bah أهداف اللبنانيين واحدة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

أهداف اللبنانيين واحدة

04/21/2025 - 05:42 AM

Bt adv

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

هل كانت الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ 1990 مهتمة بكرامة اللبناني الاقتصادية؟ هل حاولت تحقيق ذلك؟ ولماذا فشلت وتركت اللبناني مكشوفا في كل المجالات الاجتماعية والانسانية؟ هل كانت الحكومات واعية لهذه الأهداف أم اقتصر نظرها على تحسين المؤشرات الاقتصادية الرقمية من ناتج محلي اجمالي ونسبة تضخم وغيرها؟ لا يستطيع اللبناني اليوم تأمين حاجاته الشخصية والعائلية ومستقبله المهني مهدد، وبالتالي انتاجيته ضعيفة. هذا يعني أننا ندور في حلقة مفرغة مع مشاكل اقتصادية تكبر دون حلول. اللبناني طموح ليس فقط ماديا وانما اجتماعيا ونفسيا، لكن الأوضاع الداخلية والاقليمية الحديثة تقتل هذا الطموح وتجعله يكتفي بما هو متوافر له وهذه وصفة واضحة ومؤكدة نحو السقوط.

يقول الاقتصادي "جين سبيرلنغ" أن الحصول على أجر كاف وجعل المواطن مطمئنا لأوضاعه الاجتماعية والانسانية يساهم في جعل الاقتصاد أكثر مرونة وحيوية أي يحسن أوضاع الجميع. كما يساهم في زيادة تعلق المواطن بأرضه ووطنه وعدم اللجوء الى الهجرة الشرعية أو غير الشرعية.  فالحكومات اللبنانية السابقة حاولت الاختيار بين النمو والعدالة، أما المطلوب اليوم مع العهد والحكومة الجديدين تحقيق النمو والعدالة سوية.

يقول سبيرلينغ أن توجه الحكومات نحو تحقيق الكرامة الاقتصادية يساهم في جمع الشمل المناطقي كما العرقي والمذهبي والسكاني لأن أهداف المواطن واحدة. من هنا ربط الأهداف الاقتصادية بالأخلاقية والنفسية هو في غاية الأهمية والواقعية لاراحة الجميع. لا بد للحكومات المسؤولة من أن تهتم بالذين لا يستطيعون تحقيق كرامتهم بمفردهم، فيجب رعايتهم بكافة الطرق والجهود المتوافرة. فالمنافسة الاقتصادية الحالية أدت وتؤدي الى سؤ توزع الدخل والثروات. من يربح يأخذ كل شيء، ومن يخسر يبقى خارج اللعبة وهذا سيء وضد كل مبادئ الكرامة. لذا يجب أن يكون للقطاع العام دورا كبيرا في تصحيح النتائج وتخفيف الظلم.

الاقتصاد المنطقي الحديث هو ليس فقط الاقتصاد الذي يؤمن السلع والخدمات للمواطن، وانما أيضا الاقتصاد الذي يقوي العلاقات الايجابية بين المواطنين في دولة واحدة. لا شك أن أوضاع المواطن المالية هي مهمة جدا له خاصة، لكن الحياة هي أهم وأكبر من ذلك لأن نوعية العيش تبقى في غاية الأهمية.

هنالك أنواع متعددة من الكرامات كالسياسية والأمنية ويجب تأمينها واحترام شروطها. لكن الكرامة الاقتصادية لا تقل أهمية عنهما. الواضح أن الكرامة الاقتصادية غير مؤمنة للبناني خاصة منذ الأزمة الاقتصادية التي بدأت عمليا في 2019 وتحولت الى صحية ونقدية ومصرفية وتعليمية ومعيشية ضربت كل المؤشرات وأدخلت لبنان في نفق كبير وطويل لم نبدأ بالخروج منه بعد. كل هذه الوقائع مجتمعة ضربت كرامة اللبناني الاقتصادية.

فاللبناني اليوم غير قادر بسهولة على تأمين أهم شروط الكرامة أي المدرسة والصحة والغذاء واللباس وبالتالي أوضاعنا تبقى صعبة. لا بد من تغيير أولويات حكوماتنا مع بداية العهد والحكومة الجديدين. استكمال ملئ الفراغات الدستورية هو مهم شرط البدء بتصويب الأهداف نحو الكرامة بكل جوانبها.

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment