03/26/2025 - 19:30 PM
الاعلامي كريم حداد
في إطار جهود تعزيز قطاع السيارات الكندي والحفاظ على الوظائف الصناعية، كشف زعيم الحزب الليبرالي الكندي، رئيس الحكومة الكندية مارك كارني، عن إطلاق صندوق استثماري استراتيجي بقيمة 2 مليار دولار مخصص لدعم صناعة السيارات في كندا. جاء ذلك خلال توقف حملته الانتخابية في وندسور، المدينة التي تُعدّ قلب الصناعة السيارات الكندية.
وأوضح كارني خلال مؤتمر صحفي عُقد بالقرب من جسر السفير الذي يربط وندسور بمدينة ديترويت الأمريكية أن هذا الصندوق يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للقطاع وضمان استقرار سلسلة التوريد،بدءًا من توفير المواد الخام وحتى تصنيع المركبات النهائية. وقال: "نحن لا نعمل فقط على حماية الوضع الراهن، بل نبني مستقبلًا صناعيًا قويًا. يجب أن نزيد من إنتاج السيارات ومكوناتها محليًا، لأن ذلك سيمنحنا مِيزة تنافسية في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية."
رد فعل على التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية
يأتي هذا الإعلان كرد فعل على التهديدات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والمنتجات الكندية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية بين البلدين. وقد ردت الحكومة الكندية بإجراءات مماثلة، بما في ذلك فرض رسوم على واردات أمريكية مختارة، مع توقعات بفرض المزيد من الإجراءات بحلول الثاني من أبريل المقبل.
وأشار كارني إلى أن مكونات السيارات تعبر الحدود بين كندا والولايات المتحدة عدة مرات أثناء عمليةالتصنيع، مما يجعل القطاع عرضة للخطر في حال فرض رسوم جمركية. وأضاف: "هذه نقطة ضعف كبيرة في ظل الحروب التجارية. الحل الأمثل لحماية صناعتنا ووظائفنا هو زيادة الإنتاج المحلي. هذا الإجراء سيوفر حماية ضد تهديدات ترامب ويعزز اقتصاد وندسور ومنطقة جنوب غرب أونتاريو."
التزام بدعم الصناعة المحلية والوظائف النقابية
تعهد كارني بأن حكومة ليبرالية جديدة ستتبنى سياسة شراء السيارات الكندية لدعم الصناعة المحلية وخلق فرص عمل نقابية. كما انتقد السياسات التجارية لإدارة ترامب، قائلاً: "هدفهم هو إضعافنا لصالح الصناعة الأمريكية، لكننا لن نسمح بذلك. نحن لا ندافع عن مصالحنا الاقتصادية فحسب، بل نحمي بعضنا البعض، وهذا هو دور النقابات الحقيقي."
تحرك استباقي لتعزيز الاستقلالية الصناعية
في ختام كلمته، أكد كارني أن الحزب الليبرالي يسعى لتعزيز الاستقلال الصناعي لكندا بدلاً من انتظار تغيير في السياسة الأمريكية، قائلاً: "نحن لن ننتظر حتى تتخذ واشنطن قرارات أكثر عقلانية. سنتحرك الآن لضمان مستقبل اقتصادي مستقل وآمن."
يُعد هذا الإعلان جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد علىالواردات الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد التوترات التجارية بين البلدين.
Comments