دمشق - بيروت تايمز - اعداد منى حسن
في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا، تشهد مدينة السويداء موجة عنف غير مسبوقة بين مجموعات مسلحة من أبناء العشائر البدوية ومقاتلين محليين من الطائفة الدرزية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني وتراجع قدرة الدولة على ضبط المشهد الميداني. الاشتباكات التي اندلعت عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، المبرم بوساطة دولية، سرعان ما تحولت إلى مواجهات دامية امتدت إلى أطراف المدينة وريفها، وسط حالة من الفوضى وانهيار الخدمات الأساسية.
بحسب مصادر ميدانية، فإن المعارك تتركز في المحور الغربي والشمالي الشرقي للسويداء، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة والرشاشات، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن حصيلة القتلى منذ اندلاع المواجهات في 13 يوليو/تموز بلغت 940 قتيلًا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 270 جريح، بعضهم في حالات حرجة.
بيروت تايمز وثّقت شهادات من سكان محليين تحدثوا عن عمليات خطف وقتل خارج القانون، إضافة إلى مجازر مروعة ارتكبت بحق المدنيين، خاصة في قرى ريف السويداء الغربي. وتحدث أحد وجهاء محافظة درعا عن أن المعركة لا تقتصر على العشائر والدروز، بل تشمل فصائل محلية موالية لرجل الدين حكمت الهجري، الذي يقود ما يُعرف بـ"المجلس العسكري" في السويداء.
في السياق ذاته، أعلنت إسرائيل السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء لمدة 48 ساعة، في خطوة اعتبرتها جهات دولية محاولة لاحتواء التصعيد. كما أرسلت مساعدات إنسانية بقيمة 600 ألف دولار للطائفة الدرزية، شملت مواد غذائية ومستلزمات طبية، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.
الأمم المتحدة طالبت بفتح تحقيقات مستقلة وسريعة في أعمال العنف، مؤكدة أن ما يجري في السويداء يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي، ويستدعي محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. كما أعربت ألمانيا وفرنسا عن قلقهما من الأحداث، مشددتين على ضرورة حماية الأقليات ووقف سفك الدماء.
مصادر دبلوماسية أعلنت أن الرئيس السوري أحمد الشرع تلقى اتصالات من قادة عرب، بينهم ولي العهد السعودي والرئيس التركي وأمير قطر، عبّروا فيها عن دعمهم لوحدة سوريا ورفضهم للتدخلات الخارجية، مؤكدين أهمية بسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها.
في ظل هذا المشهد المعقد، تبرز تساؤلات حول قدرة الحكومة السورية على استعادة السيطرة، وضمان حماية المدنيين، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتنازعة، وتضارب الروايات بشأن أسباب اندلاع المواجهات. فبين من يتحدث عن اختطاف متبادل، ومن يشير إلى اعتداءات طائفية، تبقى الحقيقة ضائعة وَسَط ركام الحرب، فيما يدفع المدنيون الثمن الأكبر.
هل ترغبين بإضافة زاوية تحليلية أو تضمين شهادات ميدانية من مراسلي بيروت تايمز؟ يمكنني مساعدتك في ذلك بما يتناسب مع المعايير التحريرية.
Comments