09/18/2025 - 17:27 PM
بقلم المستشارة والكاتبة الصحفية السعودية
أ/ غدير عبدالله الطيار
من يتأمل المشهد السعودي اليوم، يلمس التميز والعمل الجاد والاستراتيجية الطموحة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية 2030، على الصعيدين الداخلي والخارجي. ومن أبرز تجليات هذه الرؤية، الزيارات الدولية التي تعكس مكانة المملكة المتنامية.
زيارة رئيس وزراء باكستان
زيارة دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية السيد محمد شهباز شريف للمملكة العربية السعودية جاءت تلبية لدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بتاريخ 25/3/1447هـ الموافق 17/9/2025م. وقد استُقبل بحفاوة رسمية، وعُقدت جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين.
مباحثات ثنائية مثمرة
بحضور وفدي البلدين، نقل رئيس الوزراء الباكستاني تحياته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستعرض الجانبان العلاقات التاريخية والاستراتيجية، إضافة إلى عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
علاقات دولية راسخة
العلاقات السعودية الباكستانية تمتد لنحو ثمانية عقود، وتقوم على مصالح مشتركة وروابط أخوية وتضامن إسلامي، فضلاً عن التعاون الدفاعي الوثيق. المملكة وضعت اللبنة الأولى لهذه العلاقة منذ بدايتها، وسارت بخطى مدروسة وثابتة، ما جعلها نموذجاً في العلاقات الدولية الدينية والجيوسياسية.
بداية العلاقة عام 1947
بعد استقلال باكستان عام 1947، كانت السعودية من أوائل الدول التي اعترفت بها، ما أسس لعلاقة قوية تقوم على الروابط الدينية، فالسعودية قبلة المسلمين، وباكستان ذات غالبية مسلمة، ما يمنح المملكة مكانة روحية خاصة لدى الشعب الباكستاني.
مواقف داعمة من السعودية
في عام 1988، حين فرض الغرب عقوبات على باكستان بسبب تجاربها النووية، وقفت السعودية إلى جانبها، وقدمت دعماً اقتصادياً كبيراً، شمل النفط بأسعار تفضيلية، مما ساعد باكستان على تجاوز الأزمة.
جهود لإخماد الحرب
في مايو الماضي، لعبت السعودية دوراً محورياً في تهدئة التصعيد بين باكستان والهند بعد أحداث كشمير، حيث أُوفد المبتعث السعودي عادل الجبير إلى إسلام أباد ونيودلهي، وأسفرت جهوده عن نزع فتيل المواجهة النووية المحتملة.
الجالية الباكستانية في المملكة
تُعد الجالية الباكستانية من الأكبر في السعودية، وتساهم في الاقتصاد المحلي، وتجد بيئة عمل مريحة ومحفزة، مما يعزز مستوى المعيشة في باكستان أيضاً.
توقيع اتفاقية دفاعية استراتيجية
خلال الزيارة، وقّع الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني اتفاقية "الدفاع الاستراتيجي المشترك"، التي تهدف إلى تعزيز الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وتؤكد أن أي اعتداء على أحد البلدين يُعد اعتداءً على الآخر، مما يعزز الردع المشترك والتعاون الدفاعي.
كلمة أخيرة
الشعب السعودي والعربي يوجه كلمات الشكر والوفاء لعرّاب النهضة السعودية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على جهوده الجبارة لتحقيق الأمن والاستقرار لشعبه وللأمة الإسلامية. هذه الرؤية الحكيمة نراها تتحقق على أرض الواقع، ونلمس ثمارها.
بالمختصر:
اتفاقية استراتيجية تعكس دبلوماسية رفيعة وتعاوناً طويل الأمد، تعزز الثقة وتحقق الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
Comments