حلب - بيروت تايمز – متابعة منى حسن
قُتل دكتور جامعي بارز من أبناء الطائفة العلوية، صباح اليوم الأحد، إثر استهدافه بالرصاص المباشر أثناء قيادته سيارته في شارع الملك العادل بمدينة حلب، على يد مسلّح مجهول يستقل دراجة نارية، في حادثة أثارت الذعر في أوساط المدنيين.
ووفقاً لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن الهجوم أدى إلى فقدان الضحية السيطرة على مركبته، مما تسبب في اصطدامها بسيارات أخرى في المكان، مخلفاً أضراراً مادية.
الضحية، الذي شغل سابقاً منصب عميد كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب، كان يواجه اتهامات بالتعاون مع النظام السوري، بحسب "المرصد"، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية حتى الساعة.
ويأتي هذا الاغتيال في سياق موجة تصفيات متصاعدة تشهدها سوريا منذ مطلع العام 2025، طالت المئات في مختلف المناطق. وبحسب "المرصد"، بلغ عدد القتلى جراء عمليات الاغتيال خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام 700 شخص، بينهم 669 رجلاً، 21 سيدة، و10 أطفال، وقد سُجّلت عشرات الحالات ذات دوافع طائفية.
وتوزعت هذه الحوادث على محافظات سورية عدّة، أبرزها حمص (245 قتيلاً)، حماة (134)، طرطوس (64)، واللاذقية (69)، فيما سُجّلت في حلب وحدها 49 حالة اغتيال، بينها حالة واحدة على خلفية طائفية، يُعتقد أن الحادثة الأخيرة من بينها.
في هذا السياق، قال الخبير الأمني السوري المقيم في أوروبا، الدكتور سامر حمود، "ما يجري في بعض المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام يُظهر بوضوح تفلّتاً أمنياً غير مسبوق، وبعض الاغتيالات تحمل رسائل داخلية، إما لتصفية حسابات سياسية بين أجنحة السلطة أو للضغط على النسيج الطائفي عبر تفجير حساسيات محلية مدروسة."
وأضاف: "اغتيال شخصية أكاديمية من الطائفة العلوية، وفي مدينة كحلب، لا يمكن فصله عن محاولات بعض الجهات إشعال توترات قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام داخل الحاضنة الموالية للنظام."
ورغم محاولات السلطات المحلية فرض إجراءات أمنية استباقية، لا تزال وتيرة التصفيات المرتفعة مؤشراً خطيراً على هشاشة الوضع الأمني في البلاد، وتنامي قدرة الفاعلين غير الرسميين على تنفيذ عمليات نوعية في قلب المناطق ذات السيطرة المشددة.
Comments