تحليل اخباري خاص
__________________________________
مصادر دولية متابعة لـ "بيروت تايمز" اختيار ترامب "الخليج العربي
في أول زيارة له رسائل كثيرة للداخل الأميركي والإقليمي"
مصادر دبلوماسية اميركية لـ "بيروت تايمز" الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس ستتريث في القيام بزيارتها لـ بيروت
مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز "الرئيس ترامب يعمل بجدية في مفهوم إحياء السلام،
ومن ناحية لتحقيق حلمه بالحصول على جائزة نوبل للسلام بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط.
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الاعلامية منى حسن
منذ ان حطت طائرة رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب في المملكة العربية السُّعُودية، ولا تزال هذه الزيارة التي وصفها بـ "التاريخية" تتصدر المشهد العالمي، وتضع الشرق الأوسط في مشهد جديد.
وخطفت المواقف اللافتة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرياض، التي استهلّ بها أمس جولته الخليجية، الأضواء الداخلية والإقليمية والدولية، ولعلّ باكورة نتائج الزيارة إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا، قائلاً: "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لها للنمو"، وكذلك توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية مع المملكة.
أما حول لبنان، فأعلن ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الاستعداد "لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه".
واكدت مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز" أن زيارة ترامب بأبعادها وأهدافها السياسية والاقتصادية كرّست الرياض البوابة الرئيسية للشرق الأوسط وصمام أمان المنطقة، وشريكة في القرار العالمي.
واشارت المصادر الدبلوماسية ان المملكة العربية السعودية تملك إرثاً سياسياً يمتد الى عقود، شكلت، ولا تزال، محرّكاً أساسياً في السياسة العالمية والمساهمة في إدارة ملفات إقليمية أقل ما يقال بأنها ملفات شائكة وساخنة، وأيضاً قاطرة اقتصادية هامة للاقتصاد العالمي، لا سيما أنها من دول مجموعة العشرين.
زيارة ترامب واهميتها
وتكتسب زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة أهمية بالغة في الشكل والمضمون. واكدت مصادر سياسية لمراسلة "بيروت تايمز " أن للزيارة أبعاد جيوسياسية، خصوصاً أن "المملكة تقود مرحلة تحول المنطقة الى السلام والاستقرار، من خلال مبدأ "صفر مشاكل"، وهذا ما لُمس في انفتاحها على طهران،
ولا يمكن تجاوز السعودية في أي ملف أو قضية أو تسوية إقليمية فقط، لا بل دولياً، من خلال قوة حضورها وتأثيرها والوَقع الدبلوماسي لسياستها الخارجية، لا سيما أن اعتماد السلة المتكاملة بالجمع بين السياسة والاقتصاد جعلها صاحبة الكفة المرجحة.
وفي المقلب الأميركي، دخلت إعادة التموضع الأميركية في الشرق الأوسط مرحلة "التنفيذ"، إذ بدأت تفكيك العقد على عدة جبهات ساخنة من طهران والملف النووي الإيراني والتوترات الإيرانية الإسرائيلية الى حرب غزة الى اليمن الى الهند وباكستان.
وتعتبر المصادر أن الولايات المتحدة الأميركية لديها مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وتعوّل على قيادة المنطقة مع الدول الفاعلة والمؤثرة والتي تملك رؤية تنموية وعلى رأسها الرياض".
جولة ترامب للمنطقة
جولة ترامب الخليجية للمنطقة والمبادرات التي ينتظر أن تطرح خلالها، ستؤثر مباشرة على مجمل الملفات الساخنة في المنطقة، ومنها الملف اللبناني. وفي هذا الاطار اكدت مصادر دبلوماسية، أن الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس ستتريث في القيام بزيارتها لبيروت، وهي كانت متوقعة في النصف الأول من أيار الجاري. فالأميركيون يعتبرون أنّ أي تطور لم يطرأ على المِلَفّ اللبناني منذ اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الفائت.
وتالياً لا جديد يمكن للوسيط الأميركي تقديمه، ما دام كل من الطرفين اللبناني والإسرائيلي على موقفه. فلا الدولة اللبنانية قادرة على الوفاء بكل التزاماتها لجهة حل مسألة سلاح «حزب الله»، ولا الإسرائيليون مستعدون للانسحاب الكامل من لبنان ووقف ضرباتهم المتواصلة في مختلف المناطق. وهذا يعني، حسب المصادر، أنّ شيئاً ما يجب أن يتحقق في السياسة لتغيير المناخات على مستوى أوسع في الشرق الأوسط لتحريك المياه الراكدة، كحصول اتفاق بين واشنطن وطهران أو دخول العرب وإسرائيل في مسار مفاوضات تسوية على أسس جديدة.
اختيار ترامب الخليج
ولفتت مصادر دولية متابعة لزيارة ترامب الى منطقة الشرق الاوسط وقالت ان اختيار ترامب "الخليج العربي في أول زيارة له رسائل كثيرة للداخل الأميركي والإقليم"، نظراً لحيثية هذه الدول على شتى الصُعد والاستقرار الذي تعيشه والتأثير المالي والاقتصادي، مشيراً الى أن ترامب يرى في المعارك والأحلاف القادمة اقتصادية وليست عسكرية. وقالت المصادر الدولية ان الاستثمارات التي تم توقيعها بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية ليس لخدمة ترامب، إنما لخدمة تطوير العلاقات الاقتصادية ولتقوية الدور السعودي، والأمر نفسه بالنسبة للإمارات وقطر.
أما على خط الداخل الأميركي، فيشكل قدوم ترامب الى المنطقة لإحياء وضعه الاقتصادي في الوقت التي يعيش فيه الاقتصاد الأميركي الركود والجمود.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن ترامب يريد البحث في ملفات داخل الشرق الأوسط التي تتطابق مع رؤيته بإنهاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يعمل بجدية في مفهوم إحياء السلام، ومن ناحية لتحقيق حلمه بالحصول على جائزة نوبل للسلام بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، كي يسجل لنفسه أنه استطاع إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط، بالإضافة الى استتباب الأمن، ما يؤكد نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط دون منازع ويقطع الطريق على الصين وروسيا والهند والجميع.
هذا بالإضافة الى أنه يحاول إنهاء الملفات الساخنة وآخرها التوترات بين الهند وباكستان، من ضمن توجهات اقتصادية للذهاب في التنافس في الحرب الاقتصادية بينه وبين الصين الذي لا يمكن إبعادها حتى لو تأخرت.
ومن المعروف أن الرئيس ترامب يطلق معايير مختلفة لنظام عالمي جديد يقوم على مراعاة المصالح الاقتصادية والمالية، وإنهاء زمن النظام الراهن الذي قام في إعقاب الحرب العالميّة الثانية، والذي كان عماده الحرب الإيديولوجية بين الليبرالية والشيوعية.
وأمام هذا المنحى الجديد هل يمكننا أن نقول بأن لبنان قد أصبح على أهبة الاستعداد لملاقاة هذه التطورات المتسارعة، وما تحمله من متغيِّرات جذرية في الإقليم، وعلى مستوى العالم بأسره؟
المؤشرات التي بدأت بانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية بعد فراغ دام سنتين وثلاثة أشهر فيها من الاطمئنان توحي بأن لبنان قد بدأ يتلمّس جادة التعافي بورشة إصلاحية تفرض على جميع من في يدهم مفتاح الحل والربط أن يكونوا جاهزين للصعود على متن قطار التغيير.
Comments