بيروت – بيروت تايمز - جورج ديب
مع اقتراب فصل الصيف، تترقّب الحكومة اللبنانية موسمًا سياحيًا واعدًا لصيف 2025، وَسَط تفاؤل مشوب بالحذر بعد سنوات متتالية من الأزمات السياسية والاقتصادية التي أثّرت بشدة على مختلف القطاعات، وفي طليعتها القطاع السياحي.
وفي هذا الإطار، كشف أحد الوزراء عن تقديرات أولية تُشير إلى إمكانية دخول ما يقارب 7 مليارات دولار إلى الاقتصاد اللبناني هذا الصيف، في حال استمر الاستقرار الأمني ولم تطرأ تطورات عسكرية مفاجئة. ويُعزى هذا التفاؤل إلى توقّعات بتوافد كثيف للمغتربين اللبنانيين والسياح العرب والأجانب، الذين اعتادوا قضاء العطلة الصيفية في ربوع لبنان.
السائح الخليجي يعود إلى الواجهة
واعتبر الوزير أن رفع الحظر عن سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان شكّل نقطة تحوّل إيجابية أعادت الأمل إلى أصحاب المؤسسات السياحية، ولا سيما في ظل الدور المحوري الذي يلعبه السائح الخليجي في دعم هذا القطاع. فالسائح الخليجي يتمتّع بقدرة شرائية مرتفعة، وغالبًا ما يقيم لفترات طويلة، ما يُعزز الإنفاق السياحي على الفنادق والخدمات الفاخرة والمطاعم.
من جهتها، أعلنت وزارة السياحة أنها تتوقّع أن يستقبل لبنان أكثر من مليوني زائر بين سائح ومغترب خلال موسم صيف 2025، وهو رقم يتجاوز ما تم تسجيله في صيف العام الماضي والذي بلغ حوالي 1.7 مليون زائر. وتشير التقديرات إلى أن الموسم الماضي ضخّ ما يقارب 6 مليارات دولار في الدورة الاقتصادية، ما يجعل التوقعات لهذا العام أكثر طموحًا مع احتمال تخطّي العائدات حاجز الـ7 مليارات.
وفي مواجهة هذا التدفّق المرتقب، بدأت المؤسسات السياحية من فنادق ومطاعم ومقاهٍ بتحضيرات مكثفة شملت أعمال صيانة وتطوير للبنية التحتية وتحسين نوعية الخِدْمَات المقدّمة، في محاولة لتقديم تجربة سياحية متميزة للزائرين.
التحديات الأمنية والسياسية لا تزال حاضرة
رغم المؤشرات الإيجابية، فإن هذا الانتعاش السياحي يبقى رهينة الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد. وتشدد الجهات المعنية على ضرورة تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص لضمان بيئة آمنة وجاذبة، وتحسين صورة لبنان خارجيًا، بما يعيد الثقة إلى الزوار والأسواق الدولية.
ويؤكّد مراقبون أن نجاح موسم صيف 2025 قد يُعيد القطاع السياحي إلى موقعه كأحد الركائز الأساسية للاقتصاد اللبناني، خاصة في ظل الأزمة المالية الحادة التي تمرّ بها البلاد منذ العام 2019.
Comments