09/21/2025 - 16:59 PM
جَنُوب لبنان - بيروت تايمز - متابعة جورج ديب
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتبدلات المشهد الميداني، عادت الولايات المتحدة لتُطل على الساحة اللبنانية من بوابة أمنية – عسكرية دقيقة، حيث وصلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت في زيارة خاطفة اقتصرت على المشاركة في اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم) في الناقورة، قبل أن تغادر مباشرة إلى واشنطن.
وتأتي هذه الزيارة في إطار متابعة تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح في منطقة جنوب الليطاني، وهي جزء من التزامات لبنان ضمن اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع بعد حرب تموز 2006. أورتاغوس لم تعقد أي لقاءات سياسية، ما يعكس تركيز واشنطن على الجانب العسكري التقني دون التورط في تعقيدات المشهد السياسي اللبناني، فيما حضر الاجتماع أيضًا قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، في إشارة إلى أهمية التنسيق العسكري بين الطرفين.
الزيارة جاءت بعد أسابيع من تصعيد متقطع في الجنوب، وسط مخاوف من انهيار قواعد الاشتباك القائمة بين حزب الله وإسرائيل، في وقت طرحت فيه الحكومة اللبنانية ورقة إصلاحية سيادية على المجتمع الدولي تتضمن حصرية السلاح بيد الدولة، دون أن يصدر أي رد إسرائيلي واضح، ما يعمّق حالة الجمود السياسي. ووفق مصادر دبلوماسية، تسعى واشنطن لتثبيت الاستقرار الميداني ومنع الانزلاق نحو مواجهة شاملة، لكنها لا تملك حتى الآن خطة عملية لمعالجة ملف سلاح حزب الله، وتكتفي بالضغط التدريجي وربط المساعدات العسكرية بقدرة الجيش على تعزيز حضوره جنوبًا.
وتُقرأ الزيارة في الداخل اللبناني كرسالة دعم للمؤسسة العسكرية التي تبقى الحصن الأخير في وجه الانهيار، خاصة في ظل الحاجة إلى تعزيزات تقنية ولوجستية، فيما تُعد أيضًا مؤشراً على أن المسار السياسي لا يزال معلقًا بانتظار نضوج ظروف إقليمية ودولية أكثر ملاءمة. وبينما تقترب المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح من نهايتها، تبقى الأنظار شاخصة نحو إسرائيل التي تواصل عرقلة المسار الأمني – السيادي اللبناني، ما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة في المرحلة المقبلة.
Comments