الملك تشارلز دافع عن السيادة… وواشنطن ترد بعرض سياسي-عسكري مثير
واشنطن – منى حسن – بيروت تايمز
في خطوة أثارت موجة جديدة من الجدل بين واشنطن وأوتاوا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرضاً غير مسبوق يقضي بانضمام كندا إلى الولايات المتحدة كولاية رقم 51، مقابل حصولها مجاناً على حماية "القبة الذهبية" — نظام الدفاع الصاروخي الأميركي الجديد. وجاء إعلان ترامب في منشور نشره فجر الأربعاء عبر منصته "تروث سوشيال"، قال فيه:
"أبلغتُ كندا أنها ستدفع 61 مليار دولار إذا أرادت الانضمام إلى القبة الذهبية وهي لا تزال دولة مستقلة. أما إذا قررت أن تصبح الولاية الأميركية 51، فلن تدفع شيئاً".
وأضاف ترامب أن "الكنديين يدرسون العرض"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"النقاش المفتوح داخل كندا بشأن مستقبلها الأمني".
ويأتي هذا الطرح الاستثنائي بعد أيام من إلقاء الملك تشارلز الثالث خطاباً رسمياً من أوتاوا، شدد فيه على "حق كندا في الحفاظ على سيادتها واستقلال قرارها الوطني"، في ما اعتُبر رداً ضمنياً على تصاعد الضغوط الأميركية.
"القبة الذهبية" هو مشروع دفاعي فضائي أعلن عنه ترامب في يناير 2025، ويهدف إلى تطوير شبكة متعددة الطبقات لاعتراض الصواريخ الباليستية والفرط صوتية باستخدام تقنيات مدارية متقدمة. وتبلغ كلفة المشروع المقدّرة نحو 175 مليار دولار.
وكان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قد صرّح الأسبوع الماضي بأن حكومته "تدرس إمكانية الاستثمار في المشروع"، لكنه شدد على أن "الأولوية تبقى للحفاظ على قرار كندا السيادي والمستقل بشأن خياراتها الدفاعية".
يُعدّ عرض ترامب المتزامن مع خطاب الملك تشارلز الثالث تطوراً ذا دلالات مزدوجة: من جهة، هو محاولة لإغراء أوتاوا بالانضمام إلى مشروع عسكري طموح من دون كلفة، ومن جهة أخرى، قد يُنظر إليه كنوع من الضغط السياسي في لحظة تشهد فيها كندا نقاشات واسعة حول دورها الأمني في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
Comments