bah تغيير السياسات دوريا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

تغيير السياسات دوريا

10/07/2024 - 16:11 PM

Prestige Jewelry

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، سيطرت الحريات الاقتصادية على النظام العالمي. كانت النتائج جيدة لكن المساوئ كبرت. مواضيع الفقر في حجمها وتوزعها ما زالت كبيرة ولم تعالج بالموارد الكافية، بل أنفقت مليارات الدولارات على تمويل حروب مختلفة دون أن ننسى مليارات أخرى أنفقت على اكتشاف الفضاء والنجوم بالرغم من أهميتها. توسع الشرخ المعيشي بين الميسورين والفقراء في معظم الدول بسبب سؤ توزع الأموال وعدم ترشيد الانفاق. أنتج النمو القوي الذي عرفه العالم منذ أربعينات القرن الماضي مشاكل بيئية كبيرة انعكست سلبا على المناخ والصحة والتنمية العامة.

قبلت الحكومات الغربية بمعالجة كل هذه المساوئ شرط عدم المس بالنظام الاقتصادي الحر، وبالتالي لم تكن النتائج بمستوى طموحات القوى الشعبية. عقدت مؤتمرات بيبة كبيرة لمعالجة الارتفاع الحراري منها في دبي COP28، لكن النتائج على الأرض لم تصبح بعد بمستوى الطموحات. هنالك نوع من الاجماع يدور حول ضرورة تغيير بعض السياسات الحرة والعودة ربما الى بعض الانغلاق مما يسمح بمعالجة الشوائب. لا يمكن القبول بالانغلاق بأي ثمن، لأن هنالك ضرورة أيضا للحفاظ على النجاحات التي حققها النظام الاقتصادي الحر.

أعطت مؤسسات "بريتون وودز" نتائج متباينة تبعا لأوضاع الدول المقترضة. ليست هنالك "وصفة طبية" مؤكدة وناجحة للجميع. تحاول الدول عبر مجموعات متنوعة حل المشاكل المشتركة لأن في "التضامن قوة". لذا نشأت الوحدة الأوروبية واتفاقية "المركوسور" في أميركا اللاتينية وغيرها كما توسعت مؤخرا اتفاقية البريكس. نشأت فكرة البريكس في 2001 وكانت تضم 4 دول أضيفت اليها دولة أفريقيا الجنوبية في 2010.

هنالك من يعتقد أن البريكس وضعت في مواجهة مجموعة G7 علما أن في كل من المجموعتين دولة واحدة تسيطر على الوضع. في البريكس الأصلية، يعادل الناتج الصيني ضعفي مجموع ناتج الدول الأربعة الأخرى أو أكثر. في مجموعة الدول السبعة، ناتج الولايات المتحدة أكبر من مجموع ناتج الدول الست الأخرى. أما ناتج الصين فيعادل تقريبا 75% من الناتج الأميركي.

ضمن البريكس، تحاول الهند التقدم لتصبح قبل نهاية العقد الحالي الاقتصاد الثالث في العالم. أما البرازيل وروسيا فلم تستطيعا التقدم كما يجب بسبب المشاكل الداخلية والحرب الأوكرانية فيما يخص روسيا. دخلت أفريقيا الجنوبية البريكس لأسباب سياسية وتاريخية تتعلق بالموقع والعلاقات، علما أن نيجيريا هي الاقتصاد الأفريقي الأكبر. أما الاضافات الأخيرة فهدفت الى مشاركة كل القارات في النمو الجماعي. فالمواجهة بين المجموعتين لن تعطي النتائج الخيرة لأنها ستكون عمليا مواجهة بين الولايات المتحدة والصين، وهذا ما يجب تجنبه.

أما المنافسة بين المجموعتين على التفوق الاقتصادي والتكنولوجي، فهي مطلوبة لمصلحة الكرة الأرضية جمعاء. أفضل الحلول هو التركيز على مجموعة العشرين G20 التي تضم الجميع ربما لمصلحة الاقتصاد والسلام العالميين. الاقتصاد العالمي يتغير في ركائزه والتأثير سيكون كبيرا تدريجيا على التعليم والتدريب. أما ادارات الدول الجيدة فهي التي تستطيع التأقلم مع الواقع الجديد. 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment