لقرائة الحلقة الاولى يرجى النقر على الرابط التالي: https://beiruttimes.com/article/48510
لقرائة الحلقة الثانية يرجى النقر على الرابط التالي: https://beiruttimes.com/article/48531
لقرائة الحلقة الثالثة يرجى النقر على الرابط التالي: https://beiruttimes.com/article/48578
لقرائة الحلقة الرابعة يرجى النقر على الرابط التالي: https://beiruttimes.com/article/48626
ألسفير د. هشام حمدان
نقل عن رئيس الحكومة نواف سلام قوله في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، أن المصارحة والمصالحة هي الطريق لخلاص لبنان.
هذا الشعار، هو شعار رفعه نيلسون مانديلا بعد سقوط نظام حكم التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. وقد كان جزءا من البرنامج الذي اقترحته منذ سنوات لإنقاذ لبنان.
لطالما تكلمت عن هذا الموضوع في المحافل اللبنانية المختلفة، وهو جزء من برنامج طرحناه للإعداد لاستراتيجية وطنية لإعادة بناء السلام بعد النزاع في بلدنا.
وجد نيلسون مانديلا أن المحاسبة بعد نهاية النظام العنصري في بلاده سيقيم حربا أهلية. وأعتبر أن العدالة بالنسبة لشعبه هي في الإعتذار الذي يقدمه الحكام البيض لشعبه، والإقرار بخطأ التمييز العنصري، والمصالحة في اطار بناء وطن يتساوى فيه المواطنون من دون تمييز.
اعتبرنا نحن أن ما حصل خلال الحرب الأهلية كان سياسة وطنية خاطئة. فكمال جنبلاط وحلفائه إندفعوا خلف إيديولوجيا العروبة ولم يكن هدفهم حربا طائفية. كما أن الكتائب وحلفائها، إتخذوا التوجه الطائفي للدفاع عن الوجود والسيادة الوطنية. وعليه، اعتبرنا أن من الضروري أن يقر القادة الذين شاركوا في الحرب، بأخطائهم التي جلبت المآسي للشعب. فيعتذرون عن ما قاموا به، فيتخلوا عن دورهم لمصلحة جيل جديد يعيد ارساء نظام وطني يكرس المصالحة الوطنية.
وقد اعتبرنا أن هذا الامر كان حاجة ماسة منذ اتفاق الطائف وإقرار الإصلاحات الدستورية. كان من الضروري أن يخرج أمراء الحرب بكل جرأة، فيقولون عفوا وعذرا لما جنته أيدينا من سفك دماء أهلنا وأحبتنا، وأنتا سنترك لجيل جديد يقوم بتنفيذ الإصلاحات الدستورية.
لم يتم ذلك، فماذا حصل؟
شرحنا في المقالة السابقة أنه لم يتم استكمال إتفاق الطائف ولا الإصلاحات الدستورية. لم نضع الملامة على أمراء الحرب، بل على حافظ الأسد والنظام البعثي في سورية. وقلنا، أن هذا النظام خرج من لبنان عام ٢٠٠٥ ، ورغم ذلك لم يتم استكمال الإصلاحات بسبب الدور الإيراني من خلال حزب الله.
نحن نذكر ولا شك، محاولة وليد جنبلاط، من خلال حكومة الرئيس السنيورة، ألإنقلاب على هذا الواقع، وما تبعه من هجمة لحزب الله في بيروت والجبل ومحاولة إغتيال الوزير مروان حماده والإغتيلات الأخرى التي تبعت.
ندرك أن الواقع فرض تسوية برعاية خارجية أدت إلى اعتذار وليد جنبلاط عن موقفه وذهاب الجميع الى الدوحة وأقرار المحاصصة. وقد شكل ذلك التحول، تأكيدا واعترافا باستمرار لبنان ساحة حرب.
خرج حزب الله بعد التسليم له، بالمقولة الشهيرة " الشعب والمقاومة والجيش" التي وصفها الرئيس ميشال سليمان بالمقولة الخشبية. إنتهى كل حلم منذ ذلك الحين، باستكمال تطبيق الإصلاحات الدستورية.
اليوم وبعد أن اسرائيل الحرب لمصلحتها وانتهى الدور " المقاوم " لحزب الله، وخرجت إيران مهزومة، يدور صراع كبير حول موضوع تسليم حزب الله سلاحه، أو سحبه منه. إختارت الحكومة ألتي تمثل كل الاحزاب التي تمسك زمام البلاد منذ بداية الحرب الأهلية، مؤخرا، فكرة تسليم السلاح الطوعي، وليس سحب السلاح. يقولون أن وليد جنبلاط جاء بمخرج يحول سياسية الحكومة من سياسة فرض سحب السلاح إلى سياسة تسليم السلاح طوعا.
بغض النظر عن أسباب وآثار هذا القرار، فإن إستكمال الحكومة اخراج لبنان من ساحة الحروب ( إستعادة السيادة)، يفترض وجود نية صادقة لدى حزب الله بتسليم سلاحه. فاذا كان إعلان قادته رفض تسليم السلاح جديا، فمعنى ذلك أن التبديل في سياسة الحكومة هو تسليم آخر لفكرة إبقاء إيران شريكا في المحاصصة السياسية الداخلية، حتى يقرر الخارج أمراً آخر.
وعليه، ما معنى ان يعلن الرئيس سلام الآن عن المصارحة والمصالحة؟
لم يعد هذا المبدأ مهما بعد اتفاق المحاصصة في الدوحة منذ عام ٢٠٠٨.
لم يعد الأمر مسألة طائفية، بل استسلاما من قادة الأحزاب الطائفية لإيران وحزبها وحلفائه في إبقاء لبنان حتى الآن ساحة حروب وسفك دماء. فما هي الفائدة من المصارحة والمصالحة؟
نحن نطالب بالعدالة. العدالة تقرر كيف يعاقب من سفك دماء اللبنانيين.
Comments