bah بعد 60 عاماً.. إسرائيل تستعيد الأغراض الشخصية للجاسوس إيلي كوهين، وتبدأ مهمة البحث لاستعادة رُفاته من سوريا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

بعد 60 عاماً.. إسرائيل تستعيد الأغراض الشخصية للجاسوس إيلي كوهين، وتبدأ مهمة البحث لاستعادة رُفاته من سوريا

06/11/2025 - 22:52 PM

Prestige Jewelry

 

 

 

 

دمشق - القدس - تحقيق ادوار العشي



بعد 60 سنة على إعدامه، بتاريخ 18 أيار 1965، استعادت إسرائيل أكثر من 2500 وثيقة تخص الجاسوس الإسرائيلي الأشهر في دمشق ايلي كوهين، الذي اتخذ إسم كامل أمين ثابت.

فقد إستعادت إسرائيل مؤخراً، الأرشيف الخاص بالجاسوس إيلي كوهين، الذي قضى فترة ًطويلة من ستينيات القرن الماضي، عميلاً في سوريا، تمهيداً لمعرفة موقع دفن كوهين، واستعادة تل أبيب لجثته.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية، كانت ضمن "الأرشيف السوري الرسمي"، بعميل جهاز "الموساد" إيلي كوهين، الذي أدى مهمات إستخبارية حتى انكشاف أمره، وإعدامه في دمشق بتاريخ 18 أيار 1965.

وفق المعلومات، أنه "بعد مرور 60 عامًا على إعدام الجاسوس كوهين، تمّ استرجاع الأرشيف السوري الرسمي المتعلق بإيلي كوهين، "في عملية سرية معقدة، نفذها جهاز "الموساد"، بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة، ويحتوي هذا المحفوظات، على آلاف المواد التي احتفظت بها الاستخبارات السورية لعقود، تحت حراسة مشددة". وتضم المحفوظات، نحو 2500 مستند وصورة، وأغراضا شخصية أصلية، معظمها يُكشف لأول مرة.

وفقا للمعلومات التي أفصح عنها مكتب نتنياهو، يتضمن المحفوظات "تسجيلات وملفات تحقيقات ورسائل بخط يد كوهين لعائلته في إسرائيل، وصورًا من نشاطه الاستخباري في سوريا، وأغراضًا من منزله الذي صودر بعد اعتقاله".

وأشير، إلى أنه من بين الأغراض، "مفاتيح شقته بدمشق، وجوازات سفر مزورة، وصوراً له مع كبار مسؤولي الجيش والحكومة السورية. كما وُجدت في مذكراته، مهام سرية كلّفه بها "الموساد"، منها مراقبة أهداف، وجمع معلومات عن قواعد عسكرية سورية في القنيطرة، إضافة إلى الحكم القضائي الأصلي بإعدامه".

ووصف نتنياهو الجاسوس إيلي كوهين، بأنه "أعظم جاسوس في تاريخ الدولة، ساهم في النصر التاريخي في حرب الأيام الستة (حرب حزيران 1967)".

من جانبه، قال رئيس الموساد الإسرائيلي دادي برنيع، إن جلب المحفوظات "خطوة جديدة في مسعانا لمعرفة مكان دفن إيلي كوهين؛ سنواصل بذل كل جهد، للعثور على المفقودين وإعادتهم، الأحياء لإعادة التأهيل، والذين سقطوا لدفنهم".

وكشفت مواقع إعلام عبرية، عن مساعٍ إسرائيلية لاستعادة مفقوديها أحياء، ورفات قتلاها من سوريا ولبنان، ومن بينهم جثمان إيلي كوهين، أحد أشهر جواسيسها في سوريا، وذلك مستغلة حالة الفوضى الأمنية، بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وأوضح موقع "واينت" العبري، أن لدى إسرائيل العديد من المفقودين في سوريا، منهم الجاسوس إيلي كوهين، الذي دُفن في دمشق قبل 60 عاما، ويهودا كاتس، وتسفي فيلدمان، مفقودان منذ معركة السلطان يعقوب عام 1982. أيضاً، غاي حيفر، جندي المدفعية الذي اختفى من قاعدته في مرتفعات الجولان السوري المحتل، قبل 28 عاما في عام 1997، وكان بعمر 20 سنة تقريبًا. وبرغم البحث الكثيف عنه، فإن مصيره لا يزال لغزًا، مذ حمل بندقيته وغادر القاعدة، ومن وقتها اختفى أثره.

وقالت نادية كوهين، أرملة الجاسوس إيلي كوهين، في حديث لموقع "واينت": إنها تأمل في "أن يؤدي سقوط نظام الأسد، إلى عودة جثمان زوجها الذي دفن في دمشق، بمكان مجهول بعد إعدامه". وتحدثت بهذا الخصوص، مع ديفيد برنيع رئيس الموساد، منذ أن بدأ الوضع يتدهور في سوريا، في نهاية العام المنصرم، وطلبت إليه، أن يحاول حل المشكلة، وأن يجلب إيلي ليدفن في إسرائيل، مع حلول الذكرى لمئوية لميلاده (26 ديسمبر/كانون الأول 1924- 18 مايو/أيار 1965).

واعتبرت عنات شقيقة فيلدمان، أن "إطلاق سراح آلاف السجناء من السجون السورية بعد 50 عاماً، أثار الأمل فينا، وقلنا دائماّ، "إن زفيكا قد يكون محتجزا في مكان ما، ربما احتجزه الأسد ونظام والده الوحشي، في زنزانات مظلمة لعقود من الزمن، يجب على الدولة أن تتحرك الآن، فهذه مسؤولية وطنية، والأحداث الجارية في سوريا الآن، فرصة نادرة، ونأمل أن تعيد أخي إلى الوطن".

السلطات السورية رفضت في ما مضى، الكشف عن مكان دفن رفات إيلي كوهين، وكانت تبدل مكان دفنه من فترة إلى أخرى، ولم يُعاد جثمانه إلى إسرائيل أبداً، على الرغم من مطالب عائلته لعقود، ووساطات دولية على أعلى مستوى.
ورغم بحثه الدؤوب والمستمر لسنوات طوال، لم يستطع جهاز "الموساد" معرفة مكان دفن رفاته، سوى الوصول إلى ساعة يده التي كان يرتديها حتى لحظة اعتقاله؛ حيث قاموا بشرائها أثناء عرضها في مزادٍ ببلد آخر، وإعادتها إلى إسرائيل. ثم قُدمت رسمياً لأرملته نادية في أيار 2018 خلال حفل مغلق، وعلقت في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، قائلةً: "عندما تم إخباري عن الساعة، جفّ فمي، وسرت قشعريرة في جسمي؛ في تلك اللحظة، بدا الأمر كما لو أنني شعرت بيده، وأن جزءاً منه كان معنا".

وفي الإطار، طلبت إسرائيل من روسيا المساعدة في جهود البحث عن كوهين، لكنها لم تنجح حتى الآن. لقد أصبح قبره لغزاً محيراً، تتصارع جهات إستخبارية عدة على معرفة مكانه.

وبداية هذا العام، حفرت القوات العسكرية الروسية، الكثير من القبور في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من دمشق. كذلك قامت بتحليل الحمض النووي لعدد كبير من عظام تلك القبور المحفورة، من أجل التعرف على رفات الجاسوس كوهين. السكان المحليون إستاؤوا و شعروا بالغضب من أعمال الحفر هذه، لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء، لاسيما وأن السلطات السورية، في العهدين السابق والحالي، التزمت الصمت، ولم تعلق على الوضع بأي شكلٍ من الأشكال.

وليست هي المرة الأولى، التي يتم فيها الحفر العشوائي المحموم في مقبرة اليرموك. إذ أفادت تقارير سابقة، على أن القوات الروسية والنظام السابق، حفرت قبوراً في العام 2019، بحثاً عن جنود إسرائيليين مفقودين، قُتلوا في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي. بعد ذلك، في 9 أبريل 2019، سلم الجانب الروسي إلى إسرائيل، رفات الجندي زكريا باومل من الفرقة 90 في سلاح الدبابات، الذي قتل في معركة السلطان يعقوب في البقاع، التي حدثت بين الجيش الإسرائيلي والقوات السورية، بتاريخ 10 حزيران عام 1982، حيث قُتل 30 جندياً إسرائيلياً، وأسر إثنان على الأقل، وتم تدمير أكثر من 8 دبابات واغتنام أخرى، في المعركة التي دامت ست ساعات.

وتمّ أسر الجنود الثلاثة والتجول بهم في شوارع دمشق، محمولين على ظهر دبابتهم التي تمّ الإستيلاء عليها. ومن بين الجنود الثلاثة، مواطن إسرائيلي- أميركي يدعى زخاري بوميل، أعلنت روسيا أن جيشها هو الذي عثر على رفاته، وسلمها إلى إسرائيل بتاريخ 3 أبريل 2019. وفي 11 أيار 2025، إستعادت إسرائيل جثة تسيفي فيلدمان، فيما لا يزال البحث مستمراً عن جثة الثالث يهودا كاتس. وبتاريخ 8 حَزِيران 2016، قامت السلطات الروسية بإعادة دبابة باتون 48 الإسرائيلية، حصلت عليها كهدية من القوات السورية.


 

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment