bah مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي في واشنطن - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي في واشنطن

05/22/2025 - 05:18 AM

Prestige Jewelry

 

واشنطن - بيروت تايمز - إعداد: ليلى ابو حيدر

 

في واحدة من أكثر الحوادث إثارة للقلق منذ أشهر على الساحة الأميركية، قُتل مساء الأربعاء موظفان في السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن، في حادث إطلاق نار وقع أمام متحف التراث اليهودي، بينما كانا يغادران فعالية عامة نظمتها اللجنة اليهودية الأميركية. توفي أحد الضحايا في مكان الحادث، بينما نُقل الآخر إلى مستشفى محلي في حالة حرجة، قبل أن يُعلن عن وفاته لاحقاً.

قالت شاهدة العيان سارة مارينوزي لشبكة CNN إن مطلق النار الذي قتل زوجين شابين خارج المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، الأربعاء، "تظاهر بأنه شاهد" وانتظر وصول الشرطة لأكثر من 10 دقائق قبل أن يدّعي أنه فعل ذلك "من أجل غزة".

الحادث أثار تساؤلات عميقة حول تصاعد العنف المرتبط بالصراعات الإقليمية، ومدى تسرّبها إلى الداخل الأميركي.

دوافع فردية... أم رسائل سياسية؟

المشتبه به، إلياس رودريغيز (30 عامًا)، بحسب ما أكدته مصادر أمنية، صرخ أثناء اعتقاله "الحرية لفلسطين"، ما عزّز التكهنات حول ارتباط الهجوم بالغضب المتصاعد داخل الولايات المتحدة من السياسات الإسرائيلية، وخصوصًا في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.

ورغم أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أن السلطات الفيدرالية الأميركية تدرس الحادث من زاوية "جريمة كراهيَة محتملة ذات طابع سياسي"، وسط ضغوط من منظمات يهودية تطالب بتصنيفه كعمل إرهابي داخلي.

ووفق ما أفادت به الشرطة، فإن رودريغيز شوهد وهو يتجوّل خارج المتحف قبل تنفيذ الهجوم، ثم أطلق النار من مسافة قريبة باتجاه الضحيتين، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، قبل أن تتمكّن قوات الأمن من اعتقاله. وخلال توقيفه، هتف "فلسطين حرة"، ما عزّز الفرضيات حول الدوافع السياسية أو الأيديولوجية وراء الاعتداء.

الموقف الإسرائيلي: تحذير من "كسر الخطوط الحمراء"

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، لم يتردد في تصنيف الحادث على أنه "هجوم إرهابي معادٍ للسامية"، محذرًا من أن استهداف ممثلي إسرائيل في الخارج هو "تجاوز لخطوط حمراء دولية". كما حمّل ضمنًا المناخ التحريضي في بعض الأوساط الأميركية مسؤولية تزايد التهديدات ضد الإسرائيليين واليهود.

التفاعل الفلسطيني: استنكار وتخوف من التسييس

في المقابل، عبّر مسؤول في بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة لـ"بيروت تايمز"، عن أسفه لسقوط قتلى، مؤكدًا أن "أي عمل عنيف يستهدف دبلوماسيين لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يخدم قضيته". وحذر المسؤول من "استغلال الحادث سياسيًا لتأجيج خطاب الكراهية ضد الفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة"، خصوصًا مع تصاعد حملات التحريض والمضايقات في الجامعات والمراكز العامة.

مراقبون: البيئة الأميركية أكثر هشاشة

يرى الباحث في شؤون الأمن القومي بجامعة جورجتاون، ديفيد شرايبر، أن "البيئة الأميركية الداخلية باتت أكثر هشاشة نتيجة الاستقطاب الحاد، وحوادث العنف المرتبطة بصراعات خارجية أصبحت أكثر احتمالًا". ويضيف أن "الربط السريع بين أي عمل فردي والقضية الفلسطينية يجب أن يُقابل بالحذر والتحقيق، لا بالتصعيد الإعلامي".

الخلفية: سياق محلي ودولي مشحون

الحادث يأتي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة احتجاجات واسعة في عدد من المدن والجامعات على خلفية الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، ومع ارتفاع حدة الانتقادات لإدارة الرئيس دونالد ترامب بسبب موقفها الثابت من الحرب في غزة. كما يتزامن مع دعوات لمقاطعة فعاليات يهودية مؤيدة لإسرائيل، وتحذيرات من تزايد جرائم الكراهية سواء ضد المسلمين أو اليهود.

حادث إطلاق النار في واشنطن، بغض النظر عن دوافعه النهائية، يكشف حجم الاحتقان الذي بات ينعكس على المشهد الداخلي الأميركي. وإذا لم يُعالج هذا الاحتقان بخطاب متوازن وتحقيقات شفافة، فإن الحوادث الفردية قد تتحول إلى موجة تهدد النسيج المجتمعي ومكانة المؤسسات الدبلوماسية على الأراضي الأميركية.

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment