إخلاء طهران وتحريك "نيميتز".. انقلاب في موقف الإدارة الأميركية خلال ساعات
واشنطن – بيروت تايمز – تحقيق الاعلامي جورج ديب
في تصعيد خطير ينذر بانزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تغريدة مفاجئة عبر منصة "تروث سوشال"، إلى "إخلاء العاصمة الإيرانية طِهران فورًا"، ما أثار صدمة دولية واسعة، خاصة أن الموقف الأميركي كان حتى ساعات قليلة يميل إلى التهدئة والدعوة للحوار.
جاء هذا التطور بالتزامن مع عودة ترامب المفاجئة من قمة مجموعة السبع، التي انعقدت في مدينة كيبيك الكندية، ليباشر على الفور اجتماعات طارئة في "غرفة العمليات" بالبيت الأبيض (Situation Room)، رأسها نائبه جيه دي فانس، بحضور: رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال روبرت أبيلين، ومستشار الأمن القومي دانيال أورتيغا، ومسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي.
توتر كبير بين إيران وإسرائيل
شهدت طهران تصاعدًا خطيراً في التوتر بين إيران وإسرائيل، إذ نفذت إسرائيل عدة ضربات جوية استهدفت مبانٍ حكومية ومنشآت عسكرية في طهران، بما فيها استوديو التلفزيون الرسمي، ما تسبب بسماع انفجارات مما أدى إلى وقوع ضحايا مدنيين.
الرئيس ترامب دعا المدنيين إلى "الإخلاء الفوري لطهران"، نظرًا لتصاعد الهجمات ووجود تحذيرات إسرائيلية بإمكانية ضرب مزيد من المناطق. السلطات الإسرائيلية طالبت بالإخلاء جزئيًا من بعض المناطق في طهران، بينما تبادل الجانبان إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، ما أودى بحياة نحو 224 مدنياً إيرانياً على الأقل حتى الآن.
الوضع المدني
تسبب ذلك بحالة هلع وخروج جماعي من السكان الذين يحاولون الفرار خارج العاصمة، ما أدى إلى اختناقات مرورية حادة على الطرق المؤدية إلى الشمال (نحو بحر قزوين والجبال). السكان يلجؤون إلى المخابئ في المترو والأنفاق الجوفية، نظراً لندرة الملاجئ الرسمية والسلطات الإيرانية تحاول تصوير الأمر وكأنه "مسرحية إعلامية"، لكن السكان يعبرون عن خيبة أملهم في أداء الحكومة بسبب قلة الإرشادات والإجراءات الوقائية.
ترامب فجأة تحوّل من لغة الحوار إلى التهديد الصريح يطرح تساؤلات عدة
هل وصلت معلومات استخباراتية خطيرة إلى البيت الأبيض؟
تقارير مسرّبة تحدثت عن "خِطَّة إيرانية لإجراء اختبار تحت الأرض خلال أسابيع"، ما أعاد إلى الأذهان تجرِبة كوريا الشِّمالية في 2006.
هل يسعى ترامب لفرض معادلة ردع جديدة عشية الانتخابات الرئاسية؟
هناك من يرى أن ترامب يسعى لـ "حسم استراتيجي" قد يعزز شعبيته، خاصة في ظل تفاقم التوتر مع الصين وروسيا، أم أنها ورقة ضغط تكتيكية لانتزاع تنازلات؟
البعض يربط التصعيد بالمفاوضات غير المباشرة في سلطنة عمان، والتي كانت تشهد تقدمًا طفيفًا قبل الانقلاب الأميركي.
استعدادات عسكرية أميركية لافتة
مصادر صحفية مطلعة أكدت لـ "بيروت تايمز" أن وزارة الدفاع الأميركية أمرت بتحريك حاملة الطائرات "نيميتز" إلى شرق المتوسط، ترافقها مدمرات مزودة بصواريخ توماهوك، وطائرات B-2 وB-52 من قواعدها في غوام وأوكلاهوما إلى قواعد بالخليج، ونشر أنظمة "ثاد" و"باتريوت" في الكويت وقطر والإمارات تحسبًا لأي رد إيراني محتمل.
منشأة فوردو على خط النار
أوساط استخباراتية في أوروبا والشرق الأوسط رجّحت أن منشأة "فوردو" النووية المحصّنة تحت الأرض، القريبة من مدينة قم، قد تكون الهدف المحتمل لأي ضربة أميركية – إسرائيلية مشتركة. وقد تم رصد نشاط مكثف داخل المنشأة في الأيام الأخيرة، وسط معلومات عن محاولة إيران نقل أجهزة طرد مركزي جديدة من الجيل التاسع، وتخزين مواد مخصبة بدرجة تتجاوز 60%.
مصادر غربية تحدثت عن صور أقمار صناعية أميركية رصدت تعزيزات هندسية ومعدات داخل الموقع، مما فسّرته واشنطن بأنه "محاولة إيرانية لتسريع القفزة النووية".
اسرائيل تطلب المساعدة أم تنسق ضربة مع واشنطن؟
مصادر أمنية أكدت أن إسرائيل أبلغت واشنطن، قبل 48 ساعة، أنها "لن تتردد في ضرب فوردو ومواقع نووية أخرى إذا لم تتحرك أميركا". وتشير المعطيات إلى أن:
قادة من سلاح الجو الإسرائيلي زاروا قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، وهناك اجتماعات مكثفة جرت بين الموساد ووكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) في قبرص والأردن، وهذا يشير إلى تنسيق غير مسبوق بين البلدين قد يُمهّد لعمل عسكري مشترك.
ردود دولية حذرة
فرنسا وألمانيا أعربتا عن "قلق بالغ" ودعتا إلى عقد جِلسة عاجلة لمجلس الأمن، وروسيا أكدت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن "أي اعتداء على طهران سيؤدي إلى انفجار إقليمي"، والصين حذرت من "اللعب بالنار في منطقة مشتعلة أصلاً".
الساعات المقبلة ستحدد مسار المواجهة
التحركات الأميركية غير مسبوقة من حيث السرعة والحجم، وإذا اقترنت بتحرك إسرائيلي، فإن المنطقة قد تكون أمام ضربة استباقية خاطفة لتدمير المواقع النووية الإيرانية، خصوصًا "فوردو" و"نطنز".
هل تتراجع إيران؟ أم ترد؟
هل يوقف ترامب نفسه في اللحظة الأخيرة؟ أم يشهد العالم مواجهة مفتوحة على جبهة الخليج والبحر المتوسط؟
الإجابة في الساعات القليلة القادمة.
Comments