bah لقاء بعبدا الإقتصادي... نافذة أمل - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لقاء بعبدا الإقتصادي... نافذة أمل

09/01/2019 - 19:13 PM

Atlas New

 

بيروت - يلتقي غدًا في قصر بعبدا جميع المسؤولين، من هم في السلطة ومن هم خارجها، للبحث في السبل الممكنة لإخراج لبنان من أزمتيه الإقتصادية والمالية الخانقتين، ولكل منهم وجهة نظر، قد تتلاقي مع سائر وجهات النظر، وقد تتعارض معها، خصوصًا في ما يتعلق بالقرارات "الموجعة"، التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في بيت الدين قبل إنتقاله إلى بعبدا، مع ما رافق هذا الموقف من آراء وتفسيرات متضاربة، إذ يرى من هم من أهل السلطة أنه لا بدّ من إتخاذ هكذا إجراءات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل إنهيار الهيكل على رؤوس أبنائه، لأنه لا بدّ من اللجوء إلى إجراء عملية جراحية موجعة إلى حين ولكنها ضرورية من أجل إنقاذ المريض وقبل أن يتفشّى المرض في الجسم كله، بحيث لا تعود تنفع معه المعالجات، حتى الجراحية منها. وهذا ما سيحاول رئيس الجمهورية ومعه رئيس الحكومة وفريقهما إقناع المجتمعين به، وإشراكهم في مسؤولية هكذا قرارات ستطاول حتمًا الفئات الشعبية الفقيرة والمتوسطة، بإعتبارها "موجعة"، والوجع عادة لا يصيب إلاّ الجزء الضعيف من جسم الإنسان، والجزء الضعيف هنا هم الفئات ذوي الدخل المحدود.

أمّا من هم خارج السلطة، وهم يحملون معهم إلى بعبدا وجع الناس وأنينهم ومعاناتهم، فسيرفضون تغطية عجز الدولة، ولن يسايروها في فرض ضرائب جديدة (موجعة)على العمال والموظفين، وهم بالكاد في حالتهم الراهنة يستطيعون تأمين لقمة العيش لعيالهم، وسيكون هذا الأمر واضحًا في مداخلات المعترضين على أن يكون الشعب كبش محرقة، وأن تأتي الحلول على حسابهم ومن حسابهم ورصيدهم، وهم غير قادرين على تحمّل الوجع أكثر مما تحمّلوه على مدى السنوات الأخيرة، وبالتحديد بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي زرعت الفوضى في القطاعين العام والخاص، وأنعكست سلبًا على حياتهم ومعيشتهم اليومية، إذ أن أسعار السلع الإستهلاكية تضاعفت من دون حسيب أو رقيب، وهي أكلت أخضر المعاشات ويابس الزيادات، مع العلم أن هذه السلسلة لم تطل موظفي القطاع الخاص، بعدما تراجعت قيمة رواتبهم ما نسبته أربعون في المئة قياسًا على نسبة غلاء المعيشة، التي "تربلت" في أقل من سنتين وزادت همًّا على همّ.

وفي تقدير بعض الذين يوكبون ما يُخطّط له في الأروقة والغرف المغلقة أن لقاءبعبدا قد يخرج بنتائج عملية إذا لم بكن المقصود فقط إفقار من هم فقراء أصلًا، لأن المطلوب التوافق على إنجاز واحد يلامس هموم الناس من أجل كسب الثقة المفقودة بين أهل الحكم وهؤلاء الناس، خصوصًا أن الحكومة السابقة إتخذت لها شعار "إستعادة الثقة"، التي لم تستعدها حكومة "إلى العمل"، وبقيت بمثابة الهوة العميقة الفاصلة بينها وبينهم. فإذا أوحت القرارات التي ستتخذ بجدّية المعالجة وإذا أُستشّف منها أنها تهدف إلى إحداث إصلاحات جذرية في التركيبة الحالية فإن الناس مستعدّون للتضحية ولتحمّل الوجع أكثر مما تحمّلوه حتى الساعة. وبذلك تكون الحكومة ومن معها قد خطت خطوة متقدّمة على طريق الحل، وإن كان طابع الإجراءات التي ستتخذها موجعًا.

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment