bah غارة إسرائيلية استهدفت جلسة حكومية في صنعاء: مقتل رئيس الوزراء وعدد من الوزراء - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

غارة إسرائيلية استهدفت جلسة حكومية في صنعاء: مقتل رئيس الوزراء وعدد من الوزراء

08/30/2025 - 16:06 PM

Bt adv

 

 

 

صنعاء - متابعة جورج ديب

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، غارة جوية إسرائيلية وصفت بالأعنف منذ بدء التصعيد الإقليمي، استهدفت جلسة اعتيادية للحكومة التابعة لجماعة الحوثي، وأسفرت عن مقتل رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء والمسؤولين، في حادثة اعتبرتها الجماعة "اغتيالاً سياسياً منظماً". ووفقاً لبيان رسمي بثته قناة "المسيرة"، فإن الغارة وقعت أثناء انعقاد اجتماع حكومي في حي بيت بوس جنوب صنعاء، حيث كانت الجلسة مخصصة لمراجعة الأداء السنوي للمؤسسات الحكومية ومناقشة خطط الدعم اللوجستي لجبهات القتال في الساحل الغربي.

مصادر محلية أفادت بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت شقة سكنية كانت تستخدم كمقر مؤقت للاجتماع، إضافة إلى مجمع أمني مجاور، ما أدى إلى دمار واسع في المباني ومقتل الرهوي على الفور، إلى جانب وزراء في الإعلام، التربية والتعليم، والشؤون القانونية. كما أُصيب عدد من الوزراء الآخرين بجروح متفاوتة، بينهم من نُقل إلى العناية المركزة في مستشفى الثورة بصنعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة.

الضربة الجوية جاءت بعد ساعات من خطاب متلفز لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، توعد فيه بمواصلة استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، دعماً لغزة، وهو ما دفع مراقبين إلى الربط بين الخطاب والغارة، معتبرين أن توقيت الضربة يعكس وجود تنسيق استخباراتي مسبق. من جهته، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قائلاً: "من يرفع يده ضد إسرائيل، ستُقطع يده"، في إشارة واضحة إلى سياسة الردع التي تتبعها تل أبيب تجاه الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

ردود الفعل داخل صنعاء اتسمت بالغضب والتصعيد، حيث أعلنت الجماعة الحداد ثلاثة أيام، ووصفت الهجوم بأنه "جريمة غادرة تستهدف إرادة الشعب اليمني"، مؤكدة أن "دماء القادة لن تذهب هدراً". كما دعت إلى تنظيم مسيرات شعبية في عدد من المحافظات، للتنديد بما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي الأمريكي المشترك". في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بينما اكتفت وزارة الخارجية الإيرانية بإدانة الهجوم، معتبرة أنه "انتهاك صارخ للسيادة اليمنية".

وتأتي هذه الغارة في سياق تصعيد متواصل بين إسرائيل وجماعة الحوثي، منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة في صنعاء وصعدة والحديدة، لكن هذه الضربة تُعد الأولى التي تستهدف قيادات حكومية رفيعة المستوى. ويرى محللون أن اغتيال الرهوي قد يفتح مرحلة جديدة من المواجهة، تتجاوز البعد العسكري إلى صراع سياسي أكثر تعقيداً، خاصة في ظل غياب بديل واضح لرئاسة الحكومة داخل الجماعة، وتزايد الضغوط الدولية لاحتواء التصعيد في البحر الأحمر.

في ظل هذه التطورات، يبقى المشهد اليمني مفتوحاً على احتمالات متعددة، تتراوح بين التصعيد العسكري وردود انتقامية من قبل الحوثيين، وبين محاولات إقليمية لاحتواء الموقف عبر الوساطات، وسط قلق متزايد من أن تتحول الساحة اليمنية إلى نقطة اشتعال جديدة في الصراع الإقليمي المتشابك.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment