bah 2024 والانفاق العام - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

2024 والانفاق العام

02/28/2024 - 16:13 PM

Prestige Jewelry

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

السنة الماضية كانت شديدة الخطورة لأسباب متعددة أهمها حربا أوكرانيا وغزة وانعكاساتهما السلبية على الأمن العالمي كما على أسعار الغذاء والطاقة. العنف الذي يشهده العالم مع هاتين الحربين يفوق التوقعات ومن الصعب التعويض عن الخسائر خاصة البشرية. يضاف اليها المخاطر الصحية والاجتماعية حيث ما زالت الأمراض المتنوعة تنتشر عالميا.

يعاني العالم أيضا من التغير المناخي حيث نشعر جميعا بثقله المزعج المتزايد وتأثيره على نوعية حياتنا. هنالك تغيير كبير في الحرارة وتوافر المياه تخطى الفصول والجغرافيا ليسيء الى الحياة. بالرغم من كل الاتفاقيات بشأن المناخ، تبقى تحدياته واضحة ليس فقط لغياب التنفيذ وانما لأن المشكلة تكبر مع التلوث وتأخر المعالجات المناسبة. 2024 هي امتداد للسنة الماضية بالاضافة الى تحديات جديدة تفرض تعاونا دوليا للفوز عليها. هنالك عالميا أجواء حزينة تشاؤمية ربما مبررة، لكنها تؤدي الى الاحباط بالرغم من العديد من المؤشرات الايجابية.

محاربة التضخم حاليا تجري بالتضامن بين المصارف المركزية الأساسية بدقة وحذر خوفا من التسبب بركود كبير يرفع مستويات البطالة وبالتالي يعمق حجم الفقر ويسيء الى الأستقرار. يعاني معظم الدول الصناعية من عجز مالي كبير نتيجة تدخل الحكومات لتعزيز الأمن الاجتماعي في غياب القدرة على زيادة الايرادات وأهمها الضرائب. هنالك دول تقوم بتمويل انفاقها بسرعة عبر النقد أي زيادة حجم الكتلة النقدية مما يسبب تضخما كبيرا. يواجه العالم اليوم تحديات يمكن وصفها بالحروب الباردة وحتى الساخنة ربما تدخلنا في أزمات كالتي حصلت في ثلاثينات القرن الماضي.

المفروض أن تنفق موازنات الدول على حاجات المواطنين أهمها الاجتماعية والانسانية لتسهيل معيشتهم. لكن اليوم ومع الأجواء السياسية الدولية الثقيلة، يزداد الانفاق العسكري الذي يأكل من حصة الجميع خاصة من الفقير والمريض والمناطق الريفية. يأكل الانفاق العسكري أكثر فأكثر من حجم الموازنات العامة وخاصة من حصة التعليم والصحة المهمان جدا.

في الولايات المتحدة هنالك ضغط اعلامي مصدره شركات الأسلحة لزيادة الانفاق العسكري تحضيرا لمواجهة مستقبلية محتملة مع الصين وروسيا. ارتفعت موازنة البنتاغون 4,3% سنويا خلال السنتين الماضيتين بالدولار الحقيقي. بلغ حجمها 858 مليار دولار أي 45 مليار أكثر مما طلبه الرئيس بايدن، مع بقائها في حدود 3,2% من الناتج الاجمالي أي أقل مما تنفقه السعودية 6,6% وروسيا 4,1% نسبة لناتجهما.

مع انتقال سلطة مجلس النواب الى الجمهوريين في 2022، تعدلت الأرقام لأن الموازنة تقر فيه. تقدم الولايات المتحدة اليوم الكثير من الأسلحة من مستودعاتها، وبالتالي يجب أن تنتج الشركات أسلحة بديلة ربما أكثر تطورا وهذا يأخذ سنوات ومكلف جدا. كما أن اليابان ستضاعف مرتين موازنة الدفاع خلال الخمس سنوات المقبلة. عوض أن تستبدل الدول الغربية أسلحتها القديمة بأخرى جديدة متطورة وفاعلة أكثر، ترسل اليوم القديمة الى أوكرانيا للحاجة اليها في الحرب مع روسيا.

في كل حال، هنالك تركيز واضح على الانفاق العسكري في ظروف عدم استقرار عالمي.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment