الدوحة – متابعة الاعلامي جورج ديب
أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن المفاوضات الجارية في الدوحة بين حركة حماس وممثلين عن الحكومة الإسرائيلية، بوساطة قطرية – مصرية – أميركية، لا تزال متعثّرة بسبب “خلافات جوهرية” تحول دون التوصل إلى اتفاق شامل بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في قطاع غزة.
وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم في العاصمة القطرية، قال آل ثاني: "رغم الجهود المكثفة من جانب الوسطاء، لا تزال هناك خلافات جوهرية بين الطرفين تتعلّق بترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، والضمانات المرتبطة بعودة النازحين، وتفاصيل مراحل تبادل الأسرى."
وأضاف: "قطر ملتزمة بمواصلة دورها كوسيط محايد، وتسعى إلى تقريب وجهات النظر، لكن من دون تجاوب عملي من الطرفين، تبقى فرص التقدم محدودة."
ضغوط أميركية وتحفّظات إسرائيلية
تزامن ذلك مع تقارير عن تصاعد الضغوط من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحكومة الإسرائيلية للقبول بصيغة تدريجية لوقف إطلاق النار، مقابل التزام حماس بإطلاق سراح الرهائن المدنيين، كبادرة حسن نية. غير أن مصادر دبلوماسية مطلعة أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تبدي تحفّظاً على بعض البنود المتعلقة بترتيبات ما بعد وقف القتال، لا سيما ما يخصّ إعادة تمركز القوات في غزة، وضمانات عدم استئناف الهجمات.
حماس تطالب بضمانات دولية
من جهتها، تشترط حركة حماس أن يترافق أي اتفاق مع "وقف دائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع الحصار، وضمانات دولية لإعادة الإعمار"، وفق ما نقلته مصادر قريبة من وفدها المفاوض في الدوحة. كما تتمسك الحركة بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بعقوبات طويلة، في إطار صفقة التبادل.
مساعٍ قطرية مستمرة وسط تعقيدات ميدانية
ويأتي تعثّر المحادثات وسط استمرار العمليات العسكرية في مناطق متعددة من القطاع، وارتفاع في أعداد الضحايا المدنيين، ما يزيد من الضغوط الإنسانية والدبلوماسية على الأطراف كافة. وتواصل قطر بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة جهودها لإنضاج تسوية مرحلية، تبدأ بهدنة إنسانية وتمهّد لاتفاق أوسع يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، وتبادلاً متزامناً للأسرى.
لكن، كما يرى مراقبون، فإن “الخلافات السياسية العميقة، وغياب الثقة بين الجانبين، وتداخل الحسابات الانتخابية في إسرائيل، ومواقف الفصائل الفلسطينية”، كلها تُبقي فرص التوصل إلى اختراق ملموس في الوقت القريب رهينة لمعادلات معقدة.
Comments