"البريكس" ومشاكلنا

09/25/2024 - 08:08 AM

شركة تصدير برازيلية

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

مجموعة "البريكس" تتوسع كما قررت الدول الخمسة المؤسسة في اجتماعها في جوهانسبيرغ في 2023. ثلاث دول عربية بالاضافة الى ايران والأرجنتين وأثيوبيا ستنضم الى المجموعة القوية. الدعوة تمت لكن المعايير التي أعتمدت غير معروفة علنا. للدخول الى الوحدة الأوروبية مثلا هنالك جولات تحضيرية تضم تغييرات في القوانين الوطنية وتحديث للمؤسسات وغيرها من الشروط التي تطلب أو تفرض على الدول الراغبة في الانضمام.

ايران ومصر واثيوبيا والامارات انضمنت في 112024 بينما لم تنضم السعودية رسميا بعد. أجلت الأرجنتين الانضمام الرسمي مع انتخاب رئيس جديد له توجهات سياسية مختلفة. للمجموعة مؤسسات مهمة منها مصرف التنمية. تشكل مجموعة البريكس 30% من مساحة الأرض و 45% من عدد سكان العالم وكيف لا بوجود دول كبيرة ضمنها. مجموع ناتجها المحلي يشكل 27% من المجموع العالمي. يمكن اعتبار البريكس المجموعة المنافسة الأساسية لمجموعة السبعة للدول الغربية.

خطورة عدم وجود معايير للانضمام الى البريكس هو أن تبقى المجموعة ضعيفة ومشرذمة الى أقصى الحدود. ما الهدف أصلا من انشاء البريكس؟ اذا كان فقط مواجهة الولايات المتحدة، فهذا حتما غير كاف اذ أن المصيبة لا تجمع دائما بل يمكن أن تفرق عند أول مناسبة. يجب أن يكون هدف مجموعة البريكس أكبر وأهم أي تنمية الدول المشاركة وتطوير العلاقات المالية والتجارية فيما بينها كي تقوى وتتطور وتتوحد تحضيرا لمختلف المواجهات العالمية السياسية وغير السياسية في السلم والحرب.

ما ينقص البريكس هي المؤسسات والقوانين الداخلية المقبولة من كل الأعضاء والتي يعمل على تنفيذها أولا من قبل الدول الخمسة قبل دعوة الآخرين. هنالك مؤسسة مصرفية أساسية أنشئت وتعمل برئاسة "دلما روسيف"، لكن التجارب لا تسمح بعد بتقييمها أو أقله بفهم طريقة عملها والمعايير المعتمدة والمقررة. هل ستحافظ المجموعة على اسمها "بريكس" أم سيكبر الأسم مع زيادة أحرف أخرى أم سيتغير الاسم كليا؟.

أين هي المؤسسات الأخرى المشتركة مثال المفوضية الأوروبية والمحكمة والمجلس النيابي والمصرف المركزي وغيرها. طبعا لا ضرورة لنسخ التجربة الأوروبية كليا، علما أن هنالك داخل أوروبا من لا يشيد بالوحدة ويعتبرها غير منتجة. بريطانيا خرجت من الوحدة ومن الممكن أن تخرج مستقبلا دول أخرى. هل سيكون للبريكس مع الوقت نقد واحد كاليورو؟ يجب اعتماد آليات نقدية لتقوية الداخل الاقتصادي حتى يصمد في وجه أقوى الرياح.

مجددا اذا كان هدف البريكس فقط مواجهة الولايات المتحدة والدولار، فالأرجح أن المجموعة لن تنجح مستقبلا لأن مصالحها مختلفة وتركيبتها الاقتصادية متباينة بدأ من دول نفطية الى أخرى صناعية وسياحية وزراعية وغيرها. مصالح أفراد المجموعة مختلفة ودرجة "عدائها" للولايات المتحدة متباينة وترتكز على أسباب متناقضة.

حتى الآن لم تتوضح للداخل والخارج ما الذي يجمع تلك الدول ولماذا لم تدع دول أخرى للانضمام؟ كان من الأفضل تقوية الداخل الخماسي أولا وخاصة العلاقات بين الهند والصين قبل أن يفتح باب التوسع.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment