08/05/2025 - 00:02 AM
القدس، بيروت - اعداد جورج ديب – بيروت تايمز
في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ بدء الحرب على غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتخذ قرارًا نهائيًا باحتلال كامل قطاع غزة، في ظل تعثر المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية.
نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو أن "رئيس الوزراء اتخذ بالفعل قرارًا باحتلال كامل لقطاع غزة"، رغم معارضة الجيش الإسرائيلي لهذا الخيار.
هيئة البث الإسرائيلية أكدت وجود خلافات حادة بين القيادة السياسية والعسكرية، مشيرة إلى احتمال استقالة رئيس الأركان إيال زامير إذا تم تنفيذ الخطة.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" أفادت بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ عملية عسكرية موسعة ضد حماس.
بحسب مصادر إسرائيلية، فإن العملية تهدف إلى "الحسم مع حماس" وتحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
ستشمل العمليات مناطق وسط القطاع، بما فيها المخيمات، التي كانت إسرائيل تتجنبها سابقًا خشية المساس بالأسرى.
مسؤولون في مكتب نتنياهو صرحوا بأن "حماس لن تفرج عن أي مختطفين دون استسلام كامل، وإذا لم نتحرك الآن، سيموت المختطفون جوعًا".
رئيس الأركان زامير ألغى زيارة كانت مقررة إلى واشنطن احتجاجًا على القرار، محذرًا من أن العملية قد تعرض حياة الأسرى للخطر.
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعارض المناورات العسكرية في المناطق التي يُعتقد أن الأسرى محتجزون فيها، خوفًا من تداعيات كارثية.
لم يصدر بعد موقف رسمي من الإدارة الأميركية الحالية، لكن الضوء الأخضر الذي منحه ترامب يثير تساؤلات حول مدى التنسيق بين تل أبيب وواشنطن.
منظمات حقوقية دولية حذرت من أن احتلال غزة بالكامل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة في ظل الحصار المستمر وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية.
قرار نتنياهو يعكس تحولًا جذريًا في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه غزة، من سياسة "الردع والاحتواء" إلى "الحسم والاحتلال". لكن هذا التحول يواجه تحديات داخلية كبيرة، أبرزها الانقسام بين القيادة السياسية والعسكرية، واحتمال انهيار التفاهمات الأمنية مع واشنطن في حال تغير الموقف الأميركي.
كما أن تجاهل المسار التفاوضي لصالح الخيار العسكري قد يعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع، ويزيد من عزلة إسرائيل دوليًا، خاصة إذا ما تم تنفيذ العملية دون غطاء قانوني أو دولي.
Comments