إذ تشكل وسائل التواصل والإتصال عن بعد بين المتلقي للعلم والمزود له الهدف الأساسي في صلب تلك القاعات بحيث يحرص خبراء تكنولوجيات الإتصال والمعلومات علي تطوير تلك البرمجيات من صوت وصورة مع التدقيق في إيجابيات وسلبيات تلك الإستخدامات. فالجزئيات البسيطة داخل تلك القاعات منها التنقل والحركية الإلكترونية من صفحة إلي أخري وعملية الكتابة علي السبورة الرقمية,

إما "إلكترونيا أوخطيا" وفقا لرغبات التلاميذ والطلاب وتسهيل عمليات التواصل المباشر بين الطرفين من أجل دعم طرق شرح الدروس وتلقي الأسئلة والإستفسارات والإستشارات أصبحت تعتبر في مجملها من أبرز الإهتمامات التقنية من أجل تجديد وتطوير محتوي تلك البرمجيات. فالتعليم عن بعد داخل تلك القاعات الإفتراضية أضحي اليوم يحقق نتائج باهرة في مجال التحصيل العلمي وذلك وفقا لأحدث الدراسات العلمية, فنتائج التحصيل العلمي أصبحت تعتبر متقاربة بين ما يتم تقديمه للتلاميذ والطلاب في القاعات التقليدية والتي تقدم في المقابل عبر القاعات الإفتراضية.

فأصبح الأستاذ قادر بدوره علي إختيار نوعية برمجية من إحدي تلك البرمجيات للقاعات الإفتراضية وتنزيل بها معطياته الشخصية وتحويلها إلي قاعة تعليم عن بعد خاصة به أو حتي أيضا إلي مدرسة رقمية أو معهد إفتراضي وإلي جامعة إلكترونية خاصة ومستقلة. فعلي الرغم من سلبيات صعوبة اللتواصل بين الطرفين,

إلا أن العالم الإفتراضي أصبح مؤخرا متكامل الأبعاد والأهداف والولوج إليه عبر شبكة الإنترنت أضحي عبارة تقارب وتشابه بينه وبين العالم الواقعي, يعني هنا أن تلك القاعات الإفتراضية التي تنتشر بشكل رهيب وغريب علي شبكة الإنترنت يمكن تحويلها إلي فضاء شاسع للتعليم عن بعد.

إذا تتم العملية ببساطة جدا, بداية البحث عن برمجية للقاعات الإفتراضية تتناسب مع قدرات الأستاذ المهنية والتكنولوجية ثم تحويلها إلي فضاء علمي لتقديم الدروس الخصوصية للتلاميذ والطلاب وأخيرا برمجتها وفقا للوثائق والمعلومات المتوفرة لدي الأستاذ مع إضافة علامة أوإسم خاص بالمدرسة الرقمية أو المعهد والجامعة الإفتراضية الخاصة علي شبكة الإنترنت وذلك من أجل الترويج لتقديم الدروس الخصوصية أوالأشغال التطبيقية أوحتي تأطير بحوث الطلاب.

الدروس الخصوصية المدعمة

إن المنظومة القديمة لتقديم الدروس الخصوصية للتلاميذ والطلاب في بعض الدول العربية تعتبر في مجملها جوفاء في محتواها وفارغة في أهدافها. إذ تعتبر عملية جلب تلك التلاميذ والطلاب إلي المنزل الخاص بالمدرس أو الأستاذ غير ملائمة الظروف والمكان أوأيضا نشر بعض الإعلانات العشوائية في بعض الأماكن الغير لائقة تعتبر هي أيضا غير ناجعة. فعلي سبيل المثال تشهد حاليا معظم الدول المتقدمة مثل دول الإتحاد الأوروبي وفي طليعتهم دولة فرنسا العظمي التي قطعت بدورها أشواطا طويلة في مجال التعليم عن بعد وبلجيكا وكندا ظاهرة إنتشار واسع وإقبال مكثف لما يسمي ببرمجيات القاعات الإفتراضية من أجل التعليم عن بعد وتقديم الدروس الخصوصية المدعمة.

بالنتيجة تصبح العملية التعليمية هنا أكثر تنظيما وتطورا بحيث تسهل الراحة للجانبين وتنظم سير الحصص التعليمية للأساتذة بحيث تسهل من عملية التواصل عن بعد وبجودة عالية لتقديم الخدمات العلمية وجلب أكبر عدد ممكن من التلاميذ والطلاب عبر التعليم المفتوح عن بعد للجميع.

إن الغرض من تقديم الدروس الخصوصية المدعمة لتلك الشرائح يكمن في تحسين مستوي التلاميذ والطلاب ومساعدتهم علي إنجاز تمارينهم المنزلية وأشغالهم التطبيقية وإختباراتهم المرحلية أو أيضا لتأطير بحوثهم ودعم زادهم الفكري وتحصيلهم العلمي. بالتالي تتلخص عمليات تقديم تلك الدروس الخصوصية المدعمة لطلاب العلم عن بعد في توفير تلك الخدمات الجيدة وفي الظروف الملائمة في أي زمان ومكان من أجل تحصيل علمي ناجح وناجع. إجمالا تعتبر القاعات الإفتراضية ذات مردودية عالية من أجل تقديم الدروس الخصوصية وهي تحظي مؤخرا بإقبال مكثف من طرف التلاميذ والطلاب من جهة والأساتذة من جهة أخري خاصة في الدول المتقدمة.

* كاتب تونسي وباحث اقتصادي دولي

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment