أحمد أباد – وكالات
شهدت مدينة أحمد أباد، غرب الهند، صباح اليوم، كارثة جوية مروّعة تمثّلت في تحطم طائرة ركاب من طراز "بوينغ 787 دريملاينر" تابعة للخطوط الجوية الهندية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، في حادث هو الأول من نوعه من حيث الوفيات لهذا الطراز من الطائرات منذ بدء استخدامه من قبل شركة بوينغ الأميركية عام 2011.
وذكرت الشرطة الهندية في بيان رسمي أن الطائرة المنكوبة كانت قد أقلعت للتو من مطار سردار فالابهبهاي باتيل الدولي في أحمد أباد، قبل أن تهوي وتتحطم على بعد كيلومترات قليلة من المدرج، في منطقة غير مأهولة نسبياً، ما قلل من حجم الدمار على الأرض.
عدد الركاب وجنسياتهم
أفادت السلطات أن الطائرة كانت تقل ما لا يقل عن 242 شخصاً بين ركاب وأفراد الطاقم، وجاءت توزّعات الجنسيات على الشكل التالي:
169 مواطناً هندياً
53 بريطانياً
7 برتغاليين
1 كندي
12 من جنسيات متعددة لم يتم الكشف عنها بعد
وأشار المتحدث باسم الشرطة إلى أن عمليات البحث والإنقاذ ما تزال جارية وَسَط الحُطَام، باستخدام كلاب بوليسية وطائرات مسيّرة حرارية، بينما لم تعلن السلطات حتى الآن عن الحصيلة الرسمية للضحايا، في انتظار تحديد مصير جميع من كانوا على متن الرحلة.
ونقلاً عن شهود عيان يعيشون في محيط المطار، فقد شوهدت الطائرة وهي ترتفع بشكل غير مستقر في الهواء قبل أن تميل بحدة نحو اليمين، ثم تسقط بسرعة كبيرة محدثة انفجاراً ضخماً وتصاعداً كثيفاً للدخان. بعض التقارير الأولية أشارت إلى احتمال حدوث خلل في أحد المحركات أو في أنظمة التوازن الآلي للطائرة.
وقالت هيئة الطيران المدني الهندية إن تحقيقاً فنياً شاملاً قد بدأ، بمشاركة فريق من الخبراء في السلامة الجوية وشركة بوينغ الأميركية التي ستوفد بدورها وفداً فنياً لمتابعة الحادث.
سجل "بوينغ 787" ومخاوف متجددة
تعد طائرة بوينغ 787 دريملاينر من أحدث الطائرات التجارية في العالم وأكثرها تطوراً من الناحية التكنولوجية، حيث بدأت أولى رحلاتها التجارية عام 2011، وتُستخدم من قبل أكثر من 60 شركة طيران دولية.
ورغم سجلها الجيد في مجال السلامة، إلا أن الطراز واجه في السابق مشاكل متكررة تتعلق بأنظمة البطارية والبرمجيات، خصوصاً في السنوات الأولى من تشغيله، مما أدى إلى وقف مؤقت لعدد من الطائرات في 2013.
غير أن هذا الحادث الأخير في أحمد أباد هو أول حادث تحطم مميت لطائرة من هذا الطراز، ما يفتح الباب أمام مراجعة جديدة لسلامة هذا النوع من الطائرات على مستوى العالم، خاصة مع تكرار التحذيرات من وجود ثغرات في عمليات الصيانة والتصنيع في مصانع بوينغ خلال السنوات الماضية.
ردود الفعل والتحقيقات الجارية
وقد عبّرت الحكومة الهندية عن "حزنها العميق" لسقوط الضحايا، فيما أمر رئيس الوزراء ناريندرا مودي بفتح تحقيق عاجل، مشدداً على تقديم الدعم الكامل لعائلات الركاب وتسهيل عمليات الإنقاذ.
من جهتها، أوقفت شركة Air India جميع الرِّحْلات المقررة على طائرات من الطراز ذاته حتى إشعار آخر، وأعربت في بيان عن "صدمتها العميقة" مما حدث، متعهدة بالتعاون الكامل مع المحققين.
وفي واشنطن، أعلنت شركة بوينغ أنها تتابع تطورات الحادث عن كثب، وأنها "تقف على أهبة الاستعداد لدعم السلطات الهندية في التحقيق"، معربة عن تعازيها الحارة لعائلات الضحايا.
Comments