ليتل ريفر – ساوث كارولينا - بيروت تايمز – تحقيق ليلى ابو حيدر
في مشهد بات يتكرر بشكل مقلق في الولايات المتحدة، استيقظت مدينة ليتل ريفر الساحلية في ولاية ساوث كارولينا على وقع إطلاق نار عنيف أسفر عن إصابة 11 شخصًا على الأقل، وفق ما أفادت به شبكة "ABC News" نقلاً عن مصادر في شرطة المقاطعة.
الحادث وقع ليل الأحد – الإثنين، في حيّ سكني هادئ عادةً، ما ضاعف من وقع الصدمة لدى السكان المحليين، الذين عبّروا عن قلقهم من تنامي حوادث العنف المسلح في مجتمعاتهم. ونقلت الشرطة أن الجرحى نُقلوا إلى عدد من المستشفيات القريبة، وأن بعض المصابين وصلوا بسياراتهم الخاصة، في مؤشر على حالة من الهلع والفوضى التي رافقت إطلاق النار.
تحقيقات أولية... ولا مشتبهين معلنين حتى الآن
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تعلن شرطة مقاطعة هوري (Horry County Police Department) عن توقيف أي مشتبه به، كما لم تُعرف بعد دوافع الحادث أو طبيعته، سواء أكان مرتبطًا بخلاف شخصي أو بجريمة منظمة أو حادثة عنف عشوائي.
في مؤتمر صحافي مقتضب صباح الاثنين، أكدت السلطات أن "الوضع تحت السيطرة"، مشيرة إلى أن تحقيقًا جنائيًا قد فُتح وأن فرق الطب الشرعي بدأت بمعاينة مكان الحادث وجمع الأدلة. ودعت الشرطة السكان إلى التعاون وتقديم أي معلومات قد تساعد في تحديد هوية الفاعل أو الفاعلين.
الخلفية الاجتماعية والسياسية: عنف مزمن وسط انقسام سياسي
مدينة ليتل ريفر، المعروفة بمينائها الصغير ومجتمعها المتقاعد الهادئ، لم تعتد على هذا النوع من الجرائم، ما يجعل هذا الحادث مثيرًا للقلق على نحو خاص. ومع ذلك، فإن ساوث كارولينا، مثل عدد من الولايات الأميركية الجنوبية، تعاني من تزايد معدلات حيازة السلاح، في ظل قوانين محلية توصف بأنها "متساهلة" في ضبط بيع واستخدام الأسلحة الفردية.
وفقًا لأحدث بيانات "أرشيف العنف المسلح" الأميركي (Gun Violence Archive)، سجّلت الولايات المتحدة منذ بداية عام 2025 أكثر من 190 حادثة إطلاق نار جماعي، تُعرّف بأنها حوادث يُصاب فيها أربعة أشخاص أو أكثر.
الحادث يعيد إلى الواجهة السجال السياسي حول إصلاح قوانين حيازة السلاح، وهو ملف حساس يثير انقسامات حادة بين الحزب الجمهوري الذي يدافع عن "الحق الدستوري في حمل السلاح"، والديمقراطيين الذين يطالبون بضوابط أشد للحد من هذه الجرائم.
الرئيس ترامب: "لن نسمح بنزع سلاح الأميركيين الشرفاء"
وفي تعليق مقتضب صباح الإثنين، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "ما حصل في ساوث كارولينا مأساة"، لكنه جدّد التأكيد على رفض إدارته "أي محاولات لسلب الأميركيين الشرفاء حقهم الدستوري في الدفاع عن أنفسهم"، في إشارة واضحة إلى رفضه تشريعات تقيّد حيازة السلاح.
في المقابل، طالب عدد من النواب الديمقراطيين في الكونغرس بفتح تحقيق فدرالي في الحادث، ومضاعفة الجهود لتمرير قوانين تمنع وصول الأسلحة الهجومية إلى الأفراد.
إعلام محلي يتحدث عن “حفلة” انتهت بكارثة
وبحسب تسريبات إعلامية نقلتها محطات محلية، يُرجّح أن إطلاق النار وقع في حفلة جمعت العشرات من الشبان في أحد المجمعات السكنية، ما يثير احتمال أن يكون الخلاف قد تطوّر بشكل سريع إلى استخدام السلاح.
لكنّ هذه الفرضيات لا تزال غير مؤكدة بانتظار بيان رسمي من الشرطة، التي التزمت الصمت حيال التفاصيل المرتبطة بالضحايا وأعمارهم.
خلاصة: نزف يومي تحت وطأة البنادق
حادثة ليتل ريفر ليست معزولة، بل تشكّل حلقة جديدة في سلسلة من أعمال العنف المسلح التي باتت جزءًا من المشهد الأميركي اليومي. وإلى حين معالجة جذور هذه الظاهرة، ستبقى المجتمعات عرضة لانفجارات دموية غير متوقعة... وستبقى السياسة عاجزة عن الردّ.
Comments