bah الدولار يبقى قويا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الدولار يبقى قويا

08/10/2023 - 03:41 AM

absolute collision

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

لأميركا سلاحان قويان هما الجيش والدولار. من الممكن أن يكون للولايات المتحدة الجيش الأعظم في العالم، لكن الدولار هو دون شك سلاحها الأقوى. هنالك خوف أميركي وربما غربي من أن تخسر أميركا شيئا فشيئا قوتها النقدية، وبالتالي يخف وهج الدولار كسلاح فاعل في وجه "الأعداء". بعد حوالي 80 سنة من السيطرة الكاملة على الأسواق النقدية العالمية، أميركا قلقة من امكانية خسارتها للدولار كاحتياطي نقدي عالمي أساسي. استعمال الدولار كسلاح للعقوبات، يدفع العديد من الدول والمؤسسات الى التفتيش عن نقد آخر للتنويع وليس للاستبدال، علما أن المنافسة لهذه الغاية ليست قوية. هنالك عمليا نقدان يمكن أن ينافسا الدولار هما اليورو واليوان الصيني. فهل لهما أي أمل في ازاحة الدولار عن عرش النقد العالمي؟
يقدر مجموع الاحتياطي النقدي العالمي ب 12,8 ألف مليار دولار، 60% منه بالدولار الأميركي. معظم سندات الخزينة المتداولة في الأسواق هي بالدولار. أسواق السندات شفافة وفاعلة وبالتالي تساهم في ابقاء الفوائد منخفضة. لا أحد ينكر جاذبية سندات الخزينة الصادرة عن وزارة المال الأميركية والتي تدل على ثقة عالمية عالية.

ما يميز الولايات المتحدة أنها تستطيع الاقتراض عالميا ومن أي مكان عبر نقدها، وهذا يعطيها قوة فريدة تصعب مواجهتها. هذا يعني ان تدني قيمة الدولار في الأسواق لا يؤذي الولايات المتحدة، اذ تتدنى معها قيمة دينها العام وبالتالي تحافظ الولايات المتحدة على توازنها المالي. هذا يميز أيضا قطاع الأعمال الأميركي الذي يقوم بكافة أعماله من بيع واقتراض واقراض واستدانة وغيرها بالدولار، أي لا يتكلف أي عمولات تحويل نقدية.

يمكن لوزارة المال أن توقف عبر عقوباتها استعمال الدولار تماما كما حصل ضد روسيا عندما جمدت حوالي 630 مليار دولار من الاحتياطي النقدي مما سبب انخفاض الروبل واجبار المركزي الروسي على رفع الفوائد وثم تخفيضها لاحقا. هنالك دول أخرى واجهت المصير نفسه من كوبا الى كوريا الشمالية وايران وفنزويلا وغيرها.

لأن هذه القوة الفائضة يمكن أن تكون مؤذية للدول والمؤسسات المعاقبة، بالاضافة الى الحروب التجارية الدورية القائمة خاصة مع الصين، هنالك محاولات جدية اليوم لتنويع الاحتياطي النقدي. هذا يخلق، اذا تم، مشكلة للدولار كسلاح قوي فاعل في يد الدولة الأميركية. واقعا، تشير ارقام صندوق النقد الدولي الى أن حصة الدولار من الاحتياطي النقدي العالمي انخفضت من 73% في سنة 2001 الى 59% في 2021.

أما التغيرات التي حصلت مؤخرا، فتشير الى تبدل مستقبلي محتمل في الحصص النقدية شرط أن تبقى التوازنات السياسية العالمية كما هي. منذ 4 سنوات يرتفع الاحتياطي العالمي بالدولار 40%، باليورو 23% وباليوان 10%. كما أن توزع 650 مليار دولار جديدة من حقوق السحب الخاصة SDR على العملات، فكان 42% بالدولار، 31% باليورو، 11% باليوان، 8% بالين و 8% بالاسترليني. ما سبق يعني أن الدولار يبقى متميزا، لكن العملات الأخرى تتقدم.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment