دمشق – بيروت تايمز متابعة جورج ديب
أعلنت السلطات السورية اليوم الإثنين إلقاء القبض على متورطين رئيسين في التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، والذي أوقع 27 قتيلًا وأصاب أكثر من 60 شخصًا من المدنيين، معظمهم من المصلّين خلال قدّاس صباح الأحد.
وفي بيان رسمي صدر عن وزارة الداخلية السورية، أكّدت أن التحقيقات الأولية كشفت أن الموقوفين ينتمون إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وقد تمّ اعتقالهم خلال عملية أمنية نوعية نُفذت في منطقة الغوطة الشرقية، بالتنسيق الكامل مع جهاز الاستخبارات العامة.
عملية استخباراتية دقيقة
وأوضح البيان أن غرفة العمليات المشتركة التي شُكّلت فور وقوع التفجير، عملت على تتبّع خيوط العملية الإرهابية، مستندة إلى تقنيات متقدمة في تحليل الأدلة الجنائية، والمراقبة الإلكترونية، وشهادات الشهود، مما ساعد في تحديد هُوِيَّة مجموعة من المشتبه فيهم.
وأكدت الوزارة أنه تم خلال المداهمة ضبط أحزمة ناسفة، ومواد تفجير، وخرائط تفصيلية لدور عبادة مسيحية ومساجد، وهواتف مشفّرة، كانت تُستخدم من قبل الخلية الإرهابية في التخطيط لعمليات أخرى.
صلات خارجية وتحقيقات مستمرة
مصدر أمني مطلع كشف لمجلة "السياسة والواقع العربي" أن الخلية المرتبطة بـ"داعش" كانت على تواصل مع عناصر خارجية عبر تطبيقات مشفّرة، وأظهرت التحقيقات أن أوامر التنفيذ صدرت من خارج الأراضي السورية.
وأشار المصدر إلى أن السلطات تعمل حاليًا على تفكيك الشبكة المرتبطة بالخلية، مرجّحًا أن تكون هناك خلايا نائمة أخرى لا تزال تنشط في بعض أحياء العاصمة والمناطق المحيطة بها، لا سيما في الأطراف الشرقية لدمشق.
تهديد أوسع واستنفار أمني
في ضوء هذا التطور، أفادت مصادر أمنية بأن العاصمة دمشق شهدت منذ صباح اليوم رفع مستوى التأهب الأمني، مع تشديد الإجراءات على مداخل الكنائس ودور العبادة، ونشر دوريات إضافية في المناطق الحساسة تحسباً لأي تهديدات متجددة.
وكان تفجير كنيسة مار إلياس قد أثار صدمة كبرى في الأوساط السياسية والدينية والشعبية، واعتُبر أول استهداف انتحاري لكنيسة في العاصمة منذ عقود، وهو ما أعاد إلى الواجهة القلق من عودة الخلايا المتطرفة إلى العمل داخل المدن السورية.
Comments