05/22/2025 - 18:17 PM
الرياض - بيروت تايمز - اعداد جورج ديب
تسير المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو ريادة مستقبل الاقتصاد الرقمي، مدفوعةً برؤية طموحة يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، التي تجمع بين الانفتاح على العالم، والاستثمار المكثف في التقنية، والتحديث الشامل لبنيتها التحتية. وتظهر إشارات التحول الرقمي والابتكار التقني أن الرياض أصبحت مركز جذب للاستثمارات العالمية، وبيئة تنافسية تحتضن المشروعات المستقبلية النوعية.
فعلى سبيل المثال، حصدت السعودية المركز الأول إقليميًا في تمويل رأس المال الجريء لقطاع التقنية، وبلغ حجم اقتصادها الرقمي نحو 495 مليار ريال، وهو الأكبر في المنطقة، والثاني ضمن دول مجموعة العشرين. وفي إنجاز لافت آخر، تخطّت الأصول المدارة في السوق المالية السعودية حاجز التريليون ريال لأول مرة، ما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي.
كما تفوقت المملكة في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية، بحلولها في المرتبة الأولى إقليميًا والسادسة عالميًا، وهو ما أسهم في جذب استثمارات ضخمة من كبرى شركات التقنية العالمية. وفي هذا السياق، أعلنت شركة "أوراكل" الأمريكية استثمار 14 مليار دولار خلال عشر سنوات في البنية التحتية لمراكز البيانات في المملكة، بهدف دعم مشاريع ضخمة مثل نيوم، والقدية، والمربع الجديد، وسائر برامج صندوق الاستثمارات العامة.
وفي خطوة أخرى ضمن هذا المسار المتسارع، أُطلقت مؤخراً في الرياض شركة "هيوماين"، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، والمتخصصة في تطوير حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وتهدف الشركة إلى قيادة التحول نحو الجيل القادم من الإلكترونيات الذكية والبنية التحتية السحابية المتقدمة.
كذلك، تم تأسيس شركة "سكاي" كمحرك داعم لتمكين التقنيات الناشئة، وتقديم حلول ابتكارية في المدن الذكية، والطاقة، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، بهدف ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي تنافسي في هذا المجال الحيوي. وتسعى "سكاي" إلى دعم المشاريع الاستراتيجية، وتوفير حلول تقنية متقدمة للأفراد ومراكز الأعمال والأجهزة ذات الأولوية.
في موازاة ذلك، تواصل "أرامكو السعودية" توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقليل الانبعاثات وتعزيز كفاءة عملياتها، من خلال تطبيقات ذكية تتميز بالشفافية والأمان. وقد استثمرت المملكة أكثر من 55 مليار ريال في قطاعات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، التي تشهد نمواً سنوياً بنسبة 42%، فيما تم ربط أكثر من 3.9 ملايين منزل بشبكة الألياف الضوئية، ما يعزز من البنية الرقمية الوطنية.
وعلى صعيد الطاقة، لم تعد المملكة بحاجة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، بفضل احتياطياتها الهائلة، التي تمثل ميزة تنافسية جديدة تدعم أمن الطاقة والاستقلالية الاستراتيجية.
ختاماً، ترحب المملكة اليوم بشركات الإنترنت الصينية العملاقة التي أعلنت عن استثمار 150 مليون دولار لإنشاء أول مركز بيانات لها في السعودية هذا العام. ويأتي ذلك في إطار التعاون الثنائي لتطوير التقنيات الحديثة مثل الحوسبة الكمّية، والتعلم الآلي، والابتكار السيبراني، في ظل شراكات تقنية ترسم ملامح المستقبل المشترك بين الرياض وبكين، وتُجسّد رؤية ولي العهد في جعل المملكة محوراً تقنياً عالمياً.
Comments