______________________________________________
واشنطن – تحليل اخباري - من اعداد جورج ديب
______________________________________________
في ظل التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، أرسلت الولايات المتحدة نحو 30 طائرة للتزويد بالوقود جواً إلى قواعد في أوروبا، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة واضحة على استعداد واشنطن لتوسيع مشاركتها في أي مواجهة عسكرية محتملة، سواء لحماية قواتها أو لدعم عمليات هجومية بعيدة المدى.
وبحسب تقارير استخبارية نُقلت عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، فإن هذه الطائرات يمكن استخدامها في توسيع مدى القاذفات الأميركية، وفي مقدمتها قاذفات B-2 الشبحية، أو لدعم الطلعات القتالية للطائرات الإسرائيلية التي قد تنفذ عمليات ضد منشآت نووية إيرانية، مثل منشأة فوردو المحصّنة تحت الأرض.
ووردت تقارير تشير إلى أن طائرات اخرى تابعة لعدة دول غربية تشارك بالفعل في دعم عمليات التزود بالوقود جوا لسلاح الجو الإسرائيلي، وذلك لتسهيل تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف داخل إيران، ما يعزز الاحتمال بأن تكون الطائرات الأمريكية التي تم نشرها مؤخرا مخصصة للغرض نفسه، أي تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود أثناء العمليات.
قلق من تصعيد شامل
ووفقًا لتقارير أميركية وغربية متقاطعة، فإن المخاوف تتزايد داخل دوائر صنع القرار في واشنطن من اندلاع حرب أوسع نطاقًا، خصوصًا في ظل الضغط الإسرائيلي المتواصل على إدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل التدخل المباشر في الحرب ضد إيران.
وحذّر مسؤولون أميركيون من أن أي ضربة أميركية على منشأة فوردو النووية ستدفع إيران إلى الرد عبر وكلائها الإقليميين، وعلى رأسهم ميليشيا الحوثي في اليمن، التي قد تستأنف قصف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، وكذلك الميليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا، والتي يُتوقع أن تستهدف القواعد الأميركية المنتشرة في تلك المناطق.
كما لفتت التقارير إلى أن إيران قد تلجأ إلى تكتيكات بحرية تقليدية، من أبرزها زرع الألغام في مضيق هرمز، وهو ما قد يؤدي إلى حصار جزئي أو مؤقت للقطع البحرية الأميركية في الخليج العربي، مما يعزز من احتمالات اشتعال مواجهة بحرية شاملة.
استنفار أميركي واسع: 40 ألف جندي في الميدان
ردًا على هذه التهديدات، وضعت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" القوات الأميركية في حالة تأهب قصوى في قواعدها بالمنطقة، التي يتجاوز عدد أفرادها 40 ألف جندي موزعين بين قطر والكويت والعراق وسوريا والبحرين والسعودية، وقواعد أخرى في شرق المتوسط.
في هذا السياق، أقرت مصادر إيرانية رسمية بأن طهران ستردّ على أي تدخل أميركي مباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل، عبر استهداف قواعد أميركية في العراق كمرحلة أولى، قبل توسيع نطاق الرد ليشمل قواعد في دول عربية أخرى، حَسَبَ ما نقلته صحف دولية عن مسؤولين إيرانيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم.
إيران والنووي: ماذا لو ضُربت فوردو؟
وبالرغم من النقاشات المتزايدة داخل الإدارة الأميركية حول خيار توجيه ضربة جوية على منشأة فوردو النووية، إلا أن المسؤولين الاستخباريين أعربوا عن شكوكهم في قدرة أي هجوم على إيقاف برنامَج إيران النووي بشكل حاسم. فقد تم نقل مخزونات كبيرة من اليورانيوم المخصّب إلى أنفاق تحت الأرض في مواقع سرية، مما يجعل الوصول إليها صعبًا ويتطلب ذخائر خارقة للتحصينات العميقة، مثل GBU-57 MOP المحمولة على قاذفات B-2.
وفي هذا الإطار، أشار مسؤولون عسكريون إلى أن أي عملية ضد فوردو ستحتاج إلى تنسيق عالي المستوى بين القوات الأميركية والإسرائيلية، وربما إلى توفير غطاء جوي أميركي لفرقة كوماندوز إسرائيلية تنفذ عمليات نوعية على الأرض داخل إيران.
ترامب: لا سلاح نووي لإيران... واستسلام غير مشروط
من جهته، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد على موقفه المتشدد تجاه إيران، قائلاً في تغريدة يوم الثلاثاء:
"لن نسمح أبدًا لإيران بامتلاك سلاح نووي. الطريق واضح: إما استسلام غير مشروط أو مواجهة العواقب".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه إسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية ضد البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية، فيما ترد طهران بوابل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ما يرفع منسوب القلق من توسع الحرب إلى مواجهات متعددة الجبهات، تبدأ في طهران وقد لا تنتهي قبل الخليج والبحر الأحمر.
Comments