07/15/2025 - 03:21 AM
تحقيق خاص لـ بيروت تايمز من دمشق، بقلم: فاطمة الشاعر
شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا تطورات متسارعة تنذر بمزيد من التصعيد، بعدما تحولت مواجهة محلية بين عشائر البدو ومسلحين دروز إلى اشتباكات عنيفة بين فصائل درزية محلية وقوات النظام السوري. بدأت الأزمة بخطف متبادل بين الطرفين، ثم توسعت في حي المقوس لتصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة تم خلالها تبادل المحتجزين، لكن الهدوء لم يدم طويلًا، حيث أعلنت السلطات السورية فجر الإثنين إطلاق عمليات أمنية واسعة تحت شعار "فرض القانون"، ما فجّر موجة جديدة من المواجهات المسلحة.
قوات مشتركة من وزارتي الداخلية والدفاع بدأت الانتشار في السويداء، فيما أكدت وزارة الداخلية أن التدخل الأمني "ضرورة ومطلب شعبي" بعد أشهر من الفوضى. ومع ذلك، عبّرت مصادر محلية عن استغرابها من توقيت الاقتحام، مشيرة إلى أن الاشتباكات الحالية تدور بين الفصائل الدرزية وقوات النظام القادمة من جهة درعا، والتي استخدمت الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة. وسقط خلال الاشتباكات أكثر من 89 قتيلًا، بينهم عناصر أمن ومدنيون، بينما امتدت المواجهات إلى قرى عدة مثل الصورة الكبيرة والطيرة، وسط حركة نزوح كثيفة وحرق للمنازل.
وسط هذا التصعيد، دخلت أطراف محلية على خط الوساطة، حيث نجح شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع في إطلاق سراح جميع المحتجزين، فيما أصدرت الرئاسة الروحية للدروز بيانًا شددت فيه على رفض سفك الدماء. حركة "رجال الكرامة" أعلنت النفير العام متهمة الحكومة بالتقصير، بينما ظهر انقسام داخلي في المحافظة بين مؤيدين لتدخل النظام ومعارضين له، وسط مطالبات بتشكيل جهاز أمني محلي يحظى بثقة المجتمع.
على الصعيد الإقليمي، كشفت تقارير إعلامية عن استهداف إسرائيلي لدبابات سورية قرب السويداء، ضمن ما وصفته إسرائيل بمحاولة "لحماية الدروز"، في وقت تحدثت فيه تسريبات عن مفاوضات بين دمشق وتل أبيب تتعلق بأمن الجنوب السوري. هذه التطورات أثارت قلقًا دوليًا، مع تحذيرات من احتمال وقوع مجازر في حال استمرار التصعيد.
Comments