bah الاهتمام بكرامة اللبناني - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الاهتمام بكرامة اللبناني

05/03/2025 - 14:08 PM

Atlas New

 

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

ما هي أهداف المواطن الواعي في مجتمعه؟ هنالك مجموعة من المعايير من الأفضل أن تتوافر سوية ضمانا لكرامة المواطن. من الضروري أن يهتم المواطن بتأمين حاجات عائلته وهذا لم يعد سهلا في كل مجتمعاتنا. في لبنان مثلا، كانت الحكومات على مدى الزمن مقصرة في الحماية الاجتماعية للمواطن ونأمل أن يتغير ذلك في العهد الجديد ومع الحكومة الجديدة. مؤسسة الضمان الاجتماعي لا تعمل كما يجب لأسباب متعددة، منها تقصير الدولة في التجاوب مع متطلباتها الانسانية والمادية خاصة في التمويل.

نعلم جميعا تكلفة التأمين الصحي الخاص وهي تفوق أجور اكثرية المواطنين. أما تكلفة التعليم الخاص فهي باهظة ويبشروننا بأن الأقساط ستكون أعلى في السنوات المقبلة تأمينا لحقوق الأساتذة والموظفين وضمانا لاستمرارية نوعية التعليم. أما التعليم الرسمي في معظم مؤسساته فلا يعجب اللبنانيين الذين يفضلون الذهاب الى التعليم الخاص. الدولة مقصرة في حماية التعليم الرسمي وجعله جاذبا للمواطن. أما قروض الاسكان الميسرة فهي غير مؤمنة لأكثرية اللبنانيين.

فالدولة في لبنان تؤثر اذا سلبا على كرامة المواطن وهذا يضعف معنوياته بل سعيه الى تأدية واجباته تجاه الدولة والمجتمع. فالعلاقة بين القطاع العام والمواطن تكون في الاتجاهين صالحة وايجابية أو لا تكون. أوضاع الادارة العامة في أجورها وانتاجيتها واضراباتها لا تخدم المواطن اللبناني بالرغم من محاولات عدة غير كافية قامت بها الحكومة السابقة.

يشعر المواطن اللبناني وكأنه من دون حقوق، وهذا في غاية اللامسؤولية واللامبالاة في وقت نحتاج الى تضافر الجهود في كل الميادين. من الضروري أن يستطيع المواطن عبر عمله أن يتدرب ويطور نفسه لأن لا فرصة عمل جيدة تبقى دائمة، وبالتالي الانتقال من وظيفة الى أخرى يتطلب تطوير الذات علميا ونفسيا والتدريب كما توسيع آفاق الفكر أو تجدده لأن العالم يتغير بسرعة.

ما نشهده من تطور تكنولوجي يفوق اليوم قدرة الانسان العادي على متابعته واستيعابه وبالتالي عليه أن يعطي الوقت الكافي للدراسة ليحول المتغيرات لمصلحته ومصلحة مستقبله. فالذكاء الاصطناعي مثلا لم يعد تخصصا بل أصبح حاجة تنعكس على كل جوانب مجتمعنا بما فيها الطب والصحة. كيف يمكن لنا أن نتجاهل هذا التطور العلمي الكبير الذي يشكل في نفس الوقت تحديا كبيرا للمواطن في عمله ودوره. فالحكومات المسؤولة في ظروفنا الحالية يجب أن تدفع المواطن الى تطوير نفسه واللحاق بالتطور التكنولوجي وبالذكاء الاصطناعي أولا.

لن يساهم اللبناني في رفع شؤون دولته اذا لم تحترمه ادارة الدولة. فوجود الاعلام الدولي ساهم في توعية المواطن على حقوقه وواجباته، وهو يرى ذلك عبر وسائل الاعلام والمؤتمرات والتصريحات والسياسات والحريات. اللبناني ليس أقل شأنا من غيره وبالتالي يستأهل أن تحترمه دولته ومن المؤكد أنه سيرد الجميل أضعاف ذلك وبسرعة. اللبناني يبقى مسؤولا عن اختيار النوعية التي يعطيها حق ادارة دولته ومؤسساتها. حقيقة فشلنا حتى اليوم في اختيار الأفضل أو المناسب.

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment