bah بين النظري والعملي - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

بين النظري والعملي

08/28/2025 - 12:45 PM

Prestige Jewelry

 

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

لم تعط العلوم الاقتصادية كما درست لعقود نتائج عملية فضلى بالرغم من انفتاح الأسواق وانتشار العولمة. بسبب الفساد وسؤ تقدير المسؤولين، كانت النتائج العملية زيادة في الفقر والبطالة وتوسع في فجوات الدخل والثروة. زادت أيضا الهجرة غير الشرعية كما توترت كثيرا العلاقات الدولية وسببت وصول متطرفين يسار أو يمين الى الحكم ليس فقط في أميركا وانما في دول عدة والطريق ما زالت في بدايتها.

هل يمكن العودة الى الحرب الباردة مع زيادة حدة حربي غزة وأوكرانيا؟ ممكن لكن مع حكم ترامب أصبح هذا الخطر أقل احتمالا. فالولايات المتحدة وروسيا لم تستطيعا اقامة علاقات جيدة سليمة منتجة حتى قبل حرب أوكرانيا لكن التواصل موجود. هنالك تقصير من الجانبين يعود الى الأطماع كما الى اعتماد مفاهيم مختلفة في السياسة والاقتصاد وحتى التنمية. لا بد للرئيسين ترامب وبوتين من بناء علاقات جديدة مبنية على المنطق والحق والحوار كما المساواة. قمة ألاسكا الأخيرة لم تعط أي حلول وكانت رمزية، أي شكلت لقاء بين الزعيمين لم ينعكس بعد على العلاقات السياسية الدولية. نتيجة قمة ألاسكا كانت تجمع الأوروبيون خوفا على أوضاعهم الأمنية وتجنبا لأي مواجهة غير متكافئة مع روسيا. في الواقع لا يمكن لأوروبا وحدها أن تواجه روسيا وهي بحاجة الى دعم الحليف الأميركي المتردد مع ترامب.

في هذه الظروف الصعبة نرى أحيانا أفكارا خلاقة جديدة تأتي من دول صغيرة لا تؤثر على الاقتصاد الدولي انما تنور الحوار والأفكار. نتكلم هنا مثلا عن اليونان التي ادخلت يوم سادس الى أسبوع العمل أي عكس ما يفعل العالم بأسره. لمواجهة واقع انخفاض عدد السكان وبالتالي اليد العاملة الوطنية كما بسبب ارتفاع عدد المتقاعدين، قررت الحكومة اليونانية السماح لمن يرغب من الشركات بزيادة أيام العمل الأسبوعية طوعا من 5 الى 6 أيام. قررت اليونان مواجهة الواقع السكاني الأكيد والخطير عبر استعمال كل أنواع التكنولوجيا الى أقصى الحدود للتعويض عن النقص الانساني. هذا يرفع الانتاجية خاصة على المدى القصير.

قررت اليونان رفع الأجور والمنافع لجذب كل من يستطيع ويريد العمل. هذا يؤثر ايجابا على عدد الراغبين في الدخول أو العودة الى أسواق العمل. تكمن المشكلة هنا في تأثير هذه السياسة على التضخم وهذا ما تحاول الدول تجنبه. قررت اليونان الطلب من الموظفين والعمال العمل طوعا أكثر مع تعويضات اضافية طبعا. ماذا يفضل العامل دخل معتدل مع أوقات عمل معتدلة أم دخل أعلى مع أوقات عمل أكثر؟ الجواب يعتمد على العامل وأوضاعه كما على أوضاع البلاد. سهلت الحكومة استقبال المهاجرين بحيث يرتفع عرض العمل وتحل مشكلة المؤسسات والشركات. على مواطني الدول المتقدمة أن يختاروا عمليا بين العمل أكثر أو استقبال المهاجرين المناسبين. العمل أكثر يعني تأخير سن التقاعد أو العمل اسبوعيا ساعات وأيام أكثر أو تخفيض استهلاك الأسر والمؤسسات بحيث يكتفون بدخلهم الحالي.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment