تحليل اخباري وسياسي خاص
التصعيد الأخطر منذ عقود يهدد بإشعال مواجهة إقليمية شاملة في الشرق الأوسط
بيروت، طهران - بيروت تايمز - اعداد الاعلامية منى حسن
في تطور خطير ينذر بمرحلة جديدة من التوتر في الشرق الأوسط، شنت إسرائيل فجر الجمعة في 13 حزيران 2025، سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت العمق الإيراني، في إطار ما أسمته عملية "الأسد الصاعد"، طالت منشآت نووية وعسكرية ومقار قيادية للحرس الثوري الإيراني، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من كبار القادة والعلماء النوويين، في ضربة وصفت بأنها "الأقسى منذ حرب تموز 2006".
استهداف غير مسبوق في العمق الإيراني
بحسب مصادر أمنية ودبلوماسية، استهدفت الغارات الإسرائيلية منشآت في مدن نطنز، طهران، قم، مركزي، كرمنشاه، همدان، خنداب، وخرم آباد، باستخدام طائرات شبح وصواريخ دقيقة. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "تم تدمير أكثر من 200 هدف استراتيجي مرتبط بالبرنامج النووي والصاروخي الإيراني".
كما شهدت منشأة نطنز النووية، إحدى أبرز منشآت تخصيب اليورانيوم، أضراراً جسيمة وانفجارات تسببت بتصاعد الدخان الكثيف من المنطقة، بحسب التلفزيون الإيراني الرسمي.
مقتل قيادات عسكرية وعلماء بارزين
أكدت مصادر استخباراتية غربية وعربية متقاطعة أن الغارات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، من بينهم:
-
اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري
-
الفريق أول محمد باقري، رئيس الأركان العامة
-
اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء
-
اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية والفضائية
-
اللواء علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى
-
اللواء إسماعيل قاآني، قائد "فيلق القدس"، وفق مصادر لم تؤكدها طهران بعد
كما أسفرت الضربات عن مقتل 9 من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، أبرزهم:
-
فريدون عباسي دواني، الرئيس الأسبق للوكالة النووية الإيرانية
-
محمد مهدي طهرانچي، رئيس جامعة الشهيد بهشتي
-
عبد الحميد منوشهر، عالم فيزياء نووية
-
وآخرون من المراكز البحثية التابعة للحرس الثوري
الرد الإيراني: صواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل
في أولى ردودها، أطلقت إيران مساء الجمعة ما يفوق 150 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه أهداف داخل إسرائيل. دوت صافرات الإنذار في تل أبيب، بئر السبع، ونهاريا، فيما فعّلت "القبة الحديدية" منظوماتها الدفاعية بكثافة.
وقد أعلنت طهران أن الرد "ما هو إلا البداية"، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابات محدودة وأضرار مادية، مشيرة إلى اعتراض أكثر من 85% من المقذوفات.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
-
قطر والكويت والإمارات سارعت إلى إجلاء البعثات الدبلوماسية من طهران.
-
الولايات المتحدة وضعت قواتها في الشرق الأوسط بحالة تأهب قصوى وأجرت اتصالات مكثفة مع إسرائيل ومصر لاحتواء الموقف.
-
فرنسا وألمانيا دعتا إلى ضبط النفس وفتح قنوات دبلوماسية فورية.
-
روسيا والصين نددتا بالضربة، ووصفتا التصعيد بـ"الخطير على الأمن الدولي".
قراءة تحليلية: ضربة نوعية أم فاتحة حرب؟
تعتبر هذه العملية العسكرية الأخطر بين البلدين منذ عقود، ليس فقط بسبب حجم الأهداف ونوعيتها، بل لأنها أصابت الهيكل القيادي والعلمي لإيران، وأضعفت قدراتها الهجومية على المدى القصير.
في المقابل، فإن الرد الإيراني أظهر رغم ضخامته، مؤشرات على تراجع قدرات إيران الصاروخية بفعل الضربات التمهيدية، ما يعزز فرضية أن تل أبيب كانت تسعى لـ"شل الضربة قبل وقوعها".
سيناريوهات المرحلة المقبلة
-
مواجهة شاملة: قد تتطور الأمور إلى مواجهة إقليمية، خاصة إذا تدخلت جماعات تابعة لإيران مثل حزب الله أو الحوثيين.
-
ردود غير مباشرة: اغتيالات أو تفجيرات في دول ثالثة.
-
ضبط دولي للتصعيد: عبر وساطة أمريكية أوروبية بهدف العودة إلى طاولة التفاوض النووي.
المنطقة على حافة الهاوية، ومشهد ما بعد "الأسد الصاعد" يطرح أسئلة حول مستقبل التوازن الإقليمي. إسرائيل وجّهت رسالة حاسمة بأن قدرات إيران النووية لن تمر دون رد، بينما تلوّح طهران بردود أكثر خطورة. وبين التصعيد والتهدئة، يبدو الشرق الأوسط أمام مفترق تاريخي جديد.
Comments