ليلة داهمني فيها الحزن

07/24/2021 - 10:40 AM

اطلس للترجمة الغورية

 

 

#نيروز_الطنبولي

 
سأحكي لكم عن يوم في حياتي هاجمني فيه الحزن عندما وجدته على قارعة الطريق يحدّق في؛ فخفت منه ..كان ينتظرني .. فكرت للحظة أن أغير الدرب ولكني عجزت و الوقت قد داهمني وعليّ أن أذهب بعيداً دونما التفات لأحد
سلكت نفس  الطريق متجاهلة إياه وتعمدت ألا أنظر إليه متغافلة عن تحديقه او تتبعه لخطواتي.. ولكن سرعان ما تباطأت خطواتي رغماً عني  بينما أحاول أن أتجاوزه ، وكأن الحزن يجعلني  بطيئة منهكة بل ثابتة بلا حراك..
حاولت أن أتجاوزه بكل قوتي و أهرب مراراً  ولكنني فشلت و استسلمت في النهاية..
ساعتها غطاني بسحابة كثيفة للغاية وشعرت بثقل كبير وبدأت أنكمش ووقعت على الأرض لأن قواي قد خارت وتمنيت  لو تبتلعني فأهرب من ذلك الحمل الذي بالفعل يدفعني للتدني للأسفل..مكثت طويلاً بهذه الحالة بلا حراك ولكن أنفاسي بدأت تتسارع وقلبي بدأ يزداد في الخفقان واقترب مني الموت ليخبرني أن الحزن سيفتك بي إن لم أتمالك نفسي وأقوى على التصدي له وأن الموت قادر على انتشالي من كل ذلك ولكنني انتبهت لبقعة ضوء بعيدة  جذبت نظري إليها وكأن شعاعاً  بالغ الضعف انبثق منهاًً ولكنه بدا في ظلمة حزني وكأنه شمس الشموس فتشبثت به وبدأت أقوم وتمكنت من الاستقامة وانتصبت والتقطت نفساً عميقا فابتلعت جزءاً كبيرا من تلك الغيمة التي غطتني فهدأ خفقان قلبي شيئاًً فشعرت بتحسن جعلني أمشي قدماً  باتجاه الشعاع الذي بدأ يتسع ويكبر  ليشمل كل الطريق بينما الغيمة  أسقطت زخات من مطر متقطع جعلتني أستفيق وأزداد نشاطاً فقررت أن أركض وأركض مخلفةً وراءي نداء الموت وثقل الحزن ومن ساعتها لم أتوقف عن الركض وكلما فترت تذكرت الحال الذي كنت عليه فازدت فراراً.
 
#نيروز_الطنبولي
#تأملات
#عن_ليلة_داهمني_فيها_الحزن

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment