07/04/2025 - 09:00 AM
دمشق – بيروت تايمز - إعداد الاعلامي جورج ديب
في لحظة وُصفت بأنها مفصلية في تاريخ سوريا الحديث، أطلقت رئاسة الجمهورية العربية السورية مساء الخميس "الهوية البصرية الجديدة للدولة"، في فعالية رسمية أقيمت بساحة الجندي المجهول في العاصمة دمشق، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وعدد من كبار المسؤولين، وسط احتفالات شعبية متزامنة في مختلف المحافظات.
هُوِيَّة بصرية تتجاوز الشكل إلى المعنى
الهوية الجديدة لم تكن مجرد تغيير في الشعار الوطني، بل جاءت كإعلان عن عقد بصري سياسي جديد يعيد تعريف العِلاقة بين الدولة والمواطن. وقد تم استبدال النسر التقليدي بـ"العقاب الذهبي السوري"، الذي يحمل دلالات القوة، والنهضة، والوحدة، مستلهماً من التاريخ السوري والإسلامي، ومصممًا بأجنحة متوازنة ترمز إلى المحافظات، وذيل بخمس ريشات تمثل المناطق الجغرافية الكبرى.
رسائل داخلية وخارجية
في كلمته خلال الحفل، أكد الرئيس الشرع أن الهُوِيَّة الجديدة تعبّر عن "سوريا الواحدة الموحدة التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم"، مشددًا على أن التنوع الثقافي والعرقي هو مصدر إثراء لا تنازع. كما أشار إلى أن هذه الهُوِيَّة تمثل بداية مرحلة سياسية جديدة، تنهي عقودًا من القمع والانغلاق، وتؤسس لدولة "حارسة" لا "أمنية"، تضع الإنسان في صُلْب أولوياتها.
البعد العربي والدولي: استعادة الدور الإقليمي
الهوية الجديدة جاءت في سياق استعادة سوريا لمكانتها الإقليمية والدولية بعد سنوات من العزلة. وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، صرّح بأن الدبلوماسية السورية "رفضت الواقع المتهالك الذي ورثته"، وأنها خلال الأشهر الماضية كانت في حراك دبلوماسي واسع، تُوّج بلقاءات مع قادة دول عربية ودولية أكدوا دعمهم لسوريا الجديدة.
وقد اعتُبر إطلاق الهوية بمثابة إعادة تموضع لسوريا في المشهد العربي، خاصة بعد عودتها إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في قمم إقليمية كمراقب فاعل، ما يعكس رغبة دمشق في تقديم صورة جديدة عن نفسها، تتجاوز إرث النظام السابق.
تفاعل شعبي واسع
سبق الإعلان الرسمي حملة تواصل جماهيري واسعة، حيث تلقّى المواطنون رسائل نصية من شركات الاتصالات المحلية تدعوهم لمتابعة الحدث عبر موقع إلكتروني مخصص للهوية الجديدة. كما شهدت ساحات دمشق، وحلب، واللاذقية، ودير الزور، وحماة، وغيرها، فعاليات احتفالية ضخمة، شارك فيها مئات الآلاف، في مشهد وصفته وسائل الإعلام بـ"الجامع لكل أطياف المجتمع السوري".
خطوات تنفيذية مرتقبة
من المتوقع أن تُتبع الهوية الجديدة بإجراءات عملية تشمل:
- استبدال بطاقات الهُوِيَّة الوطنية وجوازات السفر.
- اعتماد الشعار الجديد في العملة الوطنية، والمراسلات الرسمية، والمدارس، والجامعات.
- إطلاق حملات توعية لتعريف المواطنين بالرموز الجديدة ودلالاتها.
Comments