واشنطن – بيروت تايمز - متابعة ليلى ابو حيدر
استفاقت الولايات المتحدة صباح اليوم الأحد، 29 يونيو 2025، على وقع حادثين منفصلين تمثّلا في انفجارين قويين، الأول في شمال مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، والثاني في العاصمة الأميركية واشنطن. وقد تسببا بحالة من الهلع في أوساط السكان، فيما سارعت السلطات الأمنية والفدرالية إلى فتح تحقيقات موسعة للوقوف على ملابسات ما جرى، في ظل غياب أي مؤشرات فورية على وجود رابط مباشر بين الحادثين.
انفجار فيلادلفيا: قتيل وجروح ودمار في منطقة سكنية
وقع الانفجار الأول عند نحو الساعة الخامسة فجرًا في حي "نيستاون" السكني شمال فيلادلفيا. وأسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة اثنين آخرين، أحدهما في حالة حرجة، وفق ما أفادت به فرق الطوارئ في المدينة.
وتسبب الانفجار بأضرار جسيمة في ما لا يقل عن خمسة منازل، انهار بعضها جزئيًا نتيجة قوة الانفجار، ما دفع فرق الإطفاء إلى إخلاء الحي ومباشرة عمليات البحث تحت الأنقاض، وَسَط تحذيرات من انهيارات إضافية محتملة في الأبنية المجاورة.
وبينما لم يُحدد بعد سبب الانفجار، قالت مصادر أمنية محلية إن التحقيقات مفتوحة على كافة الاحتمالات، بما فيها تسرّب غاز أو مواد قابلة للاشتعال داخل أحد المنازل، أو عمل تخريبي. وتم إرسال فرق متخصصة من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات (ATF) لتحليل موقع الحادث وجمع الأدلة.
انفجار ثانٍ في واشنطن: شاحنة أمازون تحترق في حي سكني
وبعد ساعات قليلة من حادث فيلادلفيا، شهدت العاصمة واشنطن انفجارًا ثانيًا وقع جنوب المدينة، وتحديدًا في شارع ساوث 23 بمنطقة أرلينغتون. وكان مصدر الانفجار شاحنة لشركة أمازون من نوع "مرسيدس بنز سبرينتر".
أدى الانفجار إلى اندلاع حريق كثيف، شوهدت ألسنته تتصاعد وسط الحي السكني، مما استدعى استنفارًا سريعًا من فرق الإطفاء والشرطة التي سارعت إلى تطويق المكان وإخلاء المنازل المحيطة احترازيًا.
ولم تُسجل أي إصابات، إلا أن الحريق ألحق أضرارًا بالأشجار والسيارات المتوقفة بالقرب من الشاحنة، من دون أن تصل النيران إلى الأبنية السكنية المجاورة. وقد باشر خبراء المتفجرات بفحص المركبة لمعرفة ما إذا كان الانفجار ناتجًا عن خلل ميكانيكي أو احتراق بطاريات الليثيوم التي تُستخدم في بعض شاحنات التوصيل الكهربائية.
هل من رابط بين الحادثين؟
حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تُصدر السلطات الفدرالية أو المحلية أي بيان يربط الحادثين ببعضهما. غير أن تزامن وقوعهما، في غضون ساعات قليلة، وفي مناطق مدنية مأهولة، يثير تساؤلات حول الخلفيات الأمنية المحتملة، وإن كانت التحقيقات حتى الآن ترجّح فرضية الحوادث العرضية.
من جهتها، دعت السلطات المحلية في كل من فيلادلفيا وواشنطن السكان إلى توخي الحذر، والإبلاغ الفوري عن أي روائح غاز أو أجسام مشبوهة، فيما شددت على ضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية في الأحياء السكنية، لا سيما تلك التي تضم بنايات قديمة أو شبكات غاز متهالكة.
خلفيات متشابكة أم مصادفة مؤسفة؟
يرى مراقبون أن طبيعة التفجيرات – لا سيما في شاحنة توصيل – قد تدفع بالتحقيقات إلى التوسع باتجاه احتمال استخدام مركبات في أعمال تخريبية، أو حتى كوسائل لنقل عبوات ناسفة عن بُعد، وهي فرضية لم تُؤكد حتى الآن، لكنها باتت مطروحة بقوة في ضوء التطورات الأمنية في عدد من الولايات الأميركية خلال الأشهر الأخيرة.
وفي انتظار نتائج التحقيق، يبقى السؤال الأبرز مطروحًا: هل نحن أمام حادثين منفصلين فعلاً، أم أن وراء الأفق ما يستدعي القلق من تصاعد خطر داخلي متنامٍ؟
Comments