واشنطن – بيروت تايمز - تحقيق ليلى ابو حيدر
في حادثة مروّعة هزّت العاصمة الأميركية، قُتل اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية لدى الولايات المتحدة، يارون ليشينسكي وسارة ميلغروم، في عملية إطلاق نار وقعت خارج المتحف اليهودي بالكابيتول، في قلب واشنطن العاصمة، على يد المهاجم الأميركي إلياس رودريغيز، البالغ من العمر 31 عامًا والمقيم في شيكاغو.
تفاصيل الجريمة: إطلاق نار عن قرب وتصميم على القتل
بحسب لائحة الاتهام الصادرة عن السلطات الفيدرالية، اقترب رودريغيز من الزوجين الإسرائيليين وأطلق النار عليهما من الخلف باستخدام مسدس عيار 9 ملم، اشتراه في ولاية إلينوي عام 2020. وبعد أن سقط الضحيتان أرضًا، قام الجاني بإطلاق النار عليهما مجددًا من مسافة قريبة، موجّهًا الرصاص مباشرة إلى ميلغروم أثناء محاولتها الزحف بعيدًا. وتُظهر كاميرات المراقبة مشهدًا وحشيًا، حيث أعاد رودريغيز تعبئة سلاحه وأطلق الرصاص على الجثتين للمرة الأخيرة، قبل أن يتعطل سلاحه في محاولة إطلاق إضافية.
استنفار أمني ورسمي أميركي
البيت الأبيض أدان الهجوم بأشد العبارات، ووجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليماته الفورية بإرسال وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، في زيارة عاجلة إلى إسرائيل، في خطوة تعبّر عن "تضامن أميركي كامل مع دولة إسرائيل"، بحسب ما أعلن مستشار الأمن القومي في بيان مقتضب.
ومن المتوقع أن تصل نويم مساء الأحد إلى تل أبيب، حيث تلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل أن تعقد اجتماعًا يوم الاثنين مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وفقًا لما نقلته صحيفة إسرائيل هيوم.
البعد السياسي للحادثة
تأتي هذه الحادثة في توقيت شديد الحساسية سياسيًا، وسط تصاعد التوترات بين مجموعات يمينية ويسارية داخل الولايات المتحدة، على خلفية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والاحتجاجات الجامعية التي عمّت مدنًا أميركية كبرى خلال الأسابيع الماضية.
المحققون الفيدراليون لم يؤكدوا بعد دوافع رودريغيز، إلا أن الطبيعة المستهدِفة للهجوم والضحية ذات الصفة الدبلوماسية تعززان فرضية العمل الإرهابي أو الجريمة ذات الطابع المعادي للسامية.
ردود الفعل في إسرائيل
في تل أبيب، خيّمت الصدمة على الأوساط الحكومية بعد إعلان مقتل ليشينسكي وميلغروم. ووصف نتنياهو الحادثة بأنها "جريمة كراهية مروعة بحق أبرياء يمثلون إسرائيل بكل فخر". وأكد في بيان رسمي أن "دماء أبنائنا لن تذهب هدرًا"، مرحبًا بزيارة نويم "كدليل على عمق التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة".
مع استمرار التحقيقات، تتجه الأنظار إلى تداعيات الحادثة سياسيًا وأمنيًا، داخليًا وخارجيًا، في وقت يحرص فيه البيت الأبيض على احتواء أي توتر محتمل، وتأكيد التزامه العميق بأمن الدبلوماسيين على الأراضي الأميركية، لا سيما في ظل إدارة ترامب التي تعطي أولوية قصوى للعلاقة مع إسرائيل.
Comments