bah الرئيس السوري يلتقي رؤساء الكنائس في حلب: حوار وطني لتعزيز التآخي والعيش المشتترك - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الرئيس السوري يلتقي رؤساء الكنائس في حلب: حوار وطني لتعزيز التآخي والعيش المشتترك

05/29/2025 - 08:24 AM

absolute collision

 

 

تحليل وتحرير: مراسل بيروت تايمز في سوريا

 

في خطوة ذات دلالات وطنية وإنسانية عميقة، شهدت مدينة حلب مساء الثلاثاء 27 أيار/مايو 2025، لقاءً رفيع المستوى بين رئيس الجمهورية العربية السورية، السيد أحمد الشرع، وعدد من رؤساء الكنائس المسيحية في المدينة، في قصر الضيافة، بحضور قيادات مدنية وأمنية ودينية، في مشهد يعكس روح الانفتاح السياسي ومساعي ترميم النسيج المجتمعي السوري.

اللقاء، الذي وُصف بأنه "حوار وطني بصيغة دينية"، تناول أبرز التحديات التي تواجه المواطنين في حلب، لا سيما الملفات المعيشية، وواقع الخدمات، ودور المؤسسات الدينية في تعزيز السلم الأهلي بعد أكثر من عقد على الحرب.

الرئيس الشرع أكد في كلمته، بحسب مصادر حضرت الجلسة، أن "المرحلة تتطلب صراحة في الطرح، ومسؤولية في التعاطي، وإرادة جماعية في البناء". وأضاف: "الدولة تفتح ذراعيها لجميع شركائها في الوطن، رجال دين ومجتمع، للعمل سويًا من أجل استقرار سوريا".

شارك في اللقاء عدد من أبرز رؤساء الكنائس التاريخية في حلب، في مقدمتهم:

نيافة المطران يوسف طوبجي (الموارنة الكاثوليك)

نيافة المطران أفرام معلولي (الروم الأرثوذكس)

نيافة مار بطرس قسيس (السريان الأرثوذكس)

نيافة المطران جورج مصري (الروم الملكيين الكاثوليك)

نيافة المطران ماكار أشكاريان (الأرمن الأرثوذكس)

نيافة المطران حنا جلوف (اللاتين)

نيافة الأسقف أنطوان أودو (الكلدان الكاثوليك)

القس إبراهيم نصير (الكنيسة الإنجيلية العربية)

القيادات الروحية عبّرت عن دعمها لوحدة سوريا، مشدّدة على أهمية حماية العيش المشترك، وإعادة إحياء دور الكنائس كمراكز دعم مجتمعي وروحي، خاصة في المناطق المنكوبة مثل حلب.

سياسيًا، يُنظر إلى هذا اللقاء كجزء من استراتيجية الرئيس الشرع لتعزيز الجبهة الداخلية عبر بوابة التعددية الدينية، وهو ما يرى فيه مراقبون رهانًا على التوازن بين الدولة والمجتمع، وتكريس صورة السلطة المنفتحة على الشراكة الوطنية.

في السياق ذاته، يعتبر مراقبون أن اختيار حلب تحديدًا، المدينة التي دفعت ثمنًا غاليًا خلال سنوات الحرب، يؤكد رغبة القيادة السورية في إعادة الاعتبار إلى رمزية هذه المدينة كعاصمة اقتصادية وثقافية، وكنموذج للتعايش الديني في التاريخ السوري.

تأتي هذه الخطوة أيضًا على وقع تطورات إقليمية تشمل تقاربات سياسية جديدة، ومحاولات لإعادة سوريا إلى الحاضنة العربية والدولية. وهي تفتح باب التساؤل:

هل يحمل اللقاء رسالة تطمين إلى الداخل المسيحي بعد سنوات من النزوح والقلق؟

وهل أرادت دمشق إيصال إشارات إلى الخارج بأنها ماضية في نهج المصالحة الداخلية والانفتاح؟

الردود الأولية من الأوساط المسيحية السورية جاءت إيجابية، إذ وصف بعض المطارنة اللقاء بأنه "سوري بامتياز"، و"فرصة لتذكير الجميع بأن وحدة الشعب أقوى من جراح الحرب".

سواء أكان اللقاء خطوة رمزية أم انطلاقة لمسار تشاوري جديد، فإن توقيته ومكانه وتركيبته تكشف عن تحوّل تدريجي في علاقة الدولة بالمجتمع الديني، بعيدًا عن شعارات سابقة كانت تُختصر بالولاء الصامت.

المرحلة المقبلة قد تشهد لقاءات مماثلة مع قيادات دينية إسلامية ومجتمعية، في محاولة لإنتاج "عقد اجتماعي جديد" غير معلن، يعيد رسم العلاقة بين مكوّنات المجتمع السوري ودولته.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment