bah النفط وكل الطاقات - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

النفط وكل الطاقات

06/05/2024 - 15:14 PM

Atlas New

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

الطاقة بكافة جوانبها هي موضوع الساعة وكل ساعة. ليست المسألة تقنية وهندسية فقط، وإنما أيضا اقتصادية بامتياز. مواضيع الطاقة معقدة بسبب الفوارق الكبرى بين أنواعها من النواحي التقنية والمالية. هنالك موجة عالمية مهمة تقول بضرورة الانتقال الى الطاقات النظيفة التي لا تحدث أي تلوث في الهواء والمياه أي لا تضر بصحة الأنسان.

هل الطاقات النظيفة البديلة كافية لتحريك الاقتصاد العالمي؟ هل كل الطاقات المطروحة للاستعمال والتطوير نظيفة فعلا؟ ما هي الجوانب الايجابية لأي طاقة وما هي سلبياتها؟ هنالك ضرورة للمقارنة بين أنواع الطاقة لأن العالم فعلا والرأي العام لا يملك كل المعلومات عن كل الطاقات. نظافة البيئة مهمة جدا اذا استطعنا كمجتمع دولي أن نحقق نفس النتائج الاقتصادية مع تلوث أقل أو من دون تلوث.

تعتبر المنطقة العربية من أغنى المناطق في العالم من ناحية الطاقة. من المفروض أن تستطيع الايرادات المتوقعة أن تجعلنا كمنطقة نعيش ببحبوحة ليس الآن فقط بل على المدى الطويل أيضا. في سنة 2022، بلغ مجموع الفائض المالي للمنطقة العربية 100 مليار دولار وهي مهمة جدا وتحسن أوضاع الجميع اذا استثمرت بعناية في البنية التحتية كما الفوقية. هنالك فارق بين استثمارات واخرى حتى في نفس القطاع ضمن موضوعي التكلفة والفعالية.

هل نقوم فعلا بدراسة جدوى كل أفكار المشاريع ومقارنة المنافع والتكلفة ضمن معايير الشفافية والفعالية؟ مهما كانت القدرة المالية كبيرة، يجب تجنب التبذير والهدر والقيام بالخيارات الصحيحة حتى غير الشعبية.

سررنا جميعًا بوصول الفريق المغربي الى المراحل الأخيرة من بطولة العالم لكرة القدم في قطر، شعرنا بالفرح وبأننا قادرون كمجتمع عربي على تحقيق نتائج جيدة في المنافسات الدولية، في كرة القدم وغدا في منافسات ومناسبات أخرى. جعلتنا النتيجة المغربية المتقدمة نشعر بالثقة والقدرة على التقدم والفوز عندما نقوم بالتحضيرات الكافية المنتجة.

في المنطقة العربية طاقات كبيرة ليس فقط تحت الأرض وانما أيضا فوقها تنتظر المزيد من الرعاية حتى تظهر نتائجها. من ناحية أخرى، هنالك اليوم حرب كبرى في أوكرانيا تطرح موضوع الطاقة علنا وتجعل العالم أجمع يعالج الخلل القائم بين العرض والطلب. بالرغم من الجهود الكبرى للتنويع، أظهرت الحرب أن العالم ما زال يعتمد كثيرا على النفط والغاز للانتاج والاستهلاك.

تعدل مجموعة "OPEC+" انتاجها كل فترة للحفاظ على مصالحها، لكن الدول الصناعية تضغط كي تنتج أكثر لتمكين اقتصاداتها من الاستمرار بتكلفة متدنية. المواطنون في الدول الصناعية والغنية لا يستطيعون الحفاظ على المستوى المعيشي المريح، وبالتالي ترتفع حدة الصراعات الاجتماعية التي نشهدها في الشوارع الغربية. العنف الحالي لم يكن كذلك سابقا حتى عندما كانت الخلافات موجودة على مواضيع مهمة.

المواطن الغربي كما العالمي غاضب اليوم بسبب الضيق المالي، وبالتالي يتصرف بعنف وكراهية تجاه حكامه. ان استهلاك الطاقة، عبر أسعارها وكمياتها ونوعيتها، له التأثير الكبير على مستوى السعادة في كل المجتمعات.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment