تحقيق خاص – بيروت تايمز إعداد: لبلى ابو حيدر
في تطور غير مسبوق منذ أكثر من عقد، أطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر اليوم عملية عسكرية شاملة حملت الاسم الرمزي "بشائر النصر"، مستهدفة عبرها قواعد أميركية رئيسية في كل من العراق وقطر، وذلك ردًا على الضربات الجوية الأميركية – الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية قبل يومين.
❖ الأهداف: عين الأسد والعُديد تحت النار
الهجمات الإيرانية شملت:
قاعدة عين الأسد الجوية غرب العراق، وهي أكبر تمركز عسكري أميركي في البلاد.
قاعدة العُديد الجوية في قطر، إحدى أبرز منشآت القيادة الأميركية في الشرق الأوسط.
وبحسب مصادر أمنية وعسكرية متقاطعة، فقد أطلقت إيران ما بين 6 إلى 13 صاروخًا باليستيًا من طرازي "قيام" و"فاتح‑313"، عبر منصات أرضية من غرب إيران. الضربات تزامنت مع هجمات إلكترونية عطّلت الاتصالات والتحكم بالطائرات المسيّرة الأميركية لمدة قاربت 15 دقيقة، في سابقة نوعية في الحرب الإلكترونية.
❖ ردّ ايراني على "مطرقة منتصف الليل"
الضربة الإيرانية جاءت بعد 48 ساعة فقط على تنفيذ الولايات المتحدة وإسرائيل عملية "Midnight Hammer"، التي استهدفت منشآت نووية حيوية في ناتنز، فوردو، وأصفهان، وتسببت بخسائر جسيمة لبرنامج إيران النووي.
وزير الدفاع الإيراني كان قد لوّح بشكل مباشر قبل أيام أن "أي اعتداء على أراضينا أو مقدراتنا سيُقابل برد مباشر يشمل كل قواعد العدو في الإقليم"، وهو ما حصل بالفعل.
❖ الرد الأميركي: تأهب واحتواء
في واشنطن، دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب غرفة العمليات في وقت مبكر صباح اليوم، وأمر بزيادة الجاهزية في القواعد الأميركية بالشرق الأوسط، وتم إعادة نشر أصول جوية وبحرية، منها مقاتلات F-22 ومسيّرات MQ-9، للدفاع وردع أي هجمات إضافية، وحتى اللحظة، لم تُسجّل وفيات، فيما أفادت تقارير بوقوع إصابات طفيفة وأضرار مادية في قاعدة عين الأسد.
❖ الموقف الدولي: بين الدعم والتحذير
قطر أغلقت مجالها الجوي مؤقتًا، وأكّدت أنها تنسّق مع واشنطن لحماية أمن أراضيها.
روسيا وصفت الهجوم الإيراني بـ"الرد المشروع دفاعيًا"، داعية في الوقت نفسه لضبط النفس.
الولايات المتحدة وحلف الناتو حذّرا من "تصعيد كارثي"، فيما طالبت الاتحاد الأوروبي والصين بوقف العمليات العسكرية والعودة لمسار التفاوض.
❖ قراءة في العمق: الصفعة الاستراتيجية
يرى محللون عسكريون أن إيران تسعى لتكريس معادلة "الردع المباشر"، لا عبر وكلائها فحسب، بل عبر قواتها النظامية وأذرعها الإلكترونية، مع استخدام مزيج تكتيكي من الصواريخ الباليستية والهجمات السيبرانية.
وبحسب الخبير العسكري حسن الطباطبائي (طهران)، فإن "إيران لم تعد تكتفي بالرد السياسي، بل اختارت للمرة الأولى منذ 2020 أن تضرب بنفسها قواعد أميركية مباشرة".
وفي المقابل، اعتبر الجنرال المتقاعد الأميركي جون ألين أن الضربة "استعراض قوة محسوب أكثر من كونه إعلان حرب"، لكنها "فتحت بابًا خطيرًا لتدويل المواجهة".
❖ إلى أين تتجه الأمور؟
الهجوم الإيراني يفتح صفحة جديدة من التصعيد المتبادل في المنطقة، ويعيد خلط أوراق التموضع الأميركي في الخليج والعراق. كما يطرح أسئلة ملحّة:
هل ترد واشنطن عبر ضربة عسكرية مباشرة، أم تكتفي بالاحتواء؟
هل تتوسع رقعة المواجهة لتشمل سوريا ولبنان، حيث يتموضع حزب الله؟
هل تتعطل مفاوضات الملف النووي بالكامل، ويُعلن رسميًا موت الاتفاق؟
✦ الخلاصة:
الهجوم الإيراني على القواعد الأميركية يوم 23 حزيران لا يشبه ما سبقه. هو تحول استراتيجي يُدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الردع المتبادل العلني، ويؤشر إلى عودة مفهوم "الردّ الصاروخي المباشر" بين دول كبرى في الشرق الأوسط. وفي انتظار الرد الأميركي، يعلّق الشرق الأوسط أنفاسه... من جديد.
Comments