لوس انجلوس - بيروت تايمز - تحقيق الاعلامي جورج ديب
تشهد مدينة لوس أنجلوس الاميركية اضطرابات واسعة النطاق بعد حملات دهم نفذتها سلطات الهجرة، مما أدى إلى احتجاجات عنيفة وتصعيد أمني غير مسبوق. في ظل هذه الأحداث، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن المدينة "تتعرض لاجتياح من قبل أعداء أجانب"، داعيًا إلى تدخل الجيش الوطني، المارينز، والشرطة المحلية لاستعادة النظام.
التدخل العسكري والأمني
• نشر القوات: تم إرسال 700 من قوات المارينز لدعم الحرس الوطني في حماية المباني الفيدرالية وسط المدينة.
• نفذت شرطة لوس أنجلوس عمليات تفريق باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وسط مواجهات مع المحتجين.
• فرضت السلطات حظر تجول في بعض المناطق، بينما تم اعتقال عشرات الأشخاص بتهم التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة.
الجدل القانوني والسياسي
• معارضة حاكم كاليفورنيا: قدم غافين نيوسوم طلبًا قضائيًا عاجلًا لمنع نشر القوات الفيدرالية، معتبرًا أن القرار "غير قانوني" ولا يستند إلى حالة تمرد أو غزو حقيقي.
• تكلفة الانتشار: قدرت وزارة الدفاع تكلفة نشر القوات في لوس أنجلوس بـ 134 مليون دولار، مما أثار انتقادات حول جدوى التدخل العسكري في أزمة داخلية.
• ردود الفعل الدولية: أعربت أستراليا عن قلقها بعد إصابة صحفية أسترالية برصاص مطاطي أثناء تغطية الاحتجاجات، مما زاد من الجدل حول استخدام القوة ضد الإعلاميين.
ترامب: نرحّل المهاجرين غير الشرعيين بسرعة ونعيد الأمور إلى نصابها
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إن مدينة لوس أنجلوس "تتعرّض لاجتياح من قبل أعداء أجانب"، داعياً وزراء الأمن الداخلي والدفاع والعدل إلى "اتخاذ إجراءات لتحرير المدينة من غزو المهاجرين ووضع حد للشغب". ويجب ان نرحّل المهاجرين غير الشرعيين بسرعة ونعيد الأمور إلى نصابها
وجاءت هذه التصريحات في خطاب ألقاه أمام جنود في قاعدة فورت براغ بولاية نورث كارولاينا، حيث علّق على المظاهرات والاضطرابات التي اندلعت في المدينة على خلفية حملات دهم تنفذها سلطات الهجرة.
وقال ترامب في كلمته: "لن نسمح باجتياح مدينة أميركية واحتلالها من قبل أعداء أجانب"، مضيفًا أن "ما تشهدونه في كاليفورنيا هجوم شامل على السلم والنظام العام والسيادة الوطنية، ينفذه مثيرو شغب يرفعون أعلامًا أجنبية بهدف مواصلة اجتياح أجنبي لبلدنا".
خطاب أزمة أم تصعيد انتخابي؟
تصريحات الرئيس ترامب حول "الاجتياح الأجنبي" في لوس أنجلوس تعكس تصعيدًا سياسيًا يحمل دلالات تتجاوز معالجة أزمة محلية. فاختيار الكلمات العسكرية وتوصيف المحتجّين كمعتدين أجانب يعكس استراتيجية خطابية تستهدف تحفيز القاعدة الانتخابية للرئيس عبر إثارة المخاوف من "الآخر" وربطه بالفوضى.
هذا النمط من الخطاب يُعيد إحياء لغة "العدو الداخلي"، والتي لطالما استخدمت تاريخيًا لتبرير التدخل الأمني وتقييد الحريات، خصوصًا في وجه المعارضين. وفي هذا السياق، فإن الربط بين الاحتجاجات وأعلام أجنبية يضع الحراك الشعبي، بما يحمله من مطالب اجتماعية وسياسية، في خانة التهديد الخارجي، ما يُقوّض شرعيته ويُمهّد لتصعيد أمني أكبر.
Comments