08/29/2025 - 16:16 PM
دمشق - بيروت تايمز – تقرير استكشافي من اعداد جورج ديب
في خطوة تحمل أبعادًا أمنية واستراتيجية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ سلسلة من العمليات الليلية في جنوب سوريا، أسفرت عن اعتقال عدد من المشتبه بتورطهم في ترويج نشاطات إرهابية ضد القوات الإسرائيلية. العملية التي نُفذت خلال الأيام الأخيرة، شاركت فيها قوات الفرقة 210، المعروفة بتمركزها في الجبهة الشمالية، إلى جانب محققي الميدان من الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية، وهي وحدة نادرة الظهور في البيانات الرسمية، ما يعكس حساسية المهمة وتعقيدها.
البيان الإسرائيلي أشار إلى أن القوات نفذت عمليات تمشيط دقيقة في مناطق متفرقة من الجنوب السوري، حيث تم العثور على وسائل قتالية في المواقع المستهدفة، دون الكشف عن نوعها أو مصدرها. كما أكد الجيش أن قواته تواصل انتشارها في المنطقة، بهدف "إحباط محاولات تمركز عناصر إرهابية وضمان أمن مواطني إسرائيل".
الفرقة 210، التي تقود العمليات في هذه المنطقة، تُعد من أبرز تشكيلات الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية، وتضطلع بمهمات مراقبة الحدود، التنسيق مع القوات الدولية، وتنفيذ عمليات استباقية ضد ما تصفه إسرائيل بـ"التهديدات الإيرانية والميليشيات المتحالفة معها". أما الوحدة 504، فهي ذراع استخباري ميداني متخصص في جمع المعلومات من مصادر بشرية، والتحقيق مع المعتقلين في مناطق النزاع، وغالبًا ما تعمل في الظل ضمن مهام دقيقة تتطلب تنسيقًا عالي المستوى.
هذه العمليات تأتي في سياق تصاعد التوترات الأمنية على الحدود السورية، وسط تقارير عن تحركات لفصائل مسلحة مدعومة من إيران قرب الجولان المحتل، ومحاولات لإعادة تموضع في مناطق استراتيجية جنوب البلاد. وتُعد هذه الاعتقالات جزءًا من سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى منع أي اختراق أمني أو تمركز عسكري قد يهدد الجبهة الشمالية، خاصة في ظل الانشغال الدولي بالملف السوري وتراجع التنسيق الروسي الإيراني في بعض المناطق.
بيروت تايمز تابعت تفاصيل الحدث ضمن تغطيتها المستمرة للملف السوري - الإسرائيلي، في سياق مراقبة الانتهاكات المتكررة وتداعياتها على الأمن الإقليمي. وتطرح هذه التطورات أسئلة ملحّة حول مستقبل الجنوب السوري، ودور إسرائيل في رسم معادلات جديدة على الأرض، في ظل غياب أي تسوية سياسية شاملة، واستمرار التداخل العسكري بين القوى الإقليمية والدولية.
التحركات الإسرائيلية الأخيرة، وإن بدت محدودة النطاق، تحمل رسائل ردعية واضحة، وتؤكد أن الجنوب السوري لا يزال ساحة مفتوحة للتجاذبات الأمنية، وأن إسرائيل ماضية في تكريس حضورها الاستخباري والعسكري، ولو عبر عمليات خاطفة لا تُعلن تفاصيلها إلا بعد اكتمالها.
Comments